بقلم منير بشاى
ماذا يريد الاخوان من عمليات العنف واراقة الدماء التى يقومون بها ضد الشعب المصرى؟
من المؤكد ان هدفهم هو استعادة حكم مصر الذى فقدوه بعد ثورة 30 يونيو 2013. والوصول لحكم مصر يملى عليه- حسب قناعاتهم- تنفيذ مخططات ارهابية رأينا بعضها فى الماضى ونعيش البعض الآخر فى هذه الايام. ومن المؤكد اننا سنرى المزيد من هذا فى المستقبل. هذا قبل ان يصلوا فى النهاية الى طريق مسدود ويتأكدوا ان الشعب المصرى قد لفظهم للأبد.
شخصيا افهم تماما مشاعر الغيظ التى داهمت الاخوان عندما رأوا حلمهم فى حكم مصر الذى عاشوا ينتظرونه ثمانية عقود يتبخر امامهم فى لحظة بعد ان كان فى يدهم طيلة سنة كاملة. ولكننى ايضا أفهم انهم وحدهم المسئولون عن ما حدث لهم. وقد اطلق البعض على تصرفات الاخوان التى اساءت لهم قبل غيرهم انها غباء سياسى، ولكن علينا ان نفهم ان هذه الجماعة لا تستطيع ان تخرج عن الاطار الذى يعبّر عن مكونات شخصيتهم. وهى شخصية تشكلت بناء على قناعات دينية راسخة ظهرت فى اسلوب حياة يبنى على العنف والخداع الذى مارسوه مرارا.
ولكن يبدو ان الشعب المصرى الطيب يميل الى الصفح ولذلك عندما قدّم الاخوان مشروعهم لحكم مصر صدقهم الناس وظنوا ان اخوان اليوم يختلفون عن اخوان الأمس. وصدقوهم عندما قالوا عن مشروع النهضة انه سينهض بمصر ويحولها الى مصاف الدول الكبرى. وصدّقوهم عندما وعدوا انه فى المئة يوم الاولى من حكمهم سيحلوا مشكلة رغيف العيش والزبالة والمواصلات والاسكان وغيرها. وصدّقوهم عندما قال مرشحهم مرسى ان بابه سيكون مفتوحا لكل مظلوم وهو شخصيا سيبت في المظالم وينصف المظلوم كما كان يفعل الخلفاء الراشدون. وصدّقوهم عندما قال مرسى انه سيترك منصبه اذا وجد فى مصر من يعترض على وجوده فى الحكم.
عوضا من هذه اكتشف المصريون ان كل هذه كانت اكاذيب غرضها الوصول لحكم مصر. ورأوا الاخوان يعملون ليلا ونهارا على اخونة مصر واصدار الاعلانات الدستورية للاستحواذ على السلطة والتخطيط للبقاء فى الحكم 500 سنة قادمة. ونسي الاخوان مصر وهمومها واصبحوا يفكرون فقط فى خلافة وهمية وفرّطوا فى اصول مصر لصالح من يساعدهم على تحقيق احلامهم. وكان نتيجة ذلك قيام الشعب بثورة 30 يونيو التى ايدها الجيش وانتهت بازاحتهم عن الحكم.
تركزت ردود افعال جماعة الاخوان بعد ذلك على الاقباط عن طريق ارتكاب اعمال عنف ضدهم ادت الى تحطيم اكثر من 80 كنيسة فى يوم واحد. كان هذا محاولة لعقاب الاقباط على مشاركتهم الفعالة فى الثورة التى اطاحت بهم. ومن ناحية أخرى كان محاولة لجرّهم لفتنة طائفية ينتقم فيها الاقباط عن ما يحدث لهم بالاعتداء المقابل ولو ضد مسجد واحد. وكان املهم ان تحدث بعدها حالة من الفوضى تمكّنهم من الرجوع للسلطة. ولكن الاقباط فوّتوا عليهم هذه الخطة وتحمّلوا الضربات بضبط النفس والوقوف مع شركاء الوطن ضد الفتنة بدلا من ان يصبحوا طرفا فيها.
وبعد فشل خطتهم مع الاقباط رأينا خطتهم التى تزامنت مع احتفالية الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2011. واتضحت ان خطتهم هى ارتكاب اعمال عنف تفسد الاحتفالات وتزيل مظاهر الفرحة التى تعم الوطن. وكان هدفهم هو اظهار الحكومة بمظهر العاجز عن توفير الامن. وايضا تثبيط همة القائمين على الامر فى الاستمرار فى الحكم وبالذات اقناع المشير عبد الفتاح السيسى بعدم الترشح لمنصب الرئاسة الذى سيفتح قريبا. هذا بينما هم من ناحية اخرى يخططون الى التنسيق مع مرشح غير اخوانى مثل الفريق سامى عنان او د. البرادعى ليكون مرشحهم فيأخذ كل الاصوات الموالية لهم بالاضافة الى اصواته الخاصة لاعطائه اكبر فرصة ممكنة للفوز. وبعد نجاحه يكون الوسيلة التى يمكنهم بها الرجوع تدريجيا الى حكم مصر.
اذا حدث هذا بالاضافة الى محاولتهم كسب اكبر عدد ممكن من المقاعد فى البرلمان الجديد يكون الاخوان قد مكنوا ارجلهم من حكم مصر وتضيع كل التضحيات التى تم تقديمها.
لا يوجد حل يوقف محاولة الاخوان وأد الثورة ومعاودة سرقة مصر غير وجود مرشح قوى وهو المشير السيسى الذى له الشعبية التى تمكنه من جمع الشعب حوله ضد هذه الجماعة الضالة. نحن فى مرحلة حرجة وما سيحدث فى الفترة القادمة سيغير وجه مصر وسيحدد مسارها. ولعل معاناة سنة من حكم الاخوان تكون كافية لنعرف ما يجب ان تكون عليه خياراتنا. هذه الجماعة لا يمكن استئمانها على حكم مصر، والمؤمن لا يلدغ من نفس الجحر مرتين.
Mounir.bishay@sbcglobal.net