بقلم المحامي نوري إيشوع
رإيتها تمشي كنسمةٍ تداعب أريج الياسمين تنثر العطر
تخترق بنظراتها صدور الفرسان، تحلق واثقةً كالنسر
قوامها، نخيل العراق عندما يعانق الأهرامات في مصر
أقدامها، ثابتة كقاسيون الشام وهو يعانق أقواس النصر
خسرها محصنٌ كأسوار قلعة حلب وهي تطل بأنوارها
على إدلب و حماه، تواسي بحبها حمص و تعانق الجسر
وجنتاها ياسمين الشام في الربيع، تغازل قطرات المطر
حبيبتي
هادئة، رائعة الجمال و لكن للإباء و العزة هي الصخر
غضبها، كصخور السويداء عندما تعانق صخوردرعا
تنهض كالمارد الجبار إلى نجدة طرطوس و اللاذقية
توقع بالدم وثيقة التضحية عن الأم وتزمجر مع البحر
حبيبتي
دائمة النضارة، جمالها أربع فصول، واحاتها تملئ
الصحارى جمالا و رونقا و إنارة و هي تجابه القهر
أنظروا الى تدمر وديرالزور و الرقة، كنوزها تشهد
للتاريخِ و ترابها يصدح بآثاره و قلاعه للحضارة
حبيبتي جزيرة خضراء، صادقة لا تعرف الرياء
نقية كقلوب أهل الحسكة و معطاء كالخابور و دجلة
تتدفق بالحب للوطن و ترنم ترانيم الإباء
حبيبتي
حزينة كالقنيطرة، جريحة تنزف من غدر طعنات
الخيانة و لكنها رغم كل هذا وذك قررت الصمود
وعشقت حب البقاء
حبيبتي
هاماتها شامخة كالنجوم التي تضي الليالي في السماء
نعمها موهوبة من الخالق وهو وحده قبلتها و الرجاء
هي قطرات المطر التي تروى القلوب و تبشر بالعطاء
حبيبتي باقية كالحياة و هي تعطي الحياة
هي لي سر الوجود و لا وجود للكون و لها طول البقاء!