الأقباط متحدون - دورالبابا يوأنس التاسع عشر فى أثيوبيا (1855-1942م)
أخر تحديث ١٩:٤٧ | الثلاثاء ٢٨ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٢٠ | العدد ٣٠٨٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

دورالبابا يوأنس التاسع عشر فى أثيوبيا (1855-1942م)

كتب : د.ماجد عزت إسرائيل

 
   ولد فى
قرية " دير تاسا" التابعة لمركز البداري بمحافظة  أسيوط في صعيد مصر (1571ش/1855م)، من والدين تقيين فنشأ علي البر والتقوى والفضيلة،وكان شغوفاً للمعرفة، وكان يتمتع بنعمة الذكاء وفى عام (1875م) بدأ حياته الرهبانية بدير السيدة العذراء بالبرموس بوادي النطرون،ورسم قساُ فى عام (1877م)،ثم قمــــصاً ورئيساً للدير فى ذات اللحظة،  بيد قداسة البابا"كيرلس الخامس" البطريرك (112)، وعندما خلا كرسي أبرشية البحيرة اخـــتاره الشعب مطرانًا عام( 1887م)، وبعد نياحة الأنبا "يـــوأنس "مطران المنوفية في ذلك العــهد زكاه شعب الأبرشية لرعايته فضمت إليه عام(1894م).
 
          وَعُيـــِّنَ أيضًا وكيلاً للكرازة المرقسية بمدينة الإسكندرية،فقـام بأنشأ المدرسة الاهوتية لتعليم الرهبان،وأرسل طبلها النابغين فى بعثات علمية إلى اليــونان، لدراسة العـلوم اللاهـوتية،كما نظــــم الإدارة الـمالية بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية لتحــسين مصادر الدخل من أيرادات الأوقاف،لمواجهة النفقات التى تمثلت فى أنشاء العديد من المدارس الأبتـــدائى والثانوى التى وصلت لدرجة متقدمه فى عهــــده ،وترميم وبنـاء الكنائس الأديــرة ،وتأسيست جمعيات البر الاجتمــــاعية لمساعدة الفــــقراء،ولمكانته العلمية  المتميزة وحكمته ووطنيته ، فقد اختارته الحـــكومة ممثلا للأقبـــاط في عــدة مجالس نيابية كمجلس شوري القوانين، والجمعية العمومية، ولجنـــة وضع  الدستور .
 
   وعندما تنيَّح البابا الأنبا "كيرلس الخامس" في(7 أغسطس 1927م)،تولى منصب قائم مقـــام(1927-1928م) لتــولى شئون البطريركية ،فقام بالعديد من الأعمال منها تدبير شئون الكنيسة،وأصدار قانوناً لتنظيم شئون الأديـــرة والرهبـــان ،ولكن الشعب والأراخنة والمجالس الملية والأساقــــفة  اجمعوا على أختياره بالـــــتزكية و رسامته بطريركاً،فى يوم الأحد(  7 كيهــــك 1645 ش/ 16 ديســــمبر 1928م) بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بمصر،باسم "يوأنس التــــاسع عشر" باحــتفال عظيم حضره نائب الملك والأمــــراء والوزراء وكبار رجـــال الدولة وعظـــماء المصريين من مختلف الطوائف ومطارنة الطـــوائف الشرقية والغربية ووزراء الدول المفوضون. 
 
          وبعد رسامته بطريركاً قام بالعديد من الأعمال  والأنشاءات منها  أنشأ مدرسة  حلوان اللاهــــوتية ، كما رسم العديد من المطارنة و الأساقـــفة والقـــمامصة للمـملكة، ولتوثيق العلاقـــات بين الكنيسة المصرية والأثــيوبية، قام بزيارة رعوية  لــــمدة ثلاثة عشر يومــــاً للعاصمة "أديــــس أبابا"، ورسم رئيس لرهــــبان الأحـباش يكون  خليفة للقديس" تكلا هيمانوت الحبشي" برتبة أسقفًا،وتـــولى بنفسه عمل الميرون المقدس عام 1930م،وأشتـــهر بعطفه علي المحتاجين ومؤازرة ومعاونة الجــــمعيات الخيرية التى تعود بالنفع على غالبية الشعب،ومتابعة سيير الحركة التعـــليمة بالكنيسة،وجمع التراث القبطى  لتنمية الحياة الثقافية والعلمية.  
 
        وتعرضت الكنيسة المصرية  فى أثيوبيا فى عهدة لكثيرة من المشاكل وخاصة بعد أن خضعت أثيبوبيا للاحتـــلال الأيطالى، حيث إعــلن نائب  ملك إيطاليا انفصال الكنيسة المصرية عن الأثيوبية فى( 27 نوفمبر سنة 1937 م) ،وتعيين الأنبا "إبرام" بطريركاً، فاجتمع المجمع المقدس وأصدر قـراره على البطريرك بتـــهمة الخيانة، فأصيب بالعمى، ولم تعتراف به الكنيسة المصرية، ولا بالأساقـــفة الذين تم رسامتهم على يديه.
           وسرعان ما قامت الحرب العالمـــية الثـانية (1936-1945م)،وهى التى انتهت بهزيمة (دول المحور) ومنهم إيطاليا،وفى أثنائـــها طالبت الحكومة المصرية سلطـــــات الاحتلال البريطانى بضرورة عودة مطران الكنيسة المصرية الأنبا" كيرلس " إلى مهام خدمته بأيوبيا،وبالفعــل صدر قرار فى 30 مايو 1942م،بعودته وصاحبه وفد من الدولة برئاسة سعادة" صادق وهبه باشا"، و"مـــــريت بك غالي" و" وفرج بك موسى" قنصل مصر بأثيوبيا سابقًا. وبعد فترة وجيزة تنيح (تـــوفى) البابا"يوأنس التاسع عشر" فى 21 يونية 1942م.    

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter