الأقباط متحدون - تاريخ العلاقات المصرية – الروسية ومستقبلها الفراق والعودة
أخر تحديث ٠٥:٠٠ | الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٦ | العدد ٣٠٩٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تاريخ العلاقات "المصرية – الروسية" ومستقبلها "الفراق والعودة"

السيسى
السيسى
بدأها عبد الناصر..وأنقطعت فى عهد الإخوان..وأعادها "السيسى"
علاقات دبلوماسية وإقتصادية وعسكرية عميقة بين الدولتين
كتب: نعيم يوسف
أثارت الزيارة التى أجراها المشير عبد الفتاح السيسى إلى روسيا، العديد من التساؤلات حول توجهات مصر ما بعد الإخوان فى علاقاتها الدولية الخارجية..وخاصة بالجانب الروسى..الذى كان له تاريخ فى العلاقات مع مصر..والتى شهدت فترة تقارب وتحالف ضد الغرب.. ثم فراق من الجانب المصرى والإتجاه ناحية الغرب ..ثم أعادها مرة أخرى المشير عبد الفتاح السيسى ..
"علاقات دبلوماسية"
أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي ومصر في 26 أغسطس 1943. وشهدت العلاقات بين البلدين تغيرات جدية، كما تغيرت أولوياتها على الصعيدين الخارجي والداخلي. حيث أصبحت روسيا ومصر اليوم شريكتين على الصعيدين الثنائي والدولي.
وتمت الخطوة الأولى للتعاون المصري الروسي في أغسطس عام 1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي‏. وشهدت العلاقة تطورات متلاحقة كان أبرزها بعد ثورة يوليو عام 1952 حين قدم الاتحاد السوفيتي لمصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي.
وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها في فترة الخمسينات – الستينات من القرن العشرين حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوان – الإسكندرية. وتم في مصر إنجاز 97 مشروعا صناعيا بمساهمة الاتحاد السوفيتي. وتلقت العلم أجيال من اولئك الذين يشكلون حاليا النخبة السياسية والعلمية والثقافية في بلاد الأهرام، ومن بينهم الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي تخرج من أحد المعاهد العسكرية السوفيتية.
وعلى الرغم من التوتر الذي شهدته العلاقات في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات وانقطاعها تماما حتى سبتمبر 1981 فإنها بدأت في التحسن التدريجي في عهد الرئيس مبارك. وفي الوقت الحاضر تم تطبيع العلاقات الروسية المصرية في كافة المجالات.
"العلاقات الإقتصادية"
أما بالنسبة للميدان الاقتصادي فقد تقلص نطاق التعاون العملي في التسعينات. ولكن من الملاحظ أنه ينمو باطراد في السنوات الأخيرة. وقد بلغ حجم تبادل السلع والخدمات بين البلدين في عام 2006 حوالي مليار و950 مليون دولار. ويشكل التبادل التجاري منه قرابة المليار و200 مليون دولار.وقد ازداد حجم التبادل التجاري في السنوات الأربع بحوالي 5 أضعاف. وهو يشكل الآن أكثر من ملياري دولار. وبلغ التبادل السلعي بين البلدين في عام 2008 حوالي 2.065 مليار دولار. وتشغل الخامات والمواد الغذائية وزناً نوعياً عالياً في الصادرات الروسية بينما تشكل المنتجات الزراعية والسلع الاستهلاكية البنود الأساسية في الصادرات المصرية.
"علاقات فى مجال التعليم"
في عام 2005 وقع وزير التعليم والعلوم الروسي آ.آ. فورسينكو مع نظيره المصري أ. سلامة بروتوكولاً خاصاً حول تطوير التعاون الثنائي في مضمار التعليم العالي والعلوم وذلك أثناء زيارة العمل التي قام بها إلى القاهرة.
وفي عام 2006 بدأت عملها في القاهرة الجامعة الروسية المصرية التي تأسست بمبادرة من الرئيس المصري حسني مبارك وافتتحت بالإسكندرية خلال مدة قصيرة.
"العلاقات العسكرية..ذروة العلاقة"
تتلخص العلاقات المصرية الروسية العسكرية، فى جملة واحدة وهى أنه بدأها عبد الناصر وقطعها السادات واستعادها مبارك ثم تعثرت مع "الربيع العربي".
وفي الوقت الحالي تستورد مصر حاجتها من الأسلحة من الولايات المتحدة بما يقارب نسبة 60 في المائة إلى 65 في المائة، لكن مع التقارب الجديد بين القاهرة وموسكو، يمكن أن تزيد نسبة الاستيراد المصري من الأسلحة الشرقية". بحسب توقع بعض الخبراء. 
وتسلمت مصر أول صفقة من الأسلحة الشرقية فيما عرف باسم "الأسلحة التشيكية". وكانت تشيكوسلوفاكيا عضوا في حلف وارسو بزعامة الاتحاد السوفياتي (آنذاك). واستمر نقل الأسلحة من التشيك إلى مصر منذ عام 1955 حتى عام 1956، أي كانت تجري في الجيش المصري عملية إحلال وتجديد من السلاح الغربي (البريطاني أساسا) إلى السلاح الشرقي.
 وفي عام 1976 نقضت مصر "معاهدة الصداقة والتعاون" مع موسكو التي سبق توقيعها في عام 1971. وتوقفت مصر عن شراء الأسلحة السوفياتية بشكل تام مع قرب توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، أي في سنة 1978 تقريبا، واتجهت منذ ذلك الوقت إلى شراء الأسلحة الأميركية.
ومع وصول الرئيس الأسبق حسني مبارك إلى السلطة خلفا للسادات، بدأ في مواربة الباب الذي لم يكن قد أغلق تماما مع الروس. ومنذ مطلع ثمانينات القرن الماضي اتسمت علاقة مبارك مع الاتحاد السوفياتي بـ"التطبيع التدريجي"، وجرى تتويجها، بعد قطيعة استمرت نحو 20 عاما، بزيارة قام بها وفد روسي برئاسة نائب وزير الدفاع حينذاك، أندريه كوكوشين، ليفتح ملف التعاون العسكري مع مصر مجددا بداية من عام 1995، ولتبدأ بعدها بنحو عامين عملية استيراد للدبابة الروسية "تي 8034"، إضافة لمروحيات ومعدات أخرى.
وتوقفت بعد ذلك الزيارات بين مسئولي البلدين، بسبب الاضطرابات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط فيما يعرف بـ"الربيع العربي"، إلى أن قام الرئيس السابق محمد مرسي بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إحدى المدن الصغيرة خارج موسكو، وهي الزيارة التي بدا منها أن روسيا غير متحمسة لتوثيق علاقاتها بالقاهرة في ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، وتعدها موسكو "منظمة إرهابية".
لكن الاهتمام الروسي بمصر ظهر بقوة عقب الإطاحة بمرسي، وذلك خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وجرى فيها مناقشة موضوع التعاون العسكري والاقتصادي والتقني وغيره من الملفات السياسية والأمنية التي تخص المنطقة.
"مستقبل العلاقات"
يقول السفير رءوف سعد - سفير مصر السابق في روسيا – إن العلاقة القوية مع روسيا إضافة حققتها ثورة 30 يونيو،مشيرًا إلى أن انفتاح هذه العلاقة المصرية الروسية واتسامها بالحيوية والفاعلية، رسالة للجانب الأمريكي لإعادة تقييم موقف صناع القرار في واشنطن، وتعبير عن قدرة مصر على التحرك.
 
ومن جانبها أوضحت صحيفة "الأهرام" فى مقالها الإفتتاحى حول العلاقات المصرية الروسية أنها يمكنها رصد ما يمكن تسميته بتحول رئيسي في السياسة الخارجية المصرية منذ السبعينيات سوف ينعكس ولاشك علي بنية العلاقات الدولية في المنطقة, والدور الروسي فيها, وهو الدور الذي يسعي الرئيس بوتين لاستعادة فعاليته عبر العديد من السياسات, وبناء وتعزيز شبكة من العلاقات الإقليمية التي كانت آخر حلقاتها زيارة الوفد الدبلوماسي والعسكري الروسي للقاهرة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter