الأقباط متحدون - بداية وليست نهاية
أخر تحديث ٠٥:١٠ | الاثنين ١٠ فبراير ٢٠١٤ | ٣أمشير ١٧٣٠ ش | العدد ٣٠٩٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بداية وليست نهاية

مينا ملاك عازر
 
لا ريب في أن المشير السيسي قد حسم أمر ترشحه، ولا يمكن أن يكون متردداً كل هذه المدة أوغير قادر على تقييم الموقف والدعم الشعبي له والرغبة الشعبية الجامحة لتوليه مقاليد الأمور في البلاد، فلا شخصيته ولا وظيفته يسمحان له أن يكون غير قادر على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وبالتالي فالمشير من المؤكد قد حسم أمر ترشحه ولذا فلا مبرر لكل هذا التأجيل في إعلان الموقف النهائي من خوض انتخابات الرئاسة وذلك التناقض الشديد بين تصريحاته في الصحيفة الكويتية وبين ما قاله المتحدث الرسمي العسكري الذي عاد وأنكر ما جاء على لسان المشير السيسي. ومن ثمة، على السيسي أن يتخلى عن ذلك الموقف الذي يوحي بتردده وعدم ثقته في جماهيريته، وهو الأمر الذي لا يليق بمنصبه العسكري، وخبرته وشخصيته الخبيرة ووظيفته السابقة بالمخابرات العسكرية تلك المخابرات التي يتحسس رجالها خطاهم جيداً.
 
أشعر أن المشير السيسي انتظاره لساعة الصفر قد طال وتحينه لها لم يعد مجدي، فالوقت يمر وهو في حكم المرشح، أتفهم انتظاره لإعلان قانون الانتخابات، ولكن لا يمكن أن يُبقي البلاد والعباد والمرشحين الآخرين معلقين هكذا، لا يمكن أن يبق المشير السيسي معلق قلوب المصريين والمواطنين سواء الموالين له أو غيرهم، فقد يكون إطالته في اتخاذه قراره البادية تسيء له أكثر مما تصب في مصلحته قد تستخدم دعاية مضادة له إذ سيقول قائل إن كان في قرار كهذا تأخر كل هذا التأخير، فكم وكم بقرارات مصيرية للبلاد تحتاج السرعة والحسم.
 
لم يعد على المشير فقط أن يعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة ولا ما جرى في كواليس الفترة الانتقالية الأولى من كوارث وحوادث تكللت بوصول الإخوان لسدة الحكم الفصيل الذي يحاكم كل أعضاءه بتهم تصل للخيانة العظمى، بل أيضاً بات على المشير السيسي أن يقدم لنا مبرراً مقبولاً لكل هذا التأخير حتى لا يساء فهم موقفه ويصبح ورقة ضده، وليس لصالحه، وأرجوه ألا يتعلل بأنه يخشى من رؤية الآخر له على أنه منقلب، فمن لا يرى الحشود الشعبية المطالبة به رئيساً لا يستحق أن يضعه في بؤرة اهتمامه.
 
أخيراً، لا يجب أن يكون بين تقديرات المشير السيسي أن سطور استقالته التي سيكتبها لمجلس الوزراء لتخليه عن منصب وزير الدفاع ليكون قادر على خوض انتخابات الرئاسة ليست سطور النهاية، وإنما هي بداية جديدة نحو أفق أوسع وآمال أرحب، ليس له فحسب وإنما أيضاً لبلده الذي فنى عمره الماضي كله في خدمته عسكرياً مثلما سيقدم الباقي منه في خدمته مدنياً، لن يكن هذا كرئيس للجمهورية فقط، وإنما أيضاً قد يكون بعد فترة رئاسته حزبياً إن أسس حزباً، أو معارضاً لمن سياتي بعده في الرئاسة.
المختصر المفيد التقل صنعة.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter