الأقباط متحدون - احتدام الجدل حول دور الكنيسة في حل أزمة المياه
أخر تحديث ٠١:٠٤ | الأحد ١٩ يناير ٢٠١٤ | طوبة١٧٣٠ ش ١١ | العدد ٣٠٧٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

احتدام الجدل حول دور الكنيسة في حل أزمة المياه


  "نور الدين" :هناك تخوين بين الكنيستين الأثيوبية والمصرية و "صفوت سمعان" : لا يجب أن تتصدر الكنيسة المصرية ذلك الملف الشائك 

جرجس بشرى
في الوقت الذي تتخذ فيه الحروب والصراعات بين الدول إشكال عدة ، بدأ على السطح حربا جديدة في العلاقات الدولية وهي الحرب على المياه ، ويقول خبراء استراتيجيين متخصصين في العلاقات الدولية أن الحرب على المياه ستكون احد أهم واخطر الحروب التي تشهدها الدول ، وتعتبر الصراع على المياه هو احد اخطر الصراعات خاصة بين دول حوض النيل ومنها مصر ، خاصة بعد اعتزام إثيوبيا بناء سد النهضة الذي سيؤثر سلبا على حصة مصر في المياه ، وربما يؤدي إلى صراع خطير في المنطقة إذا لم تكن هناك إرادة سياسية واعية وجادة ووطنية لدى مصر لحل الأزمة.
 
 
 ويرى محللون أن بعد تراخي الحكومات المصرية المتعاقبة عن القيام بدورها في حل الأزمة وغيابها عن أفريقيا ودول حوض النيل في الوقت الذي تقوي فيه إسرائيل ودول أخرى من تواجدها وتأثيرها أنه يجب أن يكون للكنيسة المصرية الأرثوذكسية دورًا في حل الأزمة وذلك بسبب العلاقات التاريخية القوية بين الكنيستين ، والسؤال هنا :هل يمكن أن تقوم الكنيسة المصرية الأرثوذكسية بدور في حل هذه الأزمة وكيف ؟ وهل يجب أن تقترب الكنيسة من هذا الملف الشائك ؟
 
 بداية أكد حمدين صباحي المرشح السابق لرئاسة مصر في حوار سابق لـ"الأقباط متحدون" أن الكنيسة المصرية يجب ان يكون لها تأثير قوي خاصة في أثيوبيا ، معتبرا ذلك التدخل او الوجود أو الدور بمثابة نوعا من القوة الناعمة في حل المشكلات 
 
 كما أكد د.نادر نور الدين "الخبير المائي واستاذ الموارد المائية والري بجامعة القاهرة " أن هناك مشكلة تحول دون تدخل الكنيسة في حل الازمة وهي  أنه عندما طلبت مصر من الكنيسة المصرية الأرثوذكسية أن تحاول التواصل مع الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، وكان هناك زيارة مرتقبة لمصر من الكنيسة الأرثوذكسية قام رئيس الوزراء الإثيوبي بإلغاء الزيارة ، وإعلان أن الكنيسة الإثيوبية بها إناس وطنيون ومخلصون لإثيوبيا ولن يكون ولائهم لمصر،  ولا لكنيستها ، وهو ما يعني  أن الموضوع تحول إلى تخوين ومؤامرات وليس إلى وساطة. 
وقال نور الدين في تصريحات خاصة لـــ"الأقباط متحدون" انه يجب ألا ننسى  أيضا أن الرئيس الإثيوبي" مانجستوهيلاماريام "الذي قام بانقلاب شيوعي ،واستولى على الحكم في إثيوبيا قام بفصل تبعية الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية عن الكنيسة المصرية،  وأصبحت الآن كنيسة مستقلة ،  لا يعين رؤسائها من مصر. 
 
 فيما رأى الناشط الحقوقي صفوت سمعان "مدير مركز وطن بلا حدود لحقوق الإنسان وشئون اللاجئين " انه الكنيسة المصرية  الأرثوذكسية لا يجب أن تتصدر الكنيسة المصرية ذلك الملف الشائك فليس اثيوبيا هيلاسلاسى هى أثيوبيا اليوم،  ولا الشعب البسيط هو نفس شعب اليوم ، فلا إثيوبيا أمس هي إثيوبيا اليوم  ولا مصر اليوم هى مصر زمان "على حد قوله".
 
 وأكد سمعان في تصريحات خاصة لـ"الأقباط متحدون" ان الشعب الإثيوبي لديه حلم كبير ببناء السد مثلما كان حلمنا ببناء السد العالى ، موضحا أن وجود الكنيسة في هذا الملف سيكون بمجرد  دور داعم للملف بعلاقاتها مع كنيسة أثيوبيا وليس متصدر أساسي،  فلو فشل الملف سوف تتحمل اللوم الكنيسة،  وسيرجع المتشددين ذلك بأن الكنيسة هى السبب الرئيسي للفشل وهو ما يدفع بمزيد للتحريض على الأقباط.
 
  وأكد سمعان أن الملف المائي بيم مصر ودول حوض النيل وإثيوبيا تحديدا اهو ملف دولة كبيرة ذات أجهزة سيادية ودبلوماسية كبيرة، ويجب أن لا نضع أيدينا في عش الدبابير، ونصرخ بعد ذلك 
 
ويبدو أن دخول الكنيسة في صياغة الدستور أعطى الحلم لبعض الأنباوات أن يتصدروا المشهد السياسي،  بدلا من دورهم الديني الأساسي وهو ما يجر علينا المتاعب باعتبارنا قطيع يستمع لما يقولونه رجال الدين فقط، وليس كمواطنين مصريين فاعلين.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter