الأقباط متحدون - منتخب تمرد
أخر تحديث ٠٤:٠٨ | الاربعاء ١٢ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٥ | العدد ٣٠٩٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

منتخب تمرد

مينا ملاك عازر

سألتني المذيعة التي كنت أحل عليها ضيفاً بإحدى البرامج التلفزيونية عن رؤيتي لانقسام حركة تمرد إثر إعلان حمدين صباحي عن اعتزامه الترشح لسباق الرئاسة، فقلت لها حتى نستطيع أن نفهم ما يجري الآن علينا بالعودة للوراء حين ظهرت تمرد كحركة وليدة لهدف اجتمع عليه الجميع، وهو القضاء على الديكتاتور وعلى الإخوان، وإنهاء حكمهم بعزل مرسي، وعمل انتخابات رئاسية مبكرة، وههنا بدأ الكل ينحي خلافاته  السابقة التي انزرعت بينهم بفعل محاولة السيادة على الشعب، والتي جرت باستفتاءات وانتخابات مزقت في الشعب لمصلحة فصيل ما، نحى الجميع أهدافه وأفكاره التي يؤمن بها جانباً وركز بكل طاقته على استعادة البلاد ولم شمل العباد.

تكونت تمرد من كل التيارات الراديكالية والتقدمية الرأسمالية والاشتراكية، من كل الأحزاب والحركات التي علي خلاف مع الإخوان، وحدهم مرسي ببطشه وطغيانه على هدف خلعه، وإنهاء حكمه، وجمعهم الإخوان بغباءهم المفرط فصار شغلهم الشاغل هو القضاء على الطواغيت قضاءاً مبرماً، فكان منتخب تمرد منتخباً من كل الأحزاب والتيارات وكأنه منتخب كرة قدم لبلدنا، يجمع بين جنباته الأهلاوي والزمالكاوي والإسماعيلاوي، ومن كل أندية الدوري لتمثيل مصر في دورة قارية أو عالمية، واجتمع الكل على قلب رجل واحد، يزيدهم تآلف على تحقيق هدفهم طغيان خصمهم، ويزيدهم توحد وتناغم حماقات غريمهم، ويزيدهم إصراراً على الانتصار والإتيان بالنصر هدية لمصر، تعالي عدوهم فتناسوا خلافاتهم السياسية والأيديولوجية السابقة، ونحوها جانباً، ولعبوا وأجادوا وبذلوا كل غالي ونفيس وجمعوا حولهم الشعب في حشود لم يكن أمام الجيش حينها إلا أن يلبي نداءها فكان لمنتخب تمرد ما أراد، وانتصر وقدم لمصر أغلى الهدايا، إذ استردها لذاتها ولشعبها.

أما والآن، فقد زال دافع التجمع والتوحد، فلا مانع من الاختلاف، فهذه ظاهرة إيجابية محمودة ومحترمة، ولا مانع منها أبداً، بل نثني عليها، ولا مانع من أن يعود كل لاعب لناديه، وكل شخص لحزبه، ما دام الهدف تحقق، لكن ما أرجوه ألا تختلط عليهم الأمور وينسون حبهم لبلادهم، ويصيبهم اختلافهم المشروع والحالي بداء نسيان ما كان، ويخسرون بعضهم البعض، وينسون أن اختلافهم يجب أن يكون مصبه في مصلحة الأوطان لتقوية البلاد ورفع شأن العباد، وليس لتبادل الاتهامات والسباب عبر القنوات الفضائية، وإلا يكون بفعلتهم هذه شمتوا فيهم إللي يسوى وإللي ما يسواش، فرجوا عليهم أعداءهم، ولطخوا نصرهم وشوهوه، ونجحوا فيما فشل فيه عدوهم وخصمهم السابق، وهو تفتيتهم وتشويههم في عيون جموع الشعب. فهل يحكم قادة وأفراد تمرد ضميرهم الوطني وعقولهم أم يتركوا أنفسهم لأهوائهم وانتماءاتهم وعواطفهم تحركهم، فيفسدون عرس استرداد البلد، هذا السؤال ستجيب عنه الأيام القادمة، وأرجو أن تكون الإجابة مفرحة وليست مؤلمة.
المختصر المفيد تعلموا الاختلاف، ونحوا الخلاف، لتنجح البلاد.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter