بقلم: ناهد صبري
الحق أنه لا توجد قيمه إنسانية أُهدر محتواها وضاع معناها مثل الحب، فعلى المستوى الظاهر تجد أن هذه القيمة تُقام لها الأعياد والمهرجانات وتُغنى لها الأغانى وتُنسج حولها الروايات والأشعار، لكن في الواقع تجد قلقًا واكتئابًا وإدمانًا وتجد اضطرابًا وظلمًا وطغيانا. فالبشرية في حاجة إلى الحب لتزيل الكراهية والتعالي والتمييز كما تضمد به جراحها المثخنة من جراء الحروب والتناحر.
لقد كرست الإنسانية المعاصرة معاني العنصرية والإرهاب وندرة الموارد وصناعه الفقر والعولمة الاقتصادية التي تؤدي إلى اعتبار اللاجئين والمشردين وكبار السن عبئًا اقتصاديًا فتشغلهم في أحط أنواع العمل.

البشرية تحتاج إلى الحب وتحتاج أن تستند إلى معرفة أن الجميع من أصل واحد حتى ولو اختلفوا في الأديان أو الأجناس كاللون من ألوان التطبيق العملي للحب كقيمة عليا.
وفي هذا الإطار دارت ندوة "التواصل الحضاري لجمعية الدعوة الإسلامية العالمية الليبية" التي عُقدت في القاهرة يوم السبت الماضي، حيث شدد الدكتور علي جمعة مفتي مصر على أن التواصل الحضاري يتطلب عقلية تقبل الآخر في العيش المشترك، لأن الرفض يعني فشل جهود التواصل مع الآخر، وأشار إلى أن ذلك من أهم الأمور التي حافظت على النسيج الواحد فى مصر بتراكيبها من المسلمين والمسيحيين واليهود رغم اختلاف العقيدة، وأكد البابا شنودة الثالث في كلمته التي ألقاها عنه الأب مكاري أن الكنيسة القبطية لا تؤمن بفكرة صدام الحضارات وإنما تؤمن بالحوار رغم اختلاف العقيدة، استنادًا على فكرة أن الأديان تتوافق ولا تتطابق، وأشار البابا شنودة إلى أن من أهم معوقات التواصل الحضاري والعلاقة مع الآخر هي ضيق الأفق والاستعلاء والتمركز حول الذات والعودة الوراء وعدم الفهم السليم للمقاصد الدينية وعدم قبول الآخر.

كما ركزت الكنيسة الإنجيلية فى كلمتها التي ألقاها الأب صموئيل نيابة عن الدكتور منير حنا مسؤول الكنيسة في مصر وشمال أفريقيا على الأرضية المشتركة بين المسلمين والمسيحيين، وأكد على مساحة التواصل الحضاري والعلاقة من منطلق النقاط المشتركة مع الآخر والتي تتمثل أهمها بين المسلمين والمسيحيين في الاتفاق على عباده الله الواحد والإيمان بالثواب والعقاب والإيمان بالتوبة وصنع السلام والمحبة.