السبت ١٨ يناير ٢٠١٤ -
٥٨:
١٢ م +02:00 EET
صوره أرشيفيه
عرض / سامية عياد
"أيها البكر من الآب غير المرئى بلاهوته قبل الدهور، والبكر من القديسة العذراء فى آخر الزمان بغير زواج ، والبكر فى القيامة من الأموات حتى خلص بيعته وأقامنا معه وجعلنا شركاء فى الجلوس معه فى السموات . نسألك يا الله مخلصنا اسمعنا وارحمنا". ، يحدثنا نيافة الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ ودمياط والبرارى عن كلمة بكر التى قيلت عن السيد المسيح ، كلمة بكر فى اللغة اليونانية هى ( بروتوطوكوس) التى تعنى السابق فى الولادة، وقد قيلت عن ولادة السيد المسيح من الآب السماوى قبل كل الدهور" خرجت من عند الآب وقد أتيت الى العالم" ، ونحن لا نقول "بكر كل الخليقة" بل "المولود قبل كل الخليقة" لكى لا يحسب كأنه واحد من الخليقة ، المسيح هو الابن البكر و الوحيد.
السيد المسيح هو بكر فى كل شىء: بكر فى ولادته من الآب بحسب لاهوته ، بكر فى ولادته من العذراء فى ملء الزمان بحسب ناسوته وهو ابنها الوحيد، وهو البكر من الأموات بجسد القيامة الممجد وسيظل هو الوحيد الى مجيئه الثانى ، بكر فى صعوده الى السموات وجلوسه عن يمين العظمة فى الأعالى، ولن ينال أحد هذه الكرامة لا من الملائكة ولا من البشر فى مسألة الجلوس عن يمين الآب مباشرة ، كما أنه دفن فى قبر بكر لم يوضع فيه أحد لا قبله أو بعده .
وقد يتساءل البعض لماذا تردد فى الإنجيل أن للسيد المسيح إخوة ، كما ورد فى رسالة رومية " ليكون هو بكرا بين إخوة كثيرين"، أو قول السيد المسيح لمريم المجدلية عن الرسل الأحد عشر "اذهبى الى إخوتى وقولى لهم." ، بالطبع ليس للسيد المسيح إخوة لأنه الابن البكر والوحيد المولود من الآب بالطبيعة ونفس الجوهر ، أما بنوة المؤمنين لله هى بالنعمة والتبنى بإرادة الآب، وكلمة إخواتى تشير الى أن الذين آمنوا به أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله ، وصار للسيد المسيح إخوة بالانتساب وليست بالطبيعة ولا لاهوته ولا بحسب ناسوته لأن العذراء هى دائمة البتولية، وحينما قال السيد المسيح للعذراء وهو على الصليب عن يوحنا الرسول "يا امرأة هوذا ابنك" لا يقصد الابن الجسدى وإنما صار ابن العذراء بالانتساب ولو كان لها أبناء حسب الجسد فماذا كانت الحاجة أن يقول ليوحنا "هوذا أمك" ، السيد المسيح بكر فى كل شىء وهو الابن الوحيد الجنس .