الأقباط متحدون - التعاون العسكري المصري – الروسي تاريخ قديم متجدد
أخر تحديث ٠٦:١٩ | الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٦ | العدد ٣٠٩٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

التعاون العسكري "المصري – الروسي" تاريخ قديم متجدد

 التعاون العسكري
التعاون العسكري "المصري – الروسي" تاريخ قديم متجدد
تقرير: أماني موسى

تحتل زيارة المشير عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية إلى العاصمة الروسية موسكو، اهتمام الصحف المحلية والعالمية.
وتعتبر الزيارة تاريخية وتشكل منحنى آخر، ليس فقط في شكل العلاقات المصرية الروسية ، بل خارطة العلاقات الدولية والتحالفات والتوزانات الدولية الجديدة.
حيث أعتبرها البعض تحمل صفعة على وجه الإدارة الأمريكية فيما أرتأى فريق آخر إن الزيارة لها دلالات سياسية مستقبلية.
وقد لاقت زيارة الفريق تحمل ترحيب مصري شعبي وترحيب مثيل شعبي وحكومي روسي، حيث أوردت صفحة رسمية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترحيب باللغة العربية للمشير السيسي وتحمل تأييد وترحيب للعلاقات المحتملة.
**صفقة الأسلحة:
صفقة الأسلحة والتعاون العسكري كان من أهم نقاط الزيارة إيثارًا، حيث إن مصر تستورد حاجتها من الأسلحة من الولايات المتحدة بما يقارب نسبة 60 في المائة إلى 65 في المائة، لكن مع التقارب الجديد بين القاهرة وموسكو، يمكن أن تزيد نسبة الاستيراد المصري من الأسلحة الشرقية.
فيما أشارت وكالة الأنباء الفرنسية إن السيسي يتفاوض مع روسيا حول صفقة أسلحة بملياري دولار.
**تاريخ التعاون العسكري بين مصر وروسيا والصفقة التشيكية:
التاريخ يذكر إن التعاون العسكري بين البلدين قديم ويعود إلى العام 1955، حيث تمت صفقة أسلحة تعرف بأسم صفقة الأسلحة التشيكية، وكانت تشيكوسلوفاكيا عضوًا في حلف وارسو بزعامة الاتحاد السوفياتي (آنذاك). واستمر نقل الأسلحة من التشيك إلى مصر منذ عام 1955 حتى عام 1956، 
ما أثار حفيظة الأمريكان فأنسحبوا في 19 يوليو 1956 من عرض المساهمة في مشروع السد العالي، وبصدور هذا القرار اتجهت مصر نحو الاتحاد السوڤيتي لمساندتها في بناء السد العالي، وبالفعل قام بإرسال الفنيين وسفن الإرشاد.
وتوثقت العلاقات بين الجانبين، القاهرة وموسكو، أكثر، مع تمويل السوفيات للسد العالي، واستمر هذا التعاون حتى قام الرئيس الراحل أنور السادات بطرد الخبراء السوفيات عام 1972، بسبب تباطؤ موسكو في إرسال ما طلبه السادات من كباري ومعدات وقطع للدفاع الجوي المتحرك لكي يتمكن من تغطية مناطق أوسع في سيناء تصل حتى حدود إسرائيل.
**انهيار العلاقات المصرية الروسية:
وعليه انهار التعاون العسكري والاقتصادي والسياسي بين البلدين، وفي عام 1976 نقضت مصر «معاهدة الصداقة والتعاون» مع موسكو التي سبق توقيعها في عام 1971. وتوقفت مصر عن شراء الأسلحة السوفياتية بشكل تام مع قرب توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل.
**مبارك يحيي العلاقات العسكرية بين البلدين:
ومع وصول الرئيس الأسبق حسني مبارك إلى السُلطة، بدأ في مواربة الباب الذي لم يكن قد أغلق تمامًا مع الروس، ومنذ مطلع ثمانينات القرن الماضي اتسمت علاقة مبارك مع الاتحاد السوفياتي بـ«التطبيع التدريجي»، وجرى تتويجها، بعد قطيعة استمرت نحو 20 عامًا، بزيارة قام بها وفد روسي برئاسة نائب وزير الدفاع حينذاك، أندريه كوكوشين، ليفتح ملف التعاون العسكري مع مصر مجددًا بداية من عام 1995، ولتبدأ بعدها بنحو عامين عملية استيراد للدبابة الروسية «تي 8034»، إضافة لمروحيات ومعدات أخرى.
ويذكر إن العلاقات بين البلدين في عهد مرسي اتسمت بالقطيعة، حيث أبدت روسيا عدم ترحيبها بالتعامل مع جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، وتعدها موسكو "منظمة إرهابية".
**السيسي على خطى عبد الناصر يجدد العلاقات المصرية الروسية:
وجاء السيسي يجدد العلاقات وينعشها بعد فترة من الركود والثبات، حيث تواصل الطرفان في زيارات رسمية متبادلة وتصريحات داعمة للقيادة المصرية من قبل الجانب الروسي.
وجاءت زيارة الأمس وتأكيد الخارجية المصرية لما تتداوله الصحف من تجدد التعاون العسكري بين البلدين دون الإفصاح عن تفاصيل الصفقة.
**توتر العلاقات مع أمريكا وازدهارها مع روسيا:
جاءت تلك الزيارة تزامنًا مع تصاعد حدة التوتر في العلاقات بين مصر والقيادة الأمريكية، حيث قد ألغت أمريكا التدريب العسكري المشترك مع مصر (مناورات النجم الساطع)، وهددت بتقليص المساعدات المالية العسكرية عقب الإطاحة بنظام مرسي، وعلى العكس من ذلك أبدت موسكو تفهما للتغيرات الحالية على ضفاف النيل، وتبادلت مع مصر الوفود الشعبية قبل أن يرسو الطراد «فارياغ»، وهو من أهم وحدات الأسطول العسكري الروسي، في ميناء الإسكندرية (200 كيلومتر شمال غربي القاهرة) على البحر المتوسط، يوم الاثنين الماضي، في زيارة غير رسمية، لكن ذات مغزى في تقدم التقارب بين البلدين. 
**الأيام القليلة القادمة تثبت صحة الرؤية:
رغم إن الخارجية المصرية لم تعلن بشكل رسمي عن انها تستبدل أمريكا بروسيا، إلا أن أمريكا تراقب وهي غير سعيدة من التقارب مع الروس.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter