بقلم: م. مدحت ناجى حافظ
عزيزى القارئ،عرفنا فيما سبق معنى التوافق؛وهو تحقيق جو من التفاهم والتناغم والاُلفة،وأدركنا الهدف منه؛وهو تحقيق الاحترام والثقة والتَقـَـبُّل مع الآخر...وكانت الملاحظات الأربعة عشر السابقة،والتى من المهم جداً مراعاتها لتحقيق التوافق هى؛الوضع (وقوفاً أو جلوساً)،والمستوى(ارتفاعاً أو انخفاضاً)،والإتجاه (رؤية أو إلتفاتاً)،والحركات (عامة وخاصة)،والمفردات ( تجاوباً وتفهماً)،والكلمات (تناسباً واحتياجاً)،والنظام التمثيلى (بصرياً وسمعياً وحسياً )،والتعبيرات المتوازية (طولاً وقِصَراً)،وإشارات العين (تخيلاً وتذكراً)،والصوت (نغمة و سرعة)،والتنفس (إحساساً وتجاوباً)،والمساحة (إقتراباً وبعداً)،والشخصية (تنوعاً وإختلافاً)،واللغة (إحتياجاً وإشباعاً)...

وبالتأكيد مَنْ طبق تلك الملاحظات،وجد تجاوباً مختلفاً ومتميزاً مع الآخرين،أما مَنْ لم يطبقها بعد،فندعوه لتطبيقها ليتذوق أثرها فى نفسه وفى الآخرين...وقد أضفنا ملاحظات جديدة قيمة ،خاصة بتحفُّظات (محاذير) التوافق،والتى أكدنا فيها على ألَّا يكون تطبيق التوافق
 من البداية،أو آلياً،أو سلبياً،مع مراعات التوافق فى الحركات الإيجابية،وحذرنا من المبالغة،والإستمرارية فى تحقيق التوافق،وأشرنا الى مراعاة طبيعة العلاقة مع الآخر.
وها نحن الآن،عزيزى القارئ،نلقى الضوء على بعض الاستفادات الرائعة من تطبيق التوافق فى حياتنا وعلى سبيل المثال:

1.    يكون لك جاذبية المغناطيس،
أتدرى،عزيزى القارئ،أن قطعة الحديد الممغنطة والتى وزنها 1 كجم يمكنها رفع وزن من الحديد مقداره 12 كجم، ستكون انت هو ذلك الشخص التى يتمتع بجاذبية خاصة وحضور فعًّال،وسيجد الاخرون أنك شخص مريح يمكنهم التفاهم معه والثقة فيه....ليس هذا فحسب بل  أيضاً

2.    تكون شخصاً أفضل،
أتعرف،عزيزى القارئ،أن للرئيس الأمريكى الأسبق؛ جيمى كارتر،كتاب جعله يصل الى الحكم وهو كتاب : لماذا لا نكون أفضل؟
وقد كان هذا هو شعاره فى حملته الانتخابية،وقد نجح.
إذا فشكراً للتوافق،الذى نعيشه بكياننا وفى تلقائية،ما دام يجعلنا شخصيات أفضل أمام أنفسنا وأمام الآخرين...وتمتد استفادتنا من تطبيق التوافق لدرجة أنه يصل بنا الى

3.    تحويل الأعداء الى أصدقاء،
لا تتعجب عزيزى القارئ،فهذه حقيقة وستعيشها بعد أن تتقن التوافق مع الآخرين،وستندهش من النتائح،فالشخص الذى يَكِن لك المشاعر الغير إيجابية،ستجده -بعد تحقيق التوافق معه – أنه من أكثر وأشد المدعمين لك،لأنك سبقت وأشبعت لديه إحساساً نفسياً جوهرياً،ألا وهو التقدير ،والمشاركة....

عزيزى القارئ،هذا قليل من كثير عن مدى استفادتنا من تطبيق التوافق مع الآخرين،تاركاً لك ولخبراتك الشخصية التى ستمارسها،إضافة المزيد والمزيد...لتصبح فى النهاية حياتنا أفضل،وليكون لك أثرك الباقى فى الحياة وبصمتك التى لا ولن تتكرر...ولنا لقاء آخر... 
      والى أن نتقابل دعونا نتمتع بتحقيق التوافق مع الجميع من خلال:

الوضع،والمستوى،والإتجاه،والحركات،والمفردات،والكلمات،والنظام التمثيلى،والتعبيرات المتوازية،وإشارات العين،والصوت،والتنفس،والمساحة،والشخصية،واللغة.

متذكرين عبارة (بروس لى) الجميلة:
"المعرفة وحدها لا تكفى،إنما يجب تطبيقها".
ونهنئكم  بتطبيقها فى كافة جوانب حياتكم،آخذين فى إعتباركم الإنتباه جيداً لتحفظات التوافق مع الآخرين،لتجنوا ثمار التوافق فى جوانب حياتكم ولمدى الحياة،مستفيدين من دروس الحياة والطبيعة فى التوافق،مؤكدين على أن من يريد أن يستفيد،سوف يستفيد من أى شئ، حتى لو من زقزقة العصافير، ولمقالاتنا بقية...