الخميس ٦ فبراير ٢٠١٤ -
٣٥:
١٢ م +02:00 EET
صوره تعبيريه
عرض / سامية عياد
أسرته، تكريسه، حياة البرية، امتلائه من الروح القدس ... مصادر قوته
فى الحلقة السابقة تحدثنا عن بعض صفات وفضائل القديس يوحنا المعمدان الخادم النموذجى ، والحديث عن هذا القديس العظيم لا ينتهى فهناك الكثير والكثير عن حياته ، وتستهل الكرازة فى عددها الخامس والسادس من السنة الثانية والأربعون أولى صفحاتها بكلمة قداسة البابا تواضروس الثانى عن يوحنا المعمدان صوت الحق ، حيث يحدثنا قداسته عن الأدوار التى قام بها هذا القديس فى حياته القصيرة ، أول دور قام به هو إعداد الشعب لاستقبال السيد المسيح ، هذا يوضح لنا أن أى شىء يحتاج الى إعداد ، ثانى دور قام به أنه كان الشاهد الأساسى على مجىء السيد المسيح فقال "هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم" ، الدور الثالث الذى قام به القديس يوحنا أنه قدم لنا مثالا قويا فى التلميذ الأمين الزاهد فى السلطة ، فيقول عن نفسه إنه مجرد صوت أما السيد المسيح فهو كلمة الله ، الدور الرابع الذى قام به يوحنا المعمدان هو أن السيد المسيح شهد له أنه أعظم مواليد النساء، كان يعرف وظيفته بالتحديد وتخلى عن ذاته فالعريس هو المسيح والعروس هى الكنيسة ، ويوحنا المعمدان يفرح بالعروس والعريس وهذا الفرح جعله يأخذ أكاليل المجد الكثيرة ، أما دوره الخامس فهو أن حياته كلها مرتبطة بكلمة واحدة "التوبة" كان يضع التوبة أساسا لدخول ملكوت السموات "توبوا، لأنه قد اقترب ملكوت السموات".
نقول عنه يوحنا السابق أى الذى سبق السيد المسيح والصابغ لأنه قام بعماد السيد المسيح والشهيد لأنه نال إكليل الشهادة فى نهاية حياته ، لكن بعد هذا الحديث لابد أن نعرف ماهى مصادر القوة فى حياة القديس يوحنا المعمدان؟ ، يؤكد لنا قداسة البابا تواضروس الثانى على أربعة مصادر لقوة يوحنا ، أولا أسرته ، حيث تربى على يد زكريا الكاهن وأليصابات زوجته ، فكانا لابنهما أكبر نموذج ومثال وقدوة حسنة فى الحياة مع الله ، إن إكليل تربية طفل مثل إكليل نسك راهب ، وما أجمل أن نربى أولادنا وبناتنا بالنعمة والنعمة من الإنجيل والصلوات والكنيسة والأسرار وسير القديسين. ثانيا التكريس حيث كان يوحنا المعمدان مخصصا ومكرسا لله ، ثالثا البرية، والذى يعيش فى البرية تموت منه الشهوات ، الوجود فى البرية يقتل فى الإنسان الشهوات والتطلعات ، المصدر الرابع لقوته هو الامتلاء من الروح القدس ، فهو من بطن أمه امتلأ من الروح القدس وهذه نعمة خاصة مما جعله يفيض على الآخرين ، فكان بلا شك مرشدا لكثيرين ، يوحنا هو صوت الرب والرب هو الكلمة.