الأقباط متحدون - لا مصر هي مصر ولا الإرهاب هو الإرهاب2-2
أخر تحديث ١٧:٢٩ | الاثنين ٣ فبراير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٢٦ | العدد ٣٠٨٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لا مصر هي مصر ولا الإرهاب هو الإرهاب2-2

مينا ملاك عازر
 
تعرفنا في المقال السابق، كيف ولماذا مصر التسعينات التي واجهت الإرهاب تختلف عن مصر الآن التي تواجه الإرهاب، صحيح الشعب هو الشعب بنفس مبادئه وأخلاقياته ولكن الدولة تغير فيها الكثير، الشعب كشف عن ثوريته ونضاله التاريخي واستعاد لياقته في مقاومة الإرهاب التي كان قد نساها بعد طول خمده للإرهاب.
 
بيد أن الإرهاب ذاته، اختلف تماماً عما كان عليه الحال في الستعينات، فلم يكن إرهاب التسعينات موجهاً للمصريين مباشرةً بقدر ما كان موجهاً للسواح، وكانت أعمال فردية، فالقبض كان على خلايا متناثرة اعدادها قليلة، وكانت جنسية المنفذين مصريين فقط، كانوا يعيشون متشرزمين. ويقبض عليهم بسهولة أما الآن فهناك تنظيمات يرعى كل منها عدة خلايا، بها جنسيات متنوعة، مصري سوداني وفلسطيني وليبي وغيرها من الجنسيات، تمويل الإرهاب وقتها كان بدائياً معتمد على المجهودات الذاتية داخل الوطن لكنه اليوم ممولاً من دول بأكلمها كتركيا وقطر وغيرها من الدول المنتفعة به، وهذا يقودنا إلى أن إرهاب التسعينات لم يكن مدعوماً عالمياً، صحيح لم يكونوا يشاركونا في الحرب عليه لكن لم يكونوا يدعموه كما هو الحال في إرهاب اليوم، فتجد دول كقطر تأوي رؤوسهم عندها، وتركيا وجنوب أفريقيا وليبيا  كذلك، حتى إنجلترا التي تأوي الرؤوس منذ زمن بعيد كانت مقيدة حركتهم، أما الآن هناك اعتراف عالمي بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين الإرهابيين  ويتنقلون بين الدول  بحرية ما دام هذا يصب في مصلحة خراب مصر، إرهاب التسعينات لم تكن له قنوات فضائية مسخرة لخدمته كرابعة والجزيرة بشتى أنواعها، ولا قنوات تركية ولا تفتح له القنوات الغربية أذرعها لترحب به، لم يكن إرهاب التسعينات أيضاً يتمسح بالمعارضة للنظام، ولا يعتبر نفسه معارضاً للنظام بل مخرباً للبلاد ومصالح العباد، المستهدف من إرهاب التسعينات كان أوتوبيس سياحي، فندق سياحي، ترويع المواطنين لكن اليوم هو قتل رجال الشرطة ورجال الجيش، واستهداف ذويهم واغتيالهم وتفجيرهم وما إلى ذلك من أعمال إرهابية ضد بدن الدولة مباشرة وحاميها، لم تكن الحدود مفتوحة أمام الدعم الخارجي بالسلاح، وانفتاح الحدود راجع في بعض الأحيان إلى انشغال الجيش بأمور الداخل وتأمينه، كذلك لأن أثناء حكم الإرهابيين للبلاد دخلوها واختبروا نقاط الضعف، وعرفوا الدروب أكثر فأكثر، ووجدوا من يتعاونون معهم، أما نوعية السلاح نفسه تختلف، فلم يكن أبداً من بين أسلحة إرهاب التسعينات المواد شديدة الانفجار المستخدمة الآن، ولا كم الأسلحة من الجرينوف والرشاشات المتطورة، ناهيك عن أنه من المؤكد لم يكن يحملوا صواريخ مضادة للطائرات تسقط طائرات، وذلك لأن هناك دول كما سبق وذكرنا تمولهم وتمدهم بكل أشكال الدعم حتى أن كميات الأسلحة المضبوطة كميات مهولة إذ استغل الإرهابيون - الحكام السابقين للبلد- أنهم متحكمين في كل شيء وهربوا كل شي دون أن تستطع جهة الوقوف أمامهم.
 
لم يكن إرهاب التسعينات ذلك الإرهاب المخابراتي المتعامل مع أجهزة مخابرات على مستوى العالم والمتعاون معها مثل المخابرات الأمريكية والبريطانية والقطرية والتركية والإيرانية، إرهاب التسعينات كان إرهاب يعبر عن فكر متطرف، أما إرهاب الآن يعبر عن مصالح خارجية أكثر منه فكر ومعارضة، إرهاب التسعينات كان هدفه كما كان يعلن منع السياحة وما إلى ذلك، أما إرهاب اليوم فهدفه إسقاط الدولة وتقسيمها وهدم جيشها كما سبق له وهدم الشرطة متخفياً في ستار ورداء ثورة يناير.
 
ورغم كل ما سبق من اختلافات إلا أنني كلي ثقة في أن مصر شعبا وجيشاً وشرطةً قادرون على قطع رقبة الإرهاب وأجبار العالم كله على التخلي عنه والتأكد أن أي مصلحة له لن تتحقق ما دام فيها خراب لمصر، والأفضل التعامل والتعاون مع الشعب المصري ودولته التي يعترف بها الشعب ويحميها بدمه.
المختصر المفيد أنا إن قدر الإله مماتي، لن ترى الشرق يرفع الرأس بعدي.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter