الأقباط متحدون - استفتاء من الزمن الجميل
أخر تحديث ٢٠:٤٨ | الاثنين ٢٠ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ١٢ | العدد ٣٠٧٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

استفتاء من الزمن الجميل

ارشيفية
ارشيفية
بقلم مينا ملاك عازر
عزيزي القارئ، أسمح لي أن أحييك وأهنئك على مشاركتك في الاستفتاء وعلى انتصار نعم، وعلى انتصارك وعلى تمريرك للدستور الذي اجتهد فيه أُناس كثيرين تناقشوا وتحاجووا وتفاوضوا وتفاهموا وتوافقوا توافقاً جاداً، وليس توافقاً هزلياً إخوانياً، توافقاً ناجم عن نقاش وليس صفقات من تحت الترابيزة تحاك وتبرم في ليل غطيس لمصلحة جماعة إرهابية فاشية، وليس لمصلحة وطن ينتمي له الجميع.
 
يأتي انتصار نعم هذه المرة غير كل مرة، فازت فيها صحيح نعم التي اعتادت على الانتصار على لا في كل استفتاءات مصر منذ بدء العصر الجمهورى غير أن نعم هذه المرة لها نكهة أخرى، إذ نعم نزيهة شفافة بلا مساعدات خارجية، بلا معونات حكومية، ولا مساندات من الدولة، لذا هي نعم شعبية نعم مقتنعة واعية بما جرى، محبة للبلد وبالتالي نعم المنتصرة في هذا الاستفتاء نعم مصرية شعبية بلا أي نكهة رسمية، لم تعبث بها يد لم تمسها يد غير اليد التي وضعتها في صندوقها، وحتى لا هذه المرة لا راضية تعرف حجمها، حاولت واجتهدت لكن إرهاب الجماعة الداعمة لها شوهها وأقلقنا، لم تعترض لا على نعم المصريين ككل مرة استفتي بها المصريين خاصةً في المرتين الأخيرتين لأنها تعرف أنها لا تجيد الصراع النزيه في الصندوق، وإنما فقط استخدام الدين وإن فشلت فعليها بالسلاح وذلك خارج الصندوق.
 
نعم المصرية المنتصرة، نعم تفوقت على نفسها بحب شعبي جارف لها، لم تقسم المصوتين بل كشفت عن اكتساح في الحضور، اللهم إلا بعض الاستثناءات مثل إحجام شمال سيناء وتراجع نعم في جنوب سيناء على عكس المفترض حيث المشتغلين بالسياحة والمتكسبين منها، الواعين أن لا لن تؤتي إلا بإرهابيين دمويين، يعودون ليظهروا على الساحة، لم يبق إلا أن تُفعل الدولة عقوبة المحجم  عن المشاركة، فجُل من فعلوها إخواناً، وهاهي الفرصة لمعاقبتهم بالقانون، وأخذ أموال منهم تنفع الدولة في مشاريعها، ولتعليم من ليسوا إخواناً، ولم يشتركوا في الاستفتاء، ألا يعودوا ويفعلوها لعل نستفيد بصوتهم المرات القادمة، ولا نحتاج أصوات قليلة لولا غيبها ذات يوماً لما وصل الإرهابي والمتهم بالجاسوسية والخيانة العظمى لسدة الحكم.
 
وأخيراً كان هذا الاستفتاء استفتاءاً من الزمن الجميل، حيث تآلف القلوب وتآخي الشعب، وتلاحم المواطنين، وانفتاح الصدور للآخر دون عصبية ولا نرفزة، الكل يفسح الطريق للآخر ليدل بصوته، المعاق يقدمه غير المعاق ليصوت، والمريض يفضله الأصحاء على أنفسهم ويتنازلوا له على دورهم، المسن يخطو من فوق فراش المرض فيلون الاستفتاء ألوان الزمن الجميل.
المختصر المفيد لم يبق إلا خطوتين وتصل البلد لبداية طريق النصر.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter