كان محدثنا فى صالون المعادى الثقافى هو الأستاذ صلاح دياب، أردت أن أقدمه بطريقة مختلفة.. فسألته: كيف نجحت «المصرى اليوم» حتى أصبحت أكثر توزيعاً من الأهرام؟ بل كيف نجحت أنت حتى إن الناس يقولون عنك: التراب بين يديك يصبح ذهباً؟! قال: حرصنا على أن تكون «المصرى اليوم» جريدة خبرية متوازنة لا هى حزبية، ولا تنحاز لأحد على حساب الآخر.. كذلك دخولها عش الدبابير.. أعنى المخاطر التى تهدد سلامة المواطن المصرى.. مما جعلها فى قلوب الناس، أما عن نجاحى أنا.. والتراب الذى يتحول بين يدى ذهباً، فالناس لا تعرف أن مشروعاتى إذا نجح منها واحد يقابله ثمانى مشروعات لم يكن حظها النجاح، أى فاشلة!
تعريف التاريخ أنه وعاء للتجارب الإنسانية وأنه منصة إطلاق للمستقبل إذا تعلمنا منه، وأريكة «كنبة» استرخاء على الماضى لمن لا يتعلمون منه، لذا نجد التاريخ يعيد لهم نفسه!
كان جبران خليل جبران يقول: أتعلم من التاريخ.. أتعلم من العظماء، والأشرار! فمن الحرامى تعلمت الأمانة ومن الظالم تعلمت العدالة، ومن الغضوب تعلمت الحلم.. فلا تنكروا فضل هؤلاء علىًّ!
قفز خيالى إلى المشير السيسى، وقلت لنفسى: لو كنت فى مكانه، ماذا كنت أتعلم من التاريخ؟.. جاءتنى الإجابة: أحمس وطرد الهكسوس خارج مصر حتى أصبحوا جملة اعتراضية فى تاريخها، حور محب وقانون حقوق الإنسان، محمد على باشا وكيف حول مصر من ولاية إلى دولة، أتعلم من إسماعيل باشا «المفترى عليه» عدم التفرقة بين أبناء الوطن بسبب العرق أو الدين، وسار على نهجه سعد زغلول، أتعلم من ناصر حبه لبنى وطنه كما أتعلم منه عدم كسر المعاهدات الدولية.
أتعلم من السادات أن من يعتقد أنه «رفاعى» أى حاوى ثعابين لابد أن يموت مسموماً بها، كما أسترجع كلمات فولتير: إن الذى يقول لك وهو خارج السلطة: اعتقد ما أعتقده وإلا لعنك الله، لا يلبث أن يقول لك إذا اعتلى السلطة: اعتقد ما أعتقده وإلا قتلتك!
أتعلم عن مبارك كيف أهمل شعبه تعليمياً وعلمياً، صحياً ومادياً.. جرف مصر وتركها لأولاده ومن حوله.. نهبا وخراباً!
أشاهد التليفزيون وحدى.. يرتفع الأدرنالين.. يحترق دمى.. أصرخ: يا غبى! يا منافق!
هذا المتقعر فى كرسيه أمام ابتسامة المذيعة يقول: لن أنتخب السيسى حتى أقرأ برنامجه! أرد عليه وهو لا يسمعنى: لقد قرأنا برنامجه أيها الأحمق الأجوف منذ ٣/٧/٢٠١٣.. كان موقفه مثل أثناسيوس.. قالوا له: العالم كله ضدك يا إثناسيوس.. قال: وأنا ضد العالم!
أنا شخصياً لا أريد برنامجاً للسيسى.. فقد أعطانا برنامجه الجينى.. الكروموزومى.. ألا وهو:
إن الشجاعة فى القلوب كثيرة
ورأيت شجعان العقول قليلاً!
هؤلاء الذين يحتاجون لكل أطباء العيون فى العالم لقصر نظرهم.. وانفصال شبكيتهم وعتامة عدسات عيونهم ألا يعرفون أن السيسى أصبح زعيماً.. دخل التاريخ.. كما دخل القلوب.. لا بسبب وسامته كما يقول الببلاوى بل بسبب حب لوطنه وشجاعته! إن الجمال يا سيادة رئيس الوزراء ليس ما نراه ولكن ما نحسه، ولقد أحسسنا بحب هذا الرجل لنا فأحببناه!
نصيحة أخيرة من أمير الشعراء للحاكم محذراً من بطانة السوء:
فإذا ما المتملقون تولوه
تولى طباعه الخيلاء
وسرى فى فؤاده زخرف
القول يراه مستعذباً وهو داء
waseem-elseesy@hotmail.com
نقلا عن المصري اليوم