الجمعة ٣١ يناير ٢٠١٤ -
٥٦:
٠٧ ص +02:00 EET
مصر بالاتحاد الافريقى
بقلم :مجدى جورج
باحث اقتصاد دولى .باريس .فرنسا
كانت مصر ولازالت صاحبة الايادى البيضاء على معظم الدول الافريقيه سواء بالمساعدات العسكرية وغير العسكرية التى وفرتها لشعوب هذه الدول حتى نالت استقلالها عن الدول الاستعمارية الكبرى فى فترتى الخمسينات والستينات من القرن الماضى , او سواء بالمساعدات ألاقتصاديه والتعليمية التى وفرتها مصر لشعوب هذه الدول كى تخطو خطوات متقدمة فى عملية التنمية. وكانت مصر من اوائل الدول التى شكلت مع غيرها من الدول الافريقيه منظمة الوحدة الافريقيه التى تأسست فى النصف الاول من الستينات والتى تم تغيير اسمها بتأثير القذافى فى نهاية التسعينات الى الاتحاد الافريقى , وطوال هذه السنوات لم تغب مصر يوما عن هذا التجمع الافريقى الذى كانت مصر من دعاماته الاساسيه. ولكن بعد ثورة 30 يونيو الماضيه التى ثار فيها الملايين ضد حكم الرئيس المعزول مرسى والتى ساندها الجيش وجدنا الاتحاد الافريقى يتبنى وجهة نظر الاخوان ويقول ان هذه الثورة هى انقلاب عسكرى على حكم الرئيس المنتخب وبالتالى فان هذا الاتحاد قام بإيقاف عضوية مصر لانه ضد مبدأ الانقلابات العسكرية .
ما سبق من قرار ايقاف عضوية مصر يمكن ان نقول عنه انه سوء فهم من الاتحاد الافريقى فربما يكون اتخذ هذا القرار بتأثير دول معينه داخل الاتحاد او خارجه وربما لم يستطع قادة هذا الاتحاد تقدير كم السخط الشعبى على الرئيس المعزول ولذلك خرج الملايين ضده وعزلوه وربما لم يفهم القادة الافارقة ان الجيش قد حمى هذه الثورة فقط ولم يستولى على السلطة او يديرها لصالحه وربما اخيرا نبع هذا الموقف من خوف بعض القادة الافارقة من تكرار هذا النموذج فى بلادهم .
ما حدث اليوم الخميس ومع بداية اجتماعات هذا الاتحاد هو المهزلة الحقيقة فقد قرر الاتحاد استمرار تعليق عضوية مصر وفى نفس الوقت قام باختيار الجنرال محمد ولد عبد العزيز الرئيس الموريتانى كى يرأس الاتحاد الافريقى فى عام 2014 ولمن لا يعرف الجنرال عبد العزيز نقول له : انه قائد الحرس الجمهورى لأول رئيس موريتانى منتخب وهو الرئيس سيدى محمد ولد الشيخ عبد الله وعندما قام الرئيس بعزله من منصبه انقلب على الرئيس فى اغسطس 2008 ووضعه قيد الاقامة الجبرية واستولى على الحكم .
ما حدث بموريتانيا هو انقلاب عسكرى مكتمل الاركان على الحكم المدنى فقد قام الجيش بالانقلاب على الرئيس وتولى الجنرالات الحكم مكانه , اما مصر ايها القادة الافارقة فقد ثارت الملايين فيها ضد محمد مرسى وتولى قاضى وهو رئيس المحكمة الدستورية العليا الرئاسة بصفة مؤقتة حتى اجراء انتخابات رئاسية قريبا .
المهزلة الحقيقة ايها القادة الافارقة هى استمرار تجميد عضوية مصر فى الاتحاد الافريقى بحجة الانقلاب العسكرى وان تعهدوا برئاسته الى جنرال وقائد حرس جمهورى انقلب على رئيسه السابق .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع