الأقباط متحدون - من فضلك أبتسم
أخر تحديث ٠١:١٥ | الجمعة ٧ فبراير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٣٠ | العدد ٣٠٩٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

من فضلك أبتسم


 بقلم : مايكل دانيال  
 
كانت هناك قصه تناقلتها الالسن قد حدثت في أحدي البلاد الاوربيه عن شخص يعمل في جراج   ..  لم يكن يجدد بطاقات المرور الالكترونيه في هذا الجراج للزبائن بأسلوب عادي و لكن كان له أسلوب مدهش .. 
فقد كان دائم الابتسام في وجه الجميع .. كان يرفق الابتسامة بكلمات لطيفة للغاية مثل (تبدين رائعة سيدتي في هذا الثوب) او (كم انت مدهش و وسيم جدا في هذا الزي) و هكذا .. 
اصبح الجميع يحبه حتي بات الكثيرين يأتون فقط للقائه .
 
ذات يوم ذهب لتجديد رخصة القيادة الخاصة به ، و هناك قابل (فيكتوريا) ، فتاه لطيفة هي المسئوله عن التقاط الصور الفوتوغرافيه التي توضع علي رخصة القيادة .. اثني كثيراً علي جهودها في العمل و  علي جديتها الا انها لم تبتسم له .. فقط التقطت له صورة باردة و هي تنادي .. التالي !!
قابلها مرات عديدة و حاول بشتي الطرق – فقط - ان يجعلها تبتسم .. فقد أحبها جدا .. و كان يحاول جاهداً حثها علي تذكر طفولتها السعيدة لربما ساعد ذلك علي رسم ابتسامة علي وجهها الا ان كل ذلك كان دون جدوي !
 
 أصيب بحالة من الاكتئاب جعلته لا يبتسم في وجه أحد بل و ترك الجراج الذي يعمل به .. 
ذات يوم كان يسير في الطريق فوجد شخص يمد يده له بكاميرا و هو يطلب منه ان يلتقط له صورة و هو بصحبة زوجته ..
قال الكلمه المعتاده في مثل هذا الموقف (لنبتسم) .. كانت ابتسامتهما باهته نوعاً ما .. حادثهما عن كم هو رائع انهما يجوبان العالم كما انه شيء رائع ايضا انهما يعشقان بعضهما بعضا بشكل كبير (كما اخبراه) و كل هذه الاشياء تدعوا للأبتسام  ..
   استطاع اخيرا – بكلماته - ان يحصل منهما علي ابتسامات صادقة فألتقط لهما مجموعة من الصور ...
تكرر معه هذا الموقف الي ان قابله بالصدفة احد العاملين في مجال التصوير الفوتوغرافي بشكل احترافي .. طلب منه ان يعمل معه في التصوير و بشكل احترافي ،  حيث انه رأي فيه شخص مبهرا يستطيع جعل الناس تبتسم و ببساطة مما سيجعله يلتقط صوراً رائعه و يربح مالا وفيراً . 
احترف التصوير و كان يجوب في الشوارع يشجع الناس علي الابتسام و هو يلتقط لهم صور تذكارية الي ان قابل يوماً امرأه مقعدة علي كرسي متحرك تعاني من الالم في صمت .. حادثها بهدوء و اخبرها كم يبدوا وجهها جميلاً برغم الالم .. و استطاع في النهاية ان يجعلها تبتسم فألتقط لها مجموعة من الصور الرائعه .
كان في كل هذا مازال يبحث عن (فيكتوريا) .. ذهب الي محل عملها و لكنه وجد مديرها في العمل يخبره بأنه طردها بسبب انها كانت تبتسم و هي تحادث الناس بل و تحملهم علي الابتسام و هي تلتقط لهم الصور الشخصية و هي (في وجهه  نظرة) صور سيئة حيث انه لا يجب ان يبتسموا و هي تلتقط لهم  تلك الصور الخاصة بتجديد رخصة القيادة !!
 
لم يعرف اليأس طريقاً الي قلبه و دأب في البحث عنها في كل مكان الي ان ذهب يوما لتجديد جواز السفر الخاص به فوجدها تعمل علي التقاط الصور الفوتوغرافية و هي تحث المتقدمين لتجديد جوازات السفر الخاصة بهم علي الابتسام و سمعها و هي تقول لأحدهم  (بالطبع ستكون رحلة رائعة) .. كما قالت لأخر  (استمتع بكل لحظة من تلك الرحلة فهي بالفعل ستكون وقتاً سعيداً لك) و هكذا ... 
حادثها بأندهاش عن سبب التغيير الذي حدث في حياتها حيث انه حاول كثيراً في السابق حملها علي الابتسام الا انها كانت عابسه دوما .. 
اخبرته ان والدتها كانت مصابه بمرض خطير منذ سنوات طويلة و كانت بسبب الالم مصابه بألاكتئاب لدرجة نسيت معها كيف كانت تبتسم مما كان له أثر بالغ عليها .. كانت مقعدة علي كرسي متحرك طوال الوقت !!
الي ان قابلها شخص في الطريق و التقط لها صورة بعد ان استطاع ان يخرج من قلبها ابتسامة صادقة كانت قد نسيتها في خضم الالم الذي كانت تمر به .. من ساعتها بدأت في التحسن و هي الان بصحة جيده الي حد كبير مقارنه بالسابق . 
ثم أستطردت قائلة : كنت متأكدة من انك هذا الشخص ، و لهذا بحثت عنك كثيراً و دفعت ايجار الكثير من الجراجات في خلال رحلة البحث عنك دون جدوي .. و لكنك اخيرا هنا ....
سألها اذا كان يستحق ان تدفع كل هذه الاموال فقط لتجده فكانت اجابتها (انت كنت سبباً في تغيير حياتي و حياه والدتي فكيف لا تستحق) . 
عانقها بلهفة .. ثم مرت الايام و تزوجا و كانا مثالا للسعادة الحقه .. حيث كانا يحثان الناس دائما علي ان يسعدوا مما انعكس بالايجاب علي سعادتهما الخاصة .. 
 
فقط هي ابتسامة .. قد لا تكلفك شيء و لكنها قد تعني الكثير .. لمن يحتاجها بالفعل 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter