السبت ١٨ يناير ٢٠١٤ -
١٧:
٠٧ ص +02:00 EET
د. رأفت فهيم جندى
بالرغم من عدم مشاركتى فى الاستفتاء على هذا الدستور، ولكن تصلنى النغمات التى شدى بها الشعب المصرى فى كل مكان بمعدلات الـ 90 %، "نعم يا حبيبى نعم"
كنا ونحن صغار نشتاق للملابس الجاهزة ولم نكن نقدر اهمية الملابس المحاكة لك شخصيا "التفصيل" حتى ذهبنا للمجتمعات الغربية وادركنا ان اى شئ مصنوع باليد (هاند ميد) افضل واثمن كثيرا من شغل المصانع، وما يميز عربة الـ "رولز رويس" ان بها اجزاء مصنوعة باليد، وعلى نفس المنوال لقد شجب الشعب المصرى فى الماضى نتائج الـ 90% فى الاستفتاءات وكان الشعب المصرى يتوق لنتائج انتخابات المجتمع الغربى الـ 60 او 70 % فى الانتخابات و الأستفتاءات، ولكن المصريون الآن يتوقون لنتائج الـ 90 % مرة آخرى فى استفتاء الدستور الذى سيصير آخر مسمار فى نعش شرعية الاخوان المجرمين، لكى يتوارى فى التراب فترة مقبضة من التاريخ المصرى، وبالتأكيد لسنا هنا نتكلم عن انتخابات مزورة لمجلس الشعب وخلافه.
الرئيس عدلى منصور حل مشكلة التصويت بالنسبة للوافدين فى مصر وصوت كل منهم فى مكان اقامته وليس فى مكان استخراج بطاقة الرقم القومى ولكن الخارجية المصرية ضحت او فشلت فى حل مشكلة تصويت المصريين فى البلاد المترامية الاطراف مثل كندا وامريكا واستراليا، ولقد آن الآوان لنا فى كندا لكى نطالب بقنصلية مصرية فى مدينة تورونتو او مسيساجا او ما يجاورهما، بالتأكيد المصريون فى جنوب اونتاريو لا تنقصهم الوطنية للسفر 6 او 7 ساعات للادلاء باصواتهم فى اوتاوا وكثيرا ما ارتحلوا لمسافات اطول مثل واشنطون ونيويورك وغيرهما لكن العوامل الجوية والظروف الخاصة للبعض منا قد تعوق هذه الرغبة الوطنية فى بعض الأحيان.
عدم مشاركة الكثير منا فى كندا فى هذا الاستفتاء اصابنا بالحزن ولقد قال لى احدهم ان خاله اتصل به من مصر وخيم عليه الاسى عندما علم ان ابن اخته لم يذهب من مسيساجا لاوتاوا ليدلى بصوته بالرغم من معرفه هذا الخال لظروف ابن اخته الصحية، ولكن هذ الخال لا يدرى ايضا كم كانت العواصف الثلجية التى سبقت ايام الاستفتاء.
نعم اننى حزين لاننى وغيرى تخلفنا عن نداء مصر الذى لبيناه فى كل الاوقات وما زلنا ولكننى الوم ايضا الخارجية المصرية فى كندا وامريكا واستراليا، وهذا الضيق ايضا لن يثنينى ان اتغنى مع المصريين القائلين للدستور "نعم يا حبيبى نعم".