بعد نجاح السلطات المصرية فى تضييق الخناق عليهم داخلياً وخارجياً، طرح تحالف دعم الشرعية المؤيد لجماعة الإخوان المسلمين مبادرة للصلح، الأمر الذى قابلته القوى السياسية بالرفض التام، وسط صمت من المؤسسات الرسمية.  

وفى هذا السياق أكد حسام عقل، عضو المكتب السياسى لحزب البديل الحضارى، أحد أحزاب تحالف دعم الإخوان، أنهم عقدوا اجتماعاً مطولاً، مساء أمس الخميس، لمناقشة المبادرة التى سيتقدم بها الحزب لكل الأطراف السياسية خلال الفترة المقبلة، لإنهاء الأزمة الحالية والعمل على فتح صفحة جديدة بين الأطراف المختلفة.مضيفاً، أن المبادرة تشمل ثلاثة محاور "سياسية واقتصادية واجتماعية"، وقد تم التوافق عليها من قبل جميع الأطراف، سواء الإخوان أو مؤسسة الرئاسة. مشيراً، "إن هناك ضوءاً أخضر من جميع الأطراف بالعمل فى المبادرة، وإنهائها لعرضها على جميع الأطراف فى النهاية".

وفى سياق آخر رفضت قوى سياسية وحزبية المبادرات المطروحة على الساحة للتصالح مع جماعة الإخوان، فمن جانبه وصف العميد خالد عكاشة الخبير الأمني، المبادرات الأخيرة بأنها تحتوى على ألغام بين السطور، حيث وصفت الأزمة الحالية بأن هناك طرفين للنزاع ووضعت الشعب المصرى بمؤسسات دولته فى "كفة" والإخوان وحلفاءها فى كفة أخرى وان هذه المبادرات معروف مقدما ان الدولة المصرية سوف ترفضها وبالتالى هى موجهة بالأساس الى المجتمع الغربى أملا منهم فى تدويل قضيتهم ووجود مباحثات "جنيف مصرية" مثل سوريا. 

أما بالنسبة إلى جبهة الإنقاذ فقد أكد الدكتور وحيد عبد المجيد المتحدث الرسمى لجبهة الإنقاذ أن مبادرات التصالح مع الإخوان تطرح فى غير وقتها وفى غياب الظروف الملائمة لها ولذلك تنتهى بسرعة كما بدأت. وقال عبد المجيد فى تصريحات لـ "الاهرام": إنه لا توجد مبادرة بالمعنى الدقيق لعدم وجود مقومات موضوعية للمبادرة فى هذه المرحلة ولا يطرح سوى مجرد آراء أو اجتهادات شخصية .

وعلى الصعيد الدولى أشار تقرير استراتيجي إسرائيلي إلى إن "الضربة التي تلقتها الإخوان المسلمين من شأنها أن يكون لها تأثير أيضًا عبر حدود مصر، فالجماعة تُعد الحركة الأم للمنظمات الإسلامية في العالم العربي، وفشلها وسقوطها في دولة رئيسية كمصر من شأنه أن يؤثر أيضًا على المنظمات الإسلامية في دول عربية أخرى مثل تونس والأردن"، وأضاف التقدير الاستراتيجي الإسرائيلي لسنة 2013- 2014 أن السرعة التي سقط بها حكم الإخوان تمنح الأمل للأطراف التي تحارب "التنظيمات الجهادية"  في العالم العربي.

وفى سياق متصل، أصدرت الخارجية البريطانية تحذيرا لجماعة الإخوان ومؤيديها بالترحيل الفورى حال مشاركتهم فى أى أنشطة متطرفة مؤكدة إن حرية العمل مشروطة باحترام القانون البريطاني.

وجاء ذلك على خلفية تزايد إعداد وأنشطة جماعة الإخوان الإرهابية فى بريطانيا ونيتهم جعل لندن مركزا سياسى وإعلاميا لمعارضتهم.