الأقباط متحدون - ثورة أم نكسة
أخر تحديث ١١:٠٩ | الاربعاء ٢٢ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ١٤ | العدد ٣٠٧٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ثورة أم نكسة

ارشيفية
ارشيفية
بقلم مينا ملاك عازر
ثورة يناير من الأحداث التي اختلف عليها شعب مصر، فيما اعتبرها البعض ثورة البعض الآخر مؤامرة، وظهرت عليها شائعات من يومها الأول في ميدان التحرير،
 
منها من ثبت صحته ومنها ما لم يزل غير مؤكد، وما هو غير منطقي، لكن الاختلاف حولها وارد، وللآن فهناك من قال أنه رأى أُناس يمولون، ومن شاهد علاقات جنسية كاملة، ومن رأى أسلحة مع الثائرين، ومن وجد جنسيات أخرى في الميدان، ومن قال أن الإخوان من عملوا موقعة الجمل،
 
وناس تانية موقعة الجمل صناعة مبارك، ومن قال أن الجيش هو الذي سمح بموقعة الجمل ثم من عاد وقال أن موقعة الجمل ليست موقعة، ومن قال ومن قال وكلها أقاويل، ولم يثبت شيء للآن إلا أن هناك دعم غربي ما، غير محدد الصفة والهدف بشكل قاطع لبعض من شاركوا في الثورة، ومن ادعوا أنهم ثواراً ومشعلي الثورة، ومن ركبوا الموجة الثورية فيما بعد.
 
اختلف الكل حول ثورة يناير، هل هي ثورة أم نكسة؟ حتى بعضاً ممن كانوا مؤيدين لها يومها عادوا اليوم وبعد أن تكشفت بعض الحقائق كالتسريبات المسجلة عن النشطاء، وبعد أن رأوا نتائج الثورة عادوا هؤلاء المؤيدين السابقين وتنصلوا منها، ومنهم من يهاجمها ويعتبرها نكسة، ناهيك عن من كانوا من البداية يرونها هكذا، ثم عادوا وأيدوها ثم عادوا واعتبروها نكسة، هذا غير مؤيدي مبارك الذين رأيهم كما هو يرون ثورة يناير مؤامرة ونكسة إتنكست بها البلا
 
والاختلاف في الرأي والرؤى ليس عيباً، العيب في تلون البعض مع الرائجة ومع المنتصر والعيب أن تنكر موقفك القديم، وتتنصل منه، العيب الحقيقي أنك تكون ضد الثورة فتنجح الثورة فتعتبر نفسك من الثوار والعكس، العيب أنك تزايد وتغالي في أي موقف تتخذه حتى تتبرء من موقفك القديم مراهناً على ذاكرة ضعيفة لشعب طيب القلب، العيب أن تتشارك مع كارهي الأوطان لتشويه رموز وتخريب وطن بأكمله.
 
الكارثة الحقيقية ليس في رؤيتك واختلافي معك، أياً كنت أنت وأكون أنا، وإنما الكارثة في أن نضع رجال ونساء مصاف الآلهة لا يخطئون، ولا يعرفون العيب، وكل ما يفعلونه مُنزه عن النقد والاختلاف، فتكون المصيبة أن نعرف الحق بالرجال ولا نعرف الرجال بالحق، فنبحث عن من نحبه أين يقف؟ ونعتبر أن ذلك هو
 
الحق، ماسحين عقولنا، لاغين رأينا مع أن الصحيح أن نبحث عن الحق أينما كان حتى ولو كان في غير صالح محبينا، وننتقدهم ونتناقش معهم ونعلن عن اختلافنا وهذه هي أبسط قواعد الثورله.
المختصر المفيد الرجال يعرفون بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter