الأحد ٩ فبراير ٢٠١٤ -
٠٧:
١٢ م +02:00 EET
بقلم : عساسي عبدالحميد – المغرب
هناك ....في البرية قرب نخلة عتيقة ونبع ماء منسل سكن من لا يستحق العالم وطأة قدميه الحافيتين لأنهما مغسولتين بماء المسيح ومعمدتين بأطياف أنواره ... هناك في حضرة ليل مهيب متوج بنجومه وظهيرات لامعة... هناك عند كل غروب لا يكسر سكينته سوى رفرفة غراب كريم حامل الكسرة لرجل كريم ...هناك في بيداء صامتة ومغارة مهيبة رفعت يا سيدي صلواتك الى قلب الأثير فتحنن علينا الله و سقانا، و رحم ضعفنا و صغارنا فأعطانا.... نعم من أجلك يا سيدي ومن أجل سياحتك العجيبة و توحدك الفريد تشرق الشمس و تسدل على تلالنا خيوطها الذهبية، عند كل مساء على وقع حفيف سعف نخلتك التي نسجت ثوب الليف الذي حملناه و تبركنا به في غرة أعيادنا وأفراحنا ، وعند رفرفة الزائر الكريم الحامل زاد يومك ....تشدنا ذكراك العبقة وصلواتك المرفوعة بحرارة من قلب البرية فترشدنا ذئاب الصحراء وقوافل الجنوب لمغارتك الجميلة...
لا يستحق هذا العالم و طئة قدميك يا أنبا بولا ....لأنك رفيق الله وحبيب المسيح السائح في صحراء خوفنا والمتوحد
في مساءات أفراحنا و أشواقنا، تسامرنا ذكراك و ترافقنا رؤياك ...
لمسة منك ياسيدي لتشعل فينا شعلة الايمان والفضيلة
شفاعتك عند رب المجد لنسير عى درب الكمال
أيها السائح و المتوحد فينا....يا أنبا بولا ..