الأقباط متحدون | يخشون عدلي أبادير.. حيًا ومنتقلاً
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٢٧ | الاثنين ١ فبراير ٢٠١٠ | ٢٤ طوبة ١٧٢٦ ش | العدد ١٩٢٠ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

يخشون عدلي أبادير.. حيًا ومنتقلاً

الاثنين ١ فبراير ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : د.ميشيل فهمي
في سِيَاق صدور تقرير الحقوق المدنية الصادر من منظمة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية الثلاثاء 26 يناير 2010، بعنوان (نجع حمادي: شهود على الفتنة)..

أهدي هذه الكلمات إلى روح الراحل الباقي المهندس عدلي أبادير، الذي تولى ريادة مجموعة من التقدميين التنويريين الليبراليين المهتمين بالقضية القبطية، مما أدى بالتالي إلى وجود وظهور ما يُعرف بالكفاح القبطي.. وذلك بِحُكم طبيعته الجسورة وروحه الشجاعة وشخصيته الكاريزمية بالطبيعة... والمتفردة لقول الحق والتعرض للحقيقة، وبِحِسِه النضالي... انتبه مُبَكِرًا إلى أهمية الكلمة التي تُعَبِرْ عن ((الفكر الحر))، وضرورتها على مدى الأيام لمكافحة الاضطهاد والقمع، والتصدي للظلم وكشف الظالمين والدفاع عن الحق الكامل لنيل الحقوق في إطار أداء الواجبات... فأقام المؤتمرات الواحد يلي الآخر مُستدعيًا ومستضيفًا كِبار المفكرين والباحثين بالعالم العربي، وأسس المؤسسات والمنظمات مثل مؤسسة الأقباط لحقوق الإنسان، ومنظمة الأقباط متحدون والتي انبثق منها الصحيفة الإليكترونية (الأقباط متحدون) والتي أصبحت وصارت منارًا مضيئًا هاديًا ومُرشِدًا لكل من يعمل بمجال الحقوق المدنية على المستويين القومي المصري والقومي القبطي، لتبنيها الرأي الحُر ونشر كلمات الحق الكاشفة للظُلم والظلام وللظالمين بعد أن أصبحت لِسَان حال المظلومين، وتصدت بالنقد الموضوعي البِنِّاء سواء لمؤسسات الدولة أو للمؤسسات المدنية أو المؤسسات الدينية على السواء، لا تخشَ في ذلك لومة لائم أو هجوم غوغائي من هنا وهناك، لأنها سارت على النهج والدرب الذي وضعهما لها مؤسسها وراعيها عِملاق الرأي الحُر عدلي أبادير الذي أقلق وأجض مضجع الظالمين حيًا ومنتقلاً...

ففي حياته، وباستمراره كشف الاضطهاد والتمييز الديني بمصر المحروسة (بالإخوان)، وعن طريق رسائله النارية وقذائفه الكلامية الموجهة من قاعدة الرأي الحُر ((الأقباط متحدون)) لتعرية الوهابية بمملكتها السعودية، والتحذير المُبكر لمصر من تدخلاتها، قام في 6 و7 ديسمبر 2008 قراصنة الإنترنت من الـHackers التابعين للحكومة السعودية بكل الغِلّ والحِقد بمهاجمة موقع "الأقباط متحدون" لمؤسسة عدلي أبادير وتدميرهم له في محاولة لإسكات صوت يقلقهم كثيرًا ويكشفهم أكثر، لكن مِسعاهم الشيطاني نجح لِساعات معدودة فقط بفضل مهارة وجهود الفنيين التابعين للموقع والمؤمنون بالرجل ورسالته، فقد استمر التوقف لساعات قليلة ثم نحجوا لإعادة الصوت الحر للوجود هادرًا على ساحة الحق والحقيقة، وإن دل هذا على شيء فإنما يدُل على كل النجاح للموقع ولصاحبه ومؤسسه ولكل العاملين به، ووصوله لتحقيق أهدافه الفكرية التنويرية، وأن مقالات الحقيقة الكاشفة لخفافيش الظلام من كتيبة كتّاب القلم الحُر قد أطارت النوم من أجفانهم، وأن الأفكار والاستراتيجيات الفكرية والعقائدية التي ينشرها الموقع قد أقلقت مضاجعهم، وأن كلمات الحق النارية والنورانية قد طاش بها صوابهم، وأن عدم قدرتهم على المنطقي من الردود ألجأهم إلى إعلان إفلاسهم الفكري فلم يجدوا إلا وسيلتهم الشرعية في التدمير والخراب والاختراق التهديمي لمنبر حر من منابر الرأي، الذي كشف الكثير من المسكوت عنه والمُحَاول ستره وإخفاؤه.

كان هذا في حياة الراحل الباقي عدلي أيادير.. وبعد انتقاله للسماء، تاركًا منارته الفكرية هذه لمتابعة رسالته، تم تطبيق أسلوب المنع والقمع مع الموقع من جانب الأمن المصري، حيث أشارت (منظمة المبادرة) في تقريرها السابق الإشارة إليه بصدر المقال، إلى تقييد حرية استخدام الإنترنت، باتخاذ قوات الأمن إجراءات لرصد مستخدمي الإنترنت، ربما تكون قد استخدمت فيما بعد إلي اعتقالهم كجزء من حملات الاعتقال العشوائية. فقد ذكر أحد أصحاب مقاهي الإنترنت في المدينة لبعثة (منظمة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية) أن الأمن وجه تعليمات له ولغيره من أصحاب مراكز الانترنت بتسجيل أسماء وأرقام بطاقات مستخدمي الانترنت في ورقة تتسلمها الشرطة في دورياتها المسائية كل يوم، وكذلك منع الدخول على موقع (الأقباط متحدون).

فكان هذا هو الوسام الثاني الكبير على صدر هذا الموقع الرائع والكاشف الهادر لِضَلالِهم وغِيِهم.. حيث أنه عقب أحداث الحادثة الكاراثة بنجع حمادي تصدي الموقع بالروح النضالية للمهندس عدلي أبادير وشن حملة حملاء وشعواء على ما فاض به الكيل من صبر وسكوت وخنوع، وقامت كتيبة محرري وكُتاب الموقع من الداخل والخارج بشن حملات لكشف وفضح زيف المجتمع المصري بحكومته ومؤسساته الرئاسية والوزارية والحِزبية في المُعَالجة الرَخوة لهذه الكارثة، وردة الفِعلْ الزائفة والمزيفة لتلبيس هذه الكارثة الطائفية رداء الجريمة الجنائية فجانبها الصواب، وكشف الموقع بإدارته ومحررية وكاتباته وكتابه ومعلقاته ومعلقيه غباء هذه المعالجة وسذاجة فكرة التوصيف للكارثة والتخلف العقلي لمن أوردوا أن سبب الجريمة دفاع عن الشرف الإسلامي أمام الإعتداء القبطي على هذا الشرف. والأغبي أن فِكرة من قاموا بالدفاع عن الشرف الإسلامي هم مجموعة من البلطجية، المارقون والخارجون عن القانون.. وكأن لا يوجد رجال محترمون بعروقهم دم أحمر للدفاع عن هذا الشرف المُراق إلا هؤلاء المجرمون.

وقد أدى هذا الكشف من جانب الموقع إلى جنون الجهات الأمنية، مما أدى إلى منعها الشباب من الدخول للموقع، فكان هذا الوسام للموقع وأضيف إلى صدر مؤسسه أيضًا.

إن قادة الفكر الإسلامي الكَارِهة لكل مبادئ الحق والخير والجمال والتي تدير الصراعات الطائفية بين شرائح المجتمع المصري خاصة والعالم المسيحي عامة، لم يكتفوا باستخدام لغة السلاح بتمويل عمليات واستخدامات أسلحة الدمار من متفجرات وذبح ونحر لكل مَن يقع تحت أيديهم من أبرياء وتدمير وحرق ممتلكات مَن يختلفون عن عقيدتهم وحرق وتدمير كنائسهم، وخير مثال لذلك ما يتداوله الآن القضاء المصري مما عرف بقضية (تشكيل حزب الله) و(خلية الزيتون) وأفكار واتجاهات الغول، وإنما طورت وسائلها أخيرًا وجندت قراصنة الإنترنت (الهاكرز) لتشعل حربًا جديدة من ((الإرهاب الفكري)) واشترك الأمن المصري في هذا الإرهاب الفكري بمنع الدخول على مواقع الانترنت الحرة، وإن كان هذا المنع محدود بمقاهي الانترنت، فماذا سيفعل الأمن بالإنترنت الموجودة بالمؤسسات والشركات والمنازل؟؟؟

القضية أكبر من تناولها في عِدة سطور، لكن لن يهدأ لنا بال إلا إذا عرفنا وأُعلن عن الدافع الحقيقي لهذه الحادثة الكارثة، حيث أن رجال الصعيد لا يوكلون مجرمين عنهم للأخذ بشرفهم المُراق -إذا كان قد أريق فعلاً-، وإن لم يكن هذا ضمن تخطيط رهيب وراءه تنظيمات إسلامية أرهب.

فقولوا لنا الحق والحقيقة




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :