الأقباط متحدون - على درج الدماء المؤجلة
أخر تحديث ٠٧:٥٠ | الأحد ٩ فبراير ٢٠١٤ | ٢أمشير ١٧٣٠ ش | العدد ٣٠٩٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

على درج الدماء المؤجلة

"أنت تتحدث عن بناء الشموخ فأنت تقصد صخرة الشرف ..!"
 
ماجده سيدهم 
 
 *اليوم كتب عليكِ المخاض  بزخات ملح وجرح وردي النكهة ، أنت العروس المطوبة ساكنة  الأساطير البرية ، الشاردة بين أروقة كل المحاولات غير المكتملة ،هنا على متن جرح الثكالى تتسكع الطرق المستقيمة بين نعال الفجار وتواشيح والسكارى وغبار الرصاص بينما يقطن في شوارعنا جرح  واحد يكفي للصلاة على جثمان كل الدماء المؤجلة لحين اكتمال أيام القمر اللاذع  كي ينبئ على أسطح الليل البطيء بولادة الصفعة الحادة وقطع حبل التخوف الوهمي ،تتمخضين بألآم ناضجة ثم تلدين  ابنا ناصعا ، يـُدعى لنا شهيدا وعلى كتفيه تعلق  تباعا كل الدماء المحتملة ،يشق ثقبا مضيئا في ذهن الوقت الباهت  وبغتة  ينكفئ بسلام في موكب زفاف العلم وأناشيد تعـدُه بالحياة  .
 
الأبواب هنا مخلوعة وبلا شرف هتك الدعاة بكارة الوطن لتسع مرور غواية الحيات المترعة بالخيانة والوصايا الرمادية ، بلا شرف وعلى طاولة الاحتمال  جلس الداعرون ،يتطاولون وفيما بينهم  تبادلوا  طقوس عبادة  أذهانهم المتسخة بالقيء القويم  خطيئة خطيئة  وطعنة طعنة ،بلا شرف  دُجـجت الشقوق العتيقة بالعدم  والسلاح وما بين الأضرحة والمواخير خرج المهلك متعاطيا نوبات طازجة من الوضوء الهائج ، يضرب أبكار الحي - وأيضا يتقن هذا الصنيع  بلا شرف  فبكت كل النوافذ والستائر والطناجر وكل غلال الحلم المتراكم ،علام الصمت يا بنت شعبي وقد حالت الدماء الشقراء كل روافد النهر إلى نواح  طار ينعق على رؤوس الشوارع يطرق البيوت ويمنح العائلات القابا جديدة للفقد المفاجئ، علام المصافحة والتأني بينما أظافر الفحم غرست بشرايينك دخان يتدلى، قومي الآن واستنيري ،أنفضى عن وجعك ضباب الأوقات المرعوبة  وإنزعي عن قصائدك عار الترمل المسالم ،تطلعي لحنطة هذا الموسم وكيف دمَّمت أعتاب لصبا ، أشرعي

بناظريك لكل الشدو المغتال على قمة غد لن يهزم وقد غادرت البهجة  كل الأحداق المتطلعة ، ما بالك هكذا تتأوهين وأرضك  يقطنها لقطاء ،يحيكون التراجيديا لسكان الوطن الصعب ، هل بات جرحك عديم البرء .. أم باتت عذوبتك مرصعة بالإجهاد ..! يا سكان المدينة الحلوة انفضوا صقيع مضاجعكم  ونعاس أصواتكم المتوخية ،فالمهلك مزمع أن يدمم المدينة ، أغلقوا كل الكـوّات وأشهروا في وجه المهلك حسما وصرامة وكبريتا مرا، رشوا ملامح زهو الشهداء على الأعتاب والآلات  والكراسات ، ارفعوا عن سكينتكم  صدأ التآكل  فصبرالأوطان لا يلدُ عتقا ،لا تبرحوا حقولكم كيلا تجف بطولة الكرمة الحالمة ودعوا الخمير ينبت في سلال الماء الحي كي تتعلم البذور الجديدة كيف تنمو في خصوبة الاستقامة  النبيلة بجباه شجاعة ،لا تغادروا الماكينات كيلا ينطفئ زيت الفكاهة  وعن الغناء  لا تكفوا  حتى تتهدم  أسوار العتيّ وتسقط كومة المطر المتأخر في حينه ، لا تغادروا مناجلكم  حتى تتقنوا صوفية العشق ونحت العذوبة على وهج الطموح الشريف ، اخترعوا من تجارب النزف  حروفا جديدة تصنع  في الحال  ذكرى فناء الحماقة وإنقضاء كتل التعاسة- فمجدك تشيده الألآم الثمينة  فتشيد به الأرجاء البعيدة ، احرصوا أن  تتقدمنا الجياد الناطحة  بالجمال  وحاملو الضوء المشير كي  يشجرون الدروب التعبى بصهيل العودة والعماد في عاصفة شفيفة من خلاص مهيب ،يا بنت شعبي ثقي وعـُدي أصابعك فكلها صُنعت للبدء بالعزف والزرع والعناق  والإشارة : هنا يقطن وطن وهنا يـُقيم إنسان .
 
ولم ينته بعد ..
 
 
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter