بقلم ابرام مقار
الأثنين السابع والعشرين من يناير الماضي تم ترقية الفريق أول "عبد الفتاح السيسي" الي رتبة "المشير" بقرار جمهوري من الرئيس عدلي منصور، ووسط تحليلات البعض بين النقد والطعن في قانونية تلك  الترقية بأعتبار أن السيسي لم يشارك في حروب من قبل وتبرير البعض الاخر أن الحرب علي الإرهاب وإنحيازه للشعب المصري واسقاطه حكم فاشي كان اخطر علي مصر من كل اعدائها في دار الحرب.

وبعيداً عن النقد والتبرير وبصرف النظر علي أن ترقية "السيسي" كانت مطلباً شعبياً، إلا أن بحصول قائد عسكري فاشل مثل "عبد الحكيم عامر" او قائد دفاع سطحي مثل "حسين طنطاوي" علي منصب "المشير" يُصبح السيسي يستحق هذا المنصب وعن جدارة. وبعد قرار منصور بساعات وبعد اجتماع المجلس الأعلي للقوات المسلحة صدر بيان من المجلس بتفويض السيسي للترشح لإنتخابات الرئاسة، وبين نفي المتحدث العسكري لكلمة "تفويض" وبين تأكيد مؤيدي السيسي علي انه سيرشح نفسه خلال ايام وبين نفي مقربين بأنه لن يرشح نفسه، يبقي السؤال الأهم كيف يري جموع المصريين السيسي في تلك المرحلة:
 
الناصريين يريدونه "عبد الناصر" الذي سيحيي مشروع القومية والافكار الاشتراكية ولو علي انقاض الدولة الحديثة
ورجال اعمال يريدونه "مبارك" الذي يحمي الفساد والفاسدين ويعمل لهم ولو علي انقاض الدولة نفسها
والأقباط يريدونه المنقذ المعتدل الذي سيعطيهم حريتهم الدينية وحق ممارسة الشعائر وبناء دور عبادتهم
وقيادات وانصار حزب النور يريدونه صديق الي حين يحتمون به حتي لا يلقوا مصير الأخوان

وأجهزة امنية تريده للعودة بالأداء والسلوك الامني الي ما قبل ثورة 25 يناير باعتبار أن تلك الأجهزة خسرت الكثير من كفائتها بعدما ضاعت هيبتها
وقيادات حزبية ومدنية تري فيه الأمل ان يكون تعود علي يديه الدولة والحياة الحزبية المدنية ويريدونه  رئيس مدني بخلفية عسكرية
وحزب كنبة يري فيه الحاكم الذي سيعود الأمن علي يديه بعد حالة من القلق وعدم الإستقرار علي مدي أكثر من ثلاث سنوات

وثوار يرونه مقبولاً بشرط تنفيذ مطالب ثورتي 25 يناير "عيش - حرية - عدالة إجتماعية" و 30 يونيو من إسقاط للفاشية الدينية وانتخابات نزيهة ومساحة لحقوق الإنسان والديمقراطية
وثوار لا يريدون رؤيته في الحياة السياسية باعتباره جزء من طريقة حكم ثاروا عليها قبلاً كرجل عسكري
وجماعة ارهابية لا تريد رؤيته في الحياة بصفة عامة هي جماعة الإخوان 
 
  وأخرين من محبيه يشفقون عليه من هذه اللحظة من عمر مصر والمصريين، فهم يرونه "مشير" يرونه "زعيم" لكن لا يريدونه "رئيس" لوطن متعدد المشكلات وشعب متقلب المزاج قام بسجن اثنين من رؤسائه في أقل من ثلاث سنوات، ويخشون علي شعبيته، تماماً كما قالت صحيفة ال "وول ستريت جورنال". يخشون عليه من شعب إذا احب "نافق"، ومعارضة إذا عارضت "افشلت" وجماعة إرهابية إذا خاصمت "قتلت" .... فألي أي من كل هؤلاء سينحاز السيسي، هذا ما سنراه في الأيام القادمة