بقلم : أنطوني ولسن
يردد الشعب المصري هذه الأيام مقولة " السيسي رئيسي " ، والتي تعني إختيار للفريق أول عبد الفتاح السيسي ليكون رئيس مصر القادم .
يبتسم الفريق أول عبد الفتاح السيسي عندما يواجه بهذا القول ، لكنه لا يفصح عن ما ينوي فعله . فيزداد لهيب الشارع المصري حمية لمعرفة مستقبله الغامض فيمن سيكون رئيسا لبلد مثل مصر في هذه الأوضاع التي تعكس الكثير من الخوف وتحمل رياحاها الكثير من عدم الوضوح . الخوف من الغد الغير مرئي والمجهول الهوية وعدم الوضوح في الشخصيات التي تنوي ترشيح أنفسها .
في 25 يناير 2011 خرج الشعب المصري يطالب برحيل مبارك . من يعيد لذاكرته ما حدث في تلك الفترة من تاريخ مصر . سيندهش من السيمفونية المصرية الرائعة التي شارك فيها الشعب بتلاحمه الذي أعاد لأذهان البعض ذلك الزمن الجميل الذي كان يعيشه الشعب المصري والذي ضاع وحل محله زمنا نتمنى من الله أن لا يعود .
رأينا في كل ميدان ومكان على مستوى الجمهورية خروج الشباب الواعي من جميع الأطياف والديانات والمعتقدات بصورة أبهرت العالم كله من وحدة الصف والفكر والرأي . كلمة إرحل كانت تقال فتزلزل الأرض.. يأتي وقت صلاة المسلم فيقف المسيحي حوله في دائرة يحميه من أي عدوان . كذلك عندما كان يقف المسيحي ليصلي كان شقيقه المسلم يحاوطه بجسده وروحه حماية له من أي غدر وإعتداء .
قال الشعب أنها ثورته ولن يتخلى عن مطلبه . وتم له ما أراد وتنحي مبارك عن إدارة شئون الوطن للمجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير طنطاوي . إطمئن الشعب للأستجابة لمطالبه معتبرا أن ثورته قد نجحت والجيش سيقوم بمهمة الدفاع عن الوطن وستسير الأمور كما تمنى الشعب .
حدث ما حدث وإذ بجماعة اللا إخوان واللامسلمين هم من وصلوا إلى إدارة شئون الوطن مصر وضاع من قدم الشعب الطريق . لم تعرف مصر إلى أين اللاإخوان ذاهبون بمصر والشعب المصري وكانت المأساة .
د. مرسي لم يكن الشخصية التي تمثل مصر . ولم يكن اللاإخوان حقيقة يهتمون بمصر ولا بالشعب المصري كل إهتمامهم إنتهاز فرصة وجود أوباما في الرئاسة الأمريكية والذي أعطاهم الضوء الأخضر لإحتكار والسيطرة على كل مؤسسات مصر وأهمها القضاء والشرطة والجيش وتفكيكهم والقضاء عليهم .
أغمضوا عيونهم عن الشعب المصري والوطن مصر ، وضحكوا على عقول البعض بتولي بعضا من إدارة شئون البلاد لحسابهم والبعض الأخر لتنفيذ مخططهم الرامي إلى إزلال الشعب المصري إرضاء لأميركا وإسرائيل العدو التقليدي للجماعات الإسلامية الكفارية وغيرها . ولا ننسى فريق أخر أستخدمه للإرهاب والتخويف .
دفعت لهم أميركا المليارات لتستخدمهم زراع لها في الشرق الأوسط الذي حان الوقت " كما ظنت الإدارة الأمريكية " من تغير خارطة الطريق وإضعاف شعوب وجيوش المنطقة وإثارة الفتن الطائفية . وهذا ما حدث ويحدث إن كان في سوريا أو مصر أو الأن جنوب السودان واليمن ..إلخ.
مصر الكنانة ينطبق عليها قول الكتاب المقدس " أدبا يؤدبني الرب وإلى الموت لا يسلمني " . وهذا ما حدث أدبنا الرب ولكنه لم يسمح بموت كنانته فحدثت ثورة 30 يونيو 2013 التي مدت جسور ثورة 25 يناير 2011 وعاد الشعب إلى ملحمته بتلاحمه الأسطوري بخروج الملايين من شعب مصر يطالب برحيل من ظنوا أن أوباما واحد منهم وسيحميهم ولن يجرؤ إنسان على المساس بهم .
بحثنا عن " الدكر" طوال فترة حكمهم التي لم تستمر لأكثر من عام واحد يتيم الذي ينقذ مصر ويأخذها إلى الطريق الصحيح .
فجأة رأينا " الدكر " الذي واجه الطغاة بكل حزم وقوة و.. أدب وإحترام وتمت الأطاحة بالرئيس والقبض عليه وإيداعه السجون ومعه شلة الأنس التي ظنت أنها سادة وظهرها محمي بقطر وتركيا وأوباما ودول الغرب التابعة . مع الأسف لقد نسوا مصر والشعب المصري الذي يصبر على جار السوء لكنه لا يتركه يسود طويلا . وياريتهم بعد تجربتهم مع الشعب المصري أن يتوبوا ويتعلموا الدرس أن لا أوباما الذي يواجه صعابا من الشعب الأميركي في الأستمرار حتى الأنتخابات القادمة . أو أردوغان الذي يواجه مصيرا غامضا والذي دون شك ستكون نهايته في سجون تركيا كما حدث مع د.مرسي وصحبه .
الوضع السياسي في مصر ليس بالصالح لإختيار أيً من الذين سبق لهم بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية دون ذكر أسماء . ولا يتصدر القائمة الأن غير الفريق أحمد شفيق والفريق أول عبدالفتاح السيسي . قد يسأل ساءل لماذا وضعت الفريق أحمد شفيق على قائمة من لهم حق الترشح بينما تغاضيت عن كل الذين تم لهم الترشح ؟ أقول أن الحقيقة المرة أن الفائز عن طريق صندوق الأقتراع برئاسة الجمهورية كان الفريق أحمد شفيق وليس د. محمد مرسي العياط واسألوا المستشار بجاتي الذي كرمه الرئيس المعزول بتعينه وزيرا في حكومته . كون أن د. مرسي قد وصل إلى الحكم وأستمر فيه لمدة عام لا يعني أنه كان صاحب حق في ذلك . لكنه كان تعديا على إرادة الشعب المصري والقانون .
أقول لكم هنا في أستراليا وفي إنتخابات الرئاسة الفدرالية المرة القبل الحالية عندما كان حزب العمال برئاسة السيدة جوليا جيرالد ، وكان حزب الأحرار برئاسة السيد طوني آبوت أن جاءت نتيجة الأنتخابات 50/50 وتم تعليق النتيجة لحين إنضمام أحد النواب المستقلين إلى أي من الحزبين لتعلن نتيجة الأنتخابات للحزب الفائز . صوت واحد فقط سيغير بوصلة الحزب الذي سيحكم أستراليا . بعد فترة على ما أتذكر 3 أشهر إنضم أحد النواب المستقلين إلى حزب العمال فتم إعلان نتيجة الأنتخابات بفوز العمال الذي ترأسه جوليا جيرالد . صوت واحد كان الكفيل بتغير دفة الأنتخابات المعلقة . فما بالنا أن الفريق أحمد شفيق كان التزوير لصالح الأخوان كما يقولون " على عينك يا فاجر " ، بينما هو كان متقدما لن أقول بصوت واحد لكن بعدة آلاف على منافسه د. محمد مرسي العياط .
لهذا أرى أنه إن لم يترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي للرئاسة ، يصبح الوحيد الذي له حق الرئاسة هو الفريق أحمد شفيق حتى يتم لمصر بالفعل السير على خطى العدل والحرية .
أما إذا بالفعل رشح الفريق أول عبدالفتاح السيسي نفسه كمدني لرئاسة الجمهورية سيختلف الوضع تماما ومن المؤكد والمعلن من الفريق أحمد شفيق وكل من رغب في الترشح من الأحزاب سينسحبون ولن يتقدم آيً منهم للترشح وسيختار الشعب المصري بالإجماع الفريق أول عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر المستقبل . ببساطة لأنه الرجل الذي أجمع عليه جميع أطياف الشعب لوعيه وحكمته ومعرفته بإحتياجات مصر والشعب المصري فهو إبن الجمالية أحد أحياء مصر الشعبية والذي يعطيه شرف ومعرفة ما يحتاجه المصريون .
لقد قالها بصوت عال ومرتفع إذا توليت إدارة شئونكم سأوقظكم من الساعة الخامسة من صباح كل يوم للمشاركة في العمل الشاق لكي نبني مصر من جديد .
لهذا أضم صوتي مع أصوات الملايين وأقول :
نعم .. السيسي رئيسي ...