الجمعة ٢٤ يناير ٢٠١٤ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
كتب : شاكر فريد حسن
في الشأن اللبناني شاكر فريد حسن يعيش لبنان حالة من عدم الاستقرار في خضم العواصف السياسية والتحولات الإقليمية والانقسام السياسي الداخلي والوضع الأمني السوري وتداعياته وانعكاساته على أوضاعه الراهنة ، ناهيك عن ارتفاع منسوب التوترات الأمنية واشتداد نزعات التطرف والعنف الأصولي ، واستمرار مسلسل التفجيرات الإرهابية في الضاحية الجنوبية التي طالت مواقع ومقرات حزب اللـه ، وتقترفها عصابات التكفير ، فضلاً عن تعثر عملية الحوار وشلل الحكومة .
لقد باتت الساحة السياسية اللبنانية رهينة التجاذبات والتدخلات السياسية الخارجية ، وبالتعاون مع بعض أقطاب النظام الرسمي العربي تحاول قوى الهيمنة الخارجية أن تلعب بورقة الطائفية لإشعال وإذكاء نار الفتنة فيها كي تحرق الأخضر واليابس ، وذلك كجزء من مشروع التجزئة الاستعماري الامبريالي في المنطقة العربية الرامي إلى تقسيم البلدان العربية على الطريقة العراقية ، وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد . لقد ترددت في الأيام الأخيرة في وسائل الأعلام المختلفة أنباء عن احتمالات تشكيل حكومة وفاق وطني ، وهذا الأمر بلا شك يصب في صالح النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي ومصلحة الاستقرار الأمني والسياسي للشعب اللبناني . إنهم يريدون الشر للبنان العريق بتاريخه وثقافته ، ويسعون لنسف وحدته ، ويريدونه أن يبقى ممزقاً ومنقسماً على نفسه ، تتآكله الصراعات والانقسامات الطائفية والمذهبية ، لكي يستكمل المشروع التفتيتي في المنطقة . ولذلك فأن الوضع الحالي يتطلب من اللبنانيين مزيداً من الوعي واليقظة ووضع مصلحة الوطن والبلد نصب أعين جميع القوى المتصارعة والمتنازعة لمنع التداعيات ، كما يقتضي تقديم التنازلات والتخلص من التعنت والإسراع في تأليف حكومة جديدة تتحمل مسؤوليتها التاريخية في مواجهة تحديات ومخاطر المرحلة المقبلة ، ولمحاربة قوى الشر والظلام والتكفير واستئصال جذورها من المجتمع اللبناني ومجتمعاتنا العربية . وما من شك أن قوة المقاومة والتأييد الجماهيري العارم لها يحمي لبنان والوطن العربي من الفتنة والتمزق الطائفي البغيض .