عبد صموئيل فارس

في مصر فقط كل شئ قابل للابتكار والتحديث فهناك عقول تدير المنظومه باحكام شديد وتستطيع ان تصنع من اي نموذج عالمي متعارف عليه ما يحاكيه من النموذج المصري ولكن وفق قواعدنا وطريقتنا الخاصه الجميع يسمع عن جريمة غسل الاموال وهذه تمر بثلاث مراحل رئيسيه

1- مرحلةة الإيداع : هى مرحلة توظيف أو إحلال، بحيث يتم التخلص من كمية كبيرة من النقود الغير شرعية بأساليب مختلفة إما بإيداعها في أحد البنوك أو المؤسسات المالية أو عن طريق تحويل هذه النقود إلى عملات أجنبية ...

2- مرحلةة التمويه : هى مرحلة التجميع أو التعتيم حيث تبدأ بعد دخول الأموال في قنوات النظام المصرفي الشرعى ، ويقوم غاسل الأموال بأتخاذ الخطوة التالية والتي تتمثل في الفصل أو التفريق بين لأموال المراد غسلها عن مصدرها الغير شرعى عن طريق مجموعة معقدة من العمليات المصرفية والتي تتخذ نمط العمليات المصرفية المشروعة ،والهدف من هذه المراحل جعل تتبع مصدر تلك الأموال الغير مشروعة أمراً صعباً

3- مرحلةة الإدماج : تعتبر هذه المرحلة هى الختامية في غسل الأموال ويترتب عليها إضفاء طابع الشرعية على الأموال ، لذلك يطلق عليها "مرحلة التجفيف" ومن خلال هذة المرحلة يتم دمج الأموال المغسولة في الدورة الأقتصادية والنظام المصرفى ، لكى تبدو وكأنها عوائد أو مكتسبات طبيعية لصفقات تجارية

الان نحن امام نموذج غسيل ولكن ليس غسيل اموال كالتي متهم فيها ابناء مبارك وتم ترتيبها ان تنتهي اخيرا بالتصالح كما يحدث بالرغم من كم الاموال التي تم اخفاءها وتسريب معلومات مغلوطه بصوره متعمده لشيطنة القضيه منذ البدايه حتي يخرج الامر في نهايته انها مجرد شائعات يتم ترديدها لكن الحقيقه الكاذبه التي يروج لها الان انهم اشرف من الشرف

ما يحدث الان هو النموذج المصري لغسل التاريخ فما نراه علي الساحه الان هو عملية غسل تاريخ لمبارك ونظامه فقد تم الاعتماد علي نظام غسل الاموال وبنفس الطريقه فالخطوه الاولي التي تمت مع نظام مبارك تم تنفيذها بما يحاكي غسيل الاموال
فالمرحله الاولي تم ايداع اغلب رجال مبارك في السجون بالطرق الشرعيه ايضا وبأتهامات عن طريق المؤسسات الشرعيه

المرحله الثانيه هي مرحلة التمويه فقد تم اعتماد خطة تسريبات لمعلومات لوسائل اعلام خاطئه واتهامات كلها ورقيه علي الحبر فقط دون ادله موثقه بالرغم من وجود التهم والادله لكن تم استخدام الاتهامات لكن مع اخفاء الادله فتصبح الاتهامات باطله

المرحله الثالثه الدمج وهو ما حدث بعد 30 يونيو فقد تم دمج نظام مبارك من خلال عملية تدوير للنظام لاضفاء شرعيه جديده عليه تحت مسمي شرعية ثورة يونيو ضد مؤامرة يناير

من وضع الخطه تدارك اخطاء النظام سريعا فيستخدم الان نفس السلاح الذي ساهم بصوره كبيره في فضحه وهو الاعلام في توجيه الرأي العام والي شيطنة الثوره التي اطاحت به من خلال تسريبات واشاعة المؤامرات الكونيه التي اطاحت بالنظام ويسوقون للرأي العام ان الجماعه الارهابيه والامريكان والاوروبيين والعالم السفلي والشرق والغرب

هم من وراء المحاولات لسقوط الدوله متناسين ان هذه الطرق مجرد مسكنات قد تفيد في ظرف معين لتثبيت وضع ما الي حين لكن الحقيقه ان وراء سقوط وجوه النظام القدامي هو الظلم وان البطاله وتردي الاوضاع هي وراء انفجار المجتمع في موجتي الثوره الاولي والثانيه وان الجماعه الارهابيه شريك نظام مبارك في الحكم

وانه لم يكن يوما عدوا لها بأي شكل من الاشكال فالمليارات التي كونتها الجماعه والشركات وسيطرتها علي النقابات والجمعيات الاهليه والجامعات المصريه الذي وصل عدد اساتذتها المنتمين للتنظيم الي 2000 واكثر من 300 قاضي والاف المحامين وعدد كبير من ضباط الشرطه وبعض قيادات المجلس العسكري السابق مثل سامي عنان الذي لعب دورا كبيرا في وصول الجماعه للحكم

كل هذا لم يأتي بين ليله وضحاها هذا نتاج زواج استمر لعقود بين نظام مبارك والاخوان وبين تفاهمات امنيه ومفاوضات مع الارهاب برعاية الدوله ادت الي هذه النتيجه الخلاصه ان من يحاولون غسل تاريخ نظام مبارك هذا لن يفيد في شئ فالدم صارخ في كل مكان شاهد علي الغدر والفساد وتجلي الخيانه بعينها في هاذين النظامين

مبارك الذي افقر الدوله وسار بسياسة الافقار والجوع والجهل والمرض للسيطره عليها والجماعه الارهابيه التي ظنت ان بالدم سترهب الشعب وستستطيع بخطي مبارك ان تسيطر علي الدوله كل طرقكم مسدوده فالحريه قادمه ووعي الشعب وذكاءه الفطري نتيجة موروثه الثقافي مقاوم ولن يقبل بغير ان يعيش بحريه وبعداله اجتماعيه وكرامه انسانيه