الأقباط متحدون - احضني فجرِك من جديـد يا مصر
أخر تحديث ٠٢:٢٦ | السبت ١٨ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ١٠ | العدد ٣٠٧٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

احضني فجرِك من جديـد يا مصر

بقلم مهندس عزمي إبراهيم
بِـدء بشايـر فَجـر جـديــد.
بِـدء بشايـر عهـد سعيــد.
بِـدء بشايـر خيـر وافـراح.
كابـوس عـلى مصـر، يا أبنـاء مصـر، يا أبطــال مصـر، يا أهــرام مصـر... راح وانـزاح.
 
خطوة خطوة إلى الأمام يا مصـر. أولادك جميعاً من كل شقٍ وصوبٍ ونجعٍ. من نساء ورجال وشباب وكهول، مثقفين وأميين، علماء وعمال وفنانين ومهنين وفلاحين، "بنات ذوات" و"بنات بلد" وعاملات وربات بيوت... خرجوا وخرجن معاً كتفاً بكتفٍ وقدماً بقدمٍ بأعدادٍ لم يسبق لها مثيل. خرجوا وخرجن في احتفالات وكرنفالات فرحين راقصين منشدين "تسلم الأيادي" مستبشرين بالغـد. خرجوا وخرجن ليقولوا، بل قالوا "نعـم نعـم" لدستورك المأمول. بل هي "نعـم نعـم" لك أنتِ ولمستقبلكِ ومستقبلهم يا مصر. فحتى "البورصة المصرية" في تلك الأيام انتفضت صاعدة إلى درجة لم تصلها منذ عام 2010.
 
احضني فجـرك الجميل يا مصـر. واكتبي التاريخ من جديد يا مصـر. اكتبيه بفخر يا ابنة النيل الكريم، يا عروس الشرق وسيدته، ويا درَّة البحر الأبيض المتوسط، ويا زهرة الدنيا جميعاً. اكتبيه بنفسٍ واثقة ويدٍ ثابتة بحروفٍ من نورٍ وقلمٍ فخـور، يُعلِن للعالم عظمة وقوة إرادة أولادك المصريين الأوفياء الأحرار، وانتفاضتهم للقانون العادل، وللحق والحرية والمساواة والكرامة مهما جثم على أنفاسهم طغاة إرهابيون مخربون انفصاليون متطرفون.
 
اكتبي التاريخ من جديد يامصر فقد تعود العالم منك أن تكتبيه منذ فجر وجوده. فقد كتبتِ أول صفحاته عندما كانت كل الأمم، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، أطفالا تحبو في ظلام الجهالة. وسطرتِهِ أمجاداً روائعاً قبل أن تعرف شعوب العالم كله كيف تفك الخط،. فأنت يا مصر، وأنتِ وحدِكِ مَن فتحت عيون العالم في عصر الظلام الحضاري على شعاعات المدنية وعلى النور والحياة والثقافة والحضارة والكرامة.
 
أنتِ من عَلَّمتِ العالم الفن والعلم، والطب والفلك، والابداع والانتاج، والعمارة والتجارة، والصناعة والزراعة، والدين والتقوى، والقانون والنظام والحكم، وفلسفة الحرب والسلام. وأنت من بذرتِ بذور النُبل والطيبة والبساطة والسخاء في التربة الخصبة، قلوب أبنائك. فأنبتِّ فيها الإيمان والوفاء للوطن قبل كل شيء وفوق كل شيئ. وأنت من دعوتِ الآلهة إلى معابدك ورحابك، واحترمتِ المُقدَّسات جميعاً فكنت بوتقة أديان. وأقمتِ الاحتفالات الروحية على شطوط نيلك العظيم وعلى مغاني واديكِ الخصيب.
 
يا شعب مصر من كل مهنةٍ، ومن كل جنسٍ، ومن كل لون، ومن كل دينٍ وطائفةٍ وفصيلٍ، أخاطبكم فرداً فردا. لقد ظنَّ جدودَكم الفراعنة العظام، بل اعتقدوا مؤمنين أنهم سيعيشون إلى الأبـد!!! وبذلوا جهودهم واستدعوا حكمتهم وعلومهم من أجل ذلك. وقد صَدقوا في ظنِّهم واعتقادهم وإيمانهم. فها هم اليوم بعد آلاف السنين، الوحيدون من قدماء شعوب العالم أجمع، ما زالوا أحياءًا بأثارهم وأمجادهم. وها هي أسمائهم وأعمالهم ملءَ عيون العالم وآذانه ومتاحفه ومحافله. فآثارهم معالم وعلوم قائمة من عمق الزمان المرئي والملموس حتى اليوم تحكي عنهم وعن تاريخهم المجيد.
 
ولا توجد أمة أخرى، شرقية أو غربية، على سطح البسيطة يمكنها أن تمتلك مثل هذا الفخر. إنما هي مصر العظيمة، مصر العريقة، مصر العتيقة، أم الدنيـا، منبع النور ومُبدِعة الحضارة، وبادئة الحضارات جميعاً. مصر الحرة لا يملكها غاصب أجنبي، عربي أو غربي. ولا يغتصبها متطرف ديني متخلف. فهي أكرم من أن يملكها غير أولادها المتنورين، أبناء الفراعنة العظام. وهي "الرائدة" أعظم من أن أن تكون "تابعة" كما يريدها المخبولون والخَوَنَة.
 
إن فجر مصر الجديد هو قَـدَمٌ وطنيٌّ يدوس كل أعدائها الماكرين المغرضين من الشرق والغرب. وشعاعاته لهب يحرق كل مكائدهم ومؤامراتهم. بئس كل من ضمَرَ شراً لمصر، أو حاول أن يجعلها ولاية أو إمارة أو تابعة بصورة ما، ثكلته أمه!!!
 
لا يوجد في العالم كله بلد يفتخر كما تفتخر مصر بأبنائها في ماضيها بالأمس البعيد وفي حاضرها ومستقبلهاٍ. فيا مصر الحبيبة، لكِ بحقٍ أن تفتخري بيقظة وانتفاضة أبنائك الأحرار وبجيشك العظيم وبرجال أمنك وقضائك وإعلامك، وبحملة "تمـرّد" العظيمة التي أيقظت النائمين وجمعت أطراف الشعب المصري الأصيل ليطرد خفافيش الظلام، ويقشع سحابات الجهالة وكابوس التخلف والتدين المفتعل المُتَّخذ الدين ستاراً للنصب والاغتصاب والاستغلال والاستيلاء والخديعة والوقيعة والخيانة والكذب والمكر والظلم والفساد والإفساد.
 
اكتبي التاريخ من جديد يا مصر، واحتضنى فجرك الجميل، واحتضني معه "كل من يؤمن أنه مصري" وليس كل من "يدَّعي أنه مصري وقلبه مع غيرك وولاؤه لغيرك وإيمانه بغيرك." من لا يفتخر بكِ يا مصر، وما فعله شعبكِ هذا الأسبوع، فليس لديه ما يفتخر به!!!!
 
يا مصر الأبية، لقد رفعتِ يدكِ الجريئة الذكية لتنقذي أرضكِ وشعبكِ وكرامتكِ من الغرق. وأمتدت لكِ يد الإنقاذ من جيشك العظيم تحت قيادة البطل الحر الفريق أول عبد الفتاح السيسي ورجاله البواسل الأحرار. فبنفس اليد الذكية.. اختاري رئيسك يا مصر.
 
اكتبي التاريخ من جديد يا مصر، فقد تعودتِ أن تكتبيه منذ فجر الوجود، وتعود العالم منكِ أن تكتبيه بعقل متفتح وفكر ثاقب متنور... فاكتبيه.
 
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter