الأقباط متحدون - اختياراته كانت متواضعة
أخر تحديث ٠٢:٢٧ | الخميس ٢٣ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ١٥ | العدد ٣٠٧٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

اختياراته كانت متواضعة

صوره تعبيريه
صوره تعبيريه
عرض / سامية عياد
هل اختياراتنا منسجمة مع اختيارات يسوع؟
 
نحن كبشر لم نختار مكان ميلادنا ولا المدينة التى تربينا فيها ، ولا المدرسة التى تعلمنا فيها ، لم نختار ايضا ظروفنا الاجتماعية أو المادية ، أما ربنا يسوع فى تجسده فلا نستطيع أن نقول عنه هكذا فهو خالق البشر ومدبر كل أمورهم، فكل تفاصيل تجسده وحياته على الأرض كانت من اختياره وتدبيره ، يحدثنا القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة العذراء شيكاغو قائلا : كانت اختيارات ربنا يسوع كلها اختيارات متواضعة جدا ، تكشف عن قلب متضع بالحقيقية ، اختار فتاة بسيطة فقيرة غير معروفة ليولد منها ! ، اختار قرية صغيرة جدا ليولد فيها! ، اختار مكانا متواضعا جدا ، يصعب أن يولد فيه إنسان ..مذودا للبهائم ليكون هو المكان الذى يشرق منه للعالم! ، اختار مدينة لينشأ فيها ، ليس لها أية سمعة طيبة ، اختار مهنة يدوية بسيطة ليقتات منها ، وقد لقب بها "أليس هذا هو النجار" ،  اختار تلاميذه أناسا بسطاء ولم يشترط فيهم أية مؤهلات علمية أو قدرات شخصية سوى الحب والإيمان! وما أجمل صلاة القسمة الكنسية التى تعبر بصدق عن هذا التواضع الإلهى المذهل ، فتقول "لأنك لما أردت أن تخلصنى لم ترسل لى ملاكا ولا رئيس ملائكة ولا رئيس آباء ولا نبيا ، بل أنت وحدك نزلت من حضن أبيك الى بطن البتول وصرت كحقير، ومشيت على الأرض كإنسان وهذا هو العجيب فى اتضاعك..".                                                                           
هذا الاتضاع الكبير هو ما يدعونا دائما الكتاب المقدس أن نتحلى به كما فى رسالة متى" تعلمو منى لأنى وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم" ، كما تقول المزامير "قريب هو الرب من منسحقى القلب، ويخلص المتواضعين بالروح" ، اختياراتنا غالبا ما تكشف عن نوعية قلوبنا ، هل نختار المتكأ الأول أم المتكأ الأخير؟ ، هل نختار العمل تحت الأضواء أم البناء الهادىء فى الظل؟ ، هل نختار الفخامة والأبهة ، أم نختار ما يوفى فقط احتياجاتنا العملية؟ ، هل اختياراتنا منسجمة مع اختيارات يسوع ، أم هى منحرفة عنها بعيدا؟ ، فى أعياد الظهور الإلهى هيا لنراجع اختياراتنا ونضبط نغمات قلوبنا مع الموجات المتضعة النابعة من قلب يسوع.    
                                
وفى سياق متصل يحدثنا ايضا القمص بنيامين المحرقى فى مقاله " فى تجسده أخلى نفسه"، عن تواضع ربنا يسوع ، فتواضعه ومحبته جعلاه يأخذ صورة عبد ، أخفى مجد لاهوته داخل ناسوته ، ملك عظيم تخفى فى لباس فقير ، لكن مجد الألوهية لم يفارقه على الإطلاق "ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا"، اخلى ذاته تدبيرا حسب ما يتطلبه وضع الجسد ولكنه ظل الإله الذى لا يحتاج الى النعمة التى يحتاج إليها أى مخلوق .                                                               
                                                                           
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter