تبادلت السلطات السورية وناشطون معارضون، اليوم، الاتهام بخرق الهدنة التي أعلنت في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حمص القديمة، وذلك غداة إجلاء عشرات الأشخاص الذين كانوا محاصرين منذ أكثر من 600 يوم في ظروف مروعة.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن محافظ حمص طلال البرازي، قوله إن "المجموعات الإرهابية المسلحة قامت صباح اليوم بخرق الهدنة في مدينة حمص القديمة عبر إطلاق قذائف هاون على مبنى قيادة الشرطة في منطقة الساعة القديمة".
وأشار المحافظ إلى أنه "تم توجيه القادة الميدانيين بالتحلى بأعلى درجات ضبط النفس لإنجاز عملية إخراج المدنيين المحتجزين من قبل المجموعات المسلحة فى حمص القديمة".
واتهم ناشطون، من جهتهم، النظام السوري بتعطيل عملية إدخال المساعدات الغذائية وإخراج المدنيين المحاصرين من المدينة القديمة.
وتحدث الناشط يزن الحمصي من حمص القديمة في بريد إلكتروني، عن "استهداف المنطقة المحاصرة وبالتحديد المناطق القريبة من مكان دخول قوافل المساعدات (منطقة السوق والحميدية داخل الأحياء المحاصرة) بعدد من قذائف الهاون مصدرها الأحياء الموالية، في خرق للهدنة القائمة من الساعة السادسة صباحا إلى الساعة السادسة مساء".
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "سماع دوي خمسة انفجارات عند الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم، في أحياء حمص المحاصرة".
وأشار المرصد إلى أن نشطاء في هذه الأحياء اتهموا "القوات النظامية بإطلاق قذائف هاون على المنطقة" التي من المفترض أن تدخلها اليوم المساعدات الإنسانية.
وحذر الائتلاف الوطني السوري المعارض، في بيان اليوم، من أن فشل إدخال المساعدات سيكون مدمرا بالنسبة للمدنيين الأبرياء الموجودين في المناطق المحاصرة".
لكن مصدرا حكوميا قال لـ"فرانس برس"، إن المساعدات جاهزة لدخول المدينة القديمة بانتظار "إفساح المجال لها للدخول".
ويأتي ذلك غداة خروج عشرات المدنيين من هذه الأحياء المحاصرة منذ أكثر من عام ونصف عام، إثر اتفاق يقضي بإجلاء المدنيين وتوزيع المواد الغذائية والمعدات الطبية أعلن عنه أمس الأول بين الأمم المتحدة والحكومة السورية ومسلحي المعارضة بعد أشهر من المفاوضات. وقال ناشطون معارضون إن الاتفاق يتضمن اتفاقا غير معلن لوقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن الاتفاق "سيسمح بتقديم مساعدة حيوية لحوالى 2500 مدني" في حمص القديمة.
وتفرض القوات النظامية حصارا منذ يونيو 2012 على أحياء حمص القديمة الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين.
وتعد حمص، وهي ثالث كبرى المدن السورية، "عاصمة الثورة" ضد نظام الرئيس بشار الأسد. ويقول ناشطون إن حوالي ثلاثة آلاف شخص ما زالوا يتواجدون في أحيائها المحاصرة منذ يونيو 2012.