الأقباط متحدون - عبد اللطيف المناوي يكتب: خطيئة الإفراج عن «أبو عبيدة»
أخر تحديث ٠٧:٠٧ | الثلاثاء ٢٨ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٢٠ | العدد ٣٠٨٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عبد اللطيف المناوي يكتب: خطيئة الإفراج عن «أبو عبيدة»

عبد اللطيف المناوي
عبد اللطيف المناوي

منذ عدة أيام خرج علينا أحد المتحدثين باسم إحدى المؤسسات، وهم كثر هذه الأيام، ليعلن بنبرة من حقق عملية ناجحة وكبيرة أنه تم القبض على أحد أهم عناصر تنظيم القاعدة ويدعى أبو عبيدة الليبي.

اليوم خرج علينا متحدث آخر ليعلن بصوت خفيض ومتوارث أنه تم الإفراج عن الدبلوماسيين المصريين المختطفين في ليبيا.

ما بين هذين التصريحين خرج تصريح آخر من متحدث آخر ليقول إن كل مشكلة أبو عبيدة أنه تجاوز فترة الإقامة المصرح له بها في مصر. ماذا حدث؟ ماذا يحدث؟ من يفعل ماذا؟

عندما تسربت إليَّ معلومة أنه قد يتم الإفراج عن أبو عبيدة تنفيذا لمطالب من اختطف الدبلوماسيين المصريين لم أصدق أن هذا يمكن أن يحدث، الاستجابة لمطالب خاطفين سوف تفتح الباب واسعا أمام استخدام هذا الأسلوب لتنفيذ أي مطالب لأي جماعة، الاستجابة لتهديد خاطفين هي استجابة ضعف وتعبير عن خلل وعدم مقدرة على إدارة الأمور.

عندما أعلن القبض على أبو عبيدة تم تصديره لنا باعتباره إنجازاً أمنياً كبيراً، وأكد لنا مصدر أمني، وهم كثر أيضاً هذه الأيام، أن هناك أدلة دامغة وقاطعة على تورط أبو عبيدة، وهو المصدر الأمني ذاته الذي كشف لنا أن المسألة كلها أن أبو عبيدة مواطن صالح يبدو أنه لم يلحظ أن إقامته في مصر قد انتهت ويبدو أن مشاغله قد منعته من تجديدها!! أي عبث هذا؟!!

قد يكون من المناسب إعادة بناء القصة حتى لا أبدو كمن أصابه مسٌ من الجنون فصار يهذي بطريقة الكلمات المتقاطعة.

كان أبوعبيدة طالباً في مدينة البعوث الإسلامية بالأزهر الشريف في مصر قبل التحاقه بتنظيم عبد الحكيم بلحاج أحد أبرز أعضاء القاعدة منذ انضم إلى المقاتلين العرب في أفغانستان عام 1988، وأحد مؤسسي الجماعة الإسلامية الليبية المسلحة.

اسمه الحقيقي شعبان هدية ويشغل منصب رئيس ما يسمى بغرفة عمليات ثوار ليبيا التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين هناك بعد الإطاحة بنظام الرئيس معمر القذافى بعد سلسلة من أعمال العنف.

وقاد هدية أو أبو عبيدة الليبى، الذى أفتى فى السابق بإعدام أفراد الجيش الليبى فى الزاوية بطلقة فى الرأس، حسبما ورد فى اتصال هاتفى أوردته قناة العربية أثناء الأحداث الليبية، عمليات خطف واسعة بعد تكليفه برئاسة غرفة عمليات الثوار الليبية ولعل أبرزها هو خطف رئيس الوزراء الليبى على زيدان، الأمر الذى أثار غضب الليبيين الذين اتهموه بالسعى لإشعال فتيل الحرب الأهلية.

ويواجه أبو عبيدة اتهامات بقيادة تنظيمات إرهابية على صلة بعضو تنظيم القاعدة فى الجزيرة العربية المعروف باسم المأربى ، إلا أنه نفى ذلك، قائلا إنه يذهب إلى اليمن لدراسة الحديث الشريف.

واعتقلته السلطات المصرية الجمعة الماضي أثناء تواجده فى الإسكندرية، وبحسب التصريحات الرسمية، فإن أبو عبيدة متهم بالانتماء لتنظيم القاعدة، ولم يعرف سبب وجوده فى مصر خاصة بالتزامن مع سلسلة التفجيرات التى هزت القاهرة والجيزة. وكشف موقع صحيفة ليبيا هيرالد بالإنجليزية عن أن القبض على أبو عبيدة الليبى تم عقب جلسة عقدها مع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية تزامنا مع تفجيرات القاهرة، فيما أفاد مصدر أمنى بأنه تم اعتقال أبو عبيدة فى أحد الأبنية السكنية بمحافظة الإسكندرية، وأنه كان بصحبة طلبة ليبيين إسلاميين.

وأنه تم القبض على هدية بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية وهى تنظيم القاعدة، مضيفا أن جهة سيادية أخطرت الأجهزة الأمنية بدخوله البلاد عبر الحدود الغربية، فتم إعداد كمين والقبض عليه.

وأشار المصدر، إلى أن أجهزة سيادية رصدت لقاءات سرية بين هدية مع قادة من جماعة الإخوان الإرهابية، موضحا أن اختطاف الملحق الإداري في السفارة المصرية في ليبيا، يهدف إلى الضغط على السلطات المصرية للإفراج عن هدية.

المصدر الأمني إياه قال إن أجهزة المخابرات، كشفت وجود خلية إرهابية، بإحدى المناطق القريبة من واحة سيوة، على الحدود الغربية، تتشكل من 15 عنصرًا إرهابيًا، بعد أن تسللوا من ليبيا إلى مصر عبر الحدود، وهربتهم عصابة محترفة، مقابل 180 ألف جنيه حصلت عليها من أحد المنتمين للجماعات التكفيرية في مصر.

وأضاف المصدر، أن أجهزة المخابرات رصدت طريقة تهريب هذا المجموعة، بمجرد تحرّكها من الأراضي الليبية، بعد أن تلقّوا تدريبات مكثفة بأحد المعسكرات الموجودة على الحدود الشرقية الليبية، والتي يديرها 3 من عناصر تنظيم القاعدة، ويضم هذا المعسكر ما يقرب من 1000 تكفيري.

وأشارت المصادر إلى أنه وبمجرد دخول المجموعة إلى الأراضي المصرية، تمّت مراقبتها جيدًا، بعد إبلاغ المخابرات أجهزة الأمن، ليتم إلقاء القبض عليهم، بعد تمركزهم بإحدى المناطق القريبة من واحة سيوة.

وأضافت المصادر الأمنية أن التحقيقات الأولية مع العناصر المقبوض عليها، كشفت أن من بينهم 5 ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية ، الذين هربوا إلى ليبيا بعد عزل الرئيس محمد مرسي، وباقي المجموعة يحملون الجنسيات الليبية والسورية، وينتمون لتنظيم القاعدة، هذه المعلومات تفسر سبب وجود أبو عبيدة في مصر، واجتماعه مع قيادات جماعة الإخوان.

بعدها بساعات أعلنت الخارجية المصرية، اختطاف الملحق الإداري بالسفارة المصرية في ليبيا، على يد مسلحين ليبين، وقال مصدر أمني، إن اختطاف الملحق الإداري بالسفارة المصرية في ليبيا، جاء ردا على القبض على شعبان هدية، الملقب بـأبو عبيدة في منطقة بين محافظتي مطروح والإسكندرية.

فيما قال شاهد عيان بالعاصمة الليبية طرابلس، لبوابة فيتو الإخبارية إن حصار ميلشيا غرفة عمليات الثوار، لمقر السفارة المصرية واختطاف الملحق الإداري، جاء عقب إذاعة قناة الجزيرة القطرية، لخبر مكذوب حول اختطاف السفير المصري محمد أبو بكر.

وأضاف أنه قبل لحظات من إذاعة الخبر لم يكن هناك أي تواجد بمحيط السفارة لهذه العناصر التي تجمعت عقب إذاعة الخبر بلحظات قليلة، وكأنها كانت ترسل لهم إشارة بدء تنفيذ العملية.

وأصدرت رئاسة المؤتمر الوطني العام في ليبيا تعليماتها للحكومة ولرئيس جهاز المخابرات العامة والسفير الليبي لدى مصر بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات العاجلة للإفراج الفوري عن شعبان هدية الملقب بـأبو عبيدة.

وأكدت رئاسة المؤتمر وفقا لما نشرته وكالة الأنباء الليبية، أنها في الوقت الذي أدانت فيه هذا الاعتقال، فإنها طالبت الجانب المصري بضرورة إطلاع الدولة الليبية بأسباب ذلك فور تلقيها لنبأ هذا الاعتقال.

حسب الرواية السابقة هناك قصة لها مقدمة ووسط ونهاية، ولكن فيما يبدو أن النهاية لم تكن بيدنا نحن ولا بيد أي من المؤسسات التي لها مصادر أو متحدثون، بل فرضها هدية ورفاقه، فقد قرروا أن تتم ممارسة الضغط وليِّ ذراع الدولة المصرية، وللأسف استجابت أحد أجهزة الدولة للضغوط ويبدو وكأنها مارست الشكوى والذعر على بقية أجهزة الدولة فخضع الجميع للابتزاز وقرر أبو عبيدة أن يكون هو صاحب النهاية في قصة حزينة ليصرح وهو في طريقه إلى طرابلس أن عملية القبض كانت بسبب مشكلة في الإقامة وتم حلها .

وأضاف أبو عبيدة بمداخلة هاتفية لقناة النبأ الليبية لم أجتمع بأي عناصر أو مجموعات في مصر أو في ليبيا وهذا ليس من طبعي والحمد لله، ولم أجتمع بالإخوان أو غيرهم من التنظيمات . واستنكر أبو عبيدة عملية اختطاف الدبلوماسيين المصريين بليبيا وأكد على عدم علمه بعملية الاختطاف.

أعلم أن الظرف صعب وأن الأوضاع ليست في أفضل حالاتها، وأدرك أن ضغوطا وظروفا يمكن أن تفرض واقعاً ليس هو الأفضل، وقد تكون القصة أصغر كثيرا مما أعطتها المصادر و المتحدثون من أهمية وأن هذه هي حدودها الحقيقية، لكن الأكيد أن إخراج هذه القصة وتنفيذها وإدارتها لا تثير إلا مزيجاً من الحزن والقلق، الحزن لأسلوب الإدارة والقلق أن يظن البعض أن هذه هي نقطة الضعف التي يمكن أن يُضغط بها على الدولة المصرية فنجد مختطفين -بفتح الطاء- جدد لمبادلتهم بمسجونين لهم من يسعى شركاؤهم لإطلاق سراحهم، لست في حاجة للإشارة إلى بعض أسمائهم فجميعنا نعرفهم.

نقلا عن مبتدا


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع