الأقباط متحدون | الحزب المصري الليبرالي هو الحل للقضاء على ثقافة الاضطهاد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٠٣ | السبت ٣٠ يناير ٢٠١٠ | ٢٢ طوبة ١٧٢٦ ش | العدد ١٩١٨ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الحزب المصري الليبرالي هو الحل للقضاء على ثقافة الاضطهاد

السبت ٣٠ يناير ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: محمود الفرعوني
في ثورة 19 وقفت الأمة المصرية صفًا واحدًا لمقاومة المحتل البريطاني ولكن استطاع أجدادنا  التفرقة ما بين الغرب الاستعماري والغرب الحضاري يقاومون المحتل ويلحقون بالحضارة الغربية وخاصة الطبقة المتوسطة والعليا في الشعب المصري ففي عام 1930 يقول مصطفى عبد الرازق" أريد لمصر أن تقتبس أصول المدنية الغربية وتشربها شرباً لا أن تلبسها ثوباً معاراً حتى يكون وأدي النيل عنصراً من عناصر التقدم الإنساني" . وكانت الطبقة المتوسطة والعليا تؤمن بالحريات الفردية ولا تفرق ما بين المسيحي والمسلم أو غيرهم طالما أنهم مصريين.

انتشار التعليم وتزايد أعداد المتعلمين كانت كلمة السر في طريق التقدم والاقتباس من الغرب الحضاري وكانت في نفس الوقت كلمة السر في الطريق العكسي عندما تزايد أعداد المتعلمين زوي الأصول الريفية في صفوف الطبقة المتوسطة ففقدت المدينة السيطرة وتسلمت القرية زمام الأمور.

القرية تنظر إلى التقدم بخوف وتخشى الحريات الفردية والتمرغ في تراب الميري أصبح حلم الجميع. وقد تحقق الحلم وقامت ثورة 52 وحصل كل مصري على نصيبه من التراب. وفي عام 56 تخلصت ثورة العسكر من أعداد كبيرة من الأجانب المتمصرين بعد العدوان الثلاثي على مصر خاصة اليهود المصريين الذين تم طردهم رغم كونهم يحملون الجنسية المصرية كواحد من أكثر التصرفات السياسية غباءاً وقصر نظر. وفي هذا العام تأكد للجميع أن مصر الليبرالية انتهت إلى غير رجعة وأن الدور الذي يلعبه الأجانب في تقدم مصر قد صار محل شك كبير؛ خاصة بعد أن اشتعلت حرب الشعارات مثل شعار الشعب وأعداء الشعب؛ الحرية للشعب (الحرية هنا حسب المفهوم الريفي المعادي للحريات) وأعداء الحرية ؛ كانت هناك أرضية جديدة يتم عليها فرز الناس إلى معسكرين متناقضين؛ معسكر الشعب وله كل الحريات ( رغم أن هذا لم يحدث) ومعسكر أعداء الشعب ولا حرية لأعداء الشعب (اللي هما أي حد معارض).

كانت ما يمكن أن نسميه "ثقافة الاضطهاد" تأخذ طريقها إلى الظهور في حياة المصريين. أصابت ثقافة الاضطهاد في بدايتها بقايا الليبراليين من الأحزاب القديمة حتى قضت عليهم وعزلتهم وبالتالي تخلت الطبقة المتوسطة عن جميع الأفكار الليبرالية التي تتميز بها هذه الطبقة وصار عمودها الفقري يتكون من أعداد متزايدة من البيروقراطية المصرية القادمة من الريف والتي تعلمت الجهل بعد أن أصبح التعليم الجامعي مجاناً.
كان على ثقافة الاضطهاد أن تبحث عن ضحايا جدد حتى تستمر في الوجود ولأنها قضت على كل الليبراليين في اليوم الأول من عام 59 في حملة الاعتقال الشهيرة في يوم رأس السنة؛ فلم يكن أمامها سوى الجزء " المختلف" دينياً من الشعب المصري.

ومن عجائب القدر أن الضحية ساعدت الجاني ووضعت السكين في يده؛ كانت الضحية هي الأقباط وكان السكين هي الانصراف عن العمل السياسي وترك الساحة خالية لأنصار الفرز الديني بعد أن قضى العسكر على كافة أشكال العمل السياسي.

ما الموقف اليوم؟
تناقصت أعداد البيروقراطية(الموظفين) في صفوف الطبقة المتوسطة في حين تزايدت أعداد أصحاب المشروعات الفردية(رجال الأعمال) وقد زادت في السنوات الأخيرة أعداد الأقباط الذين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة والعليا وبالتالي المطلوب منهم العمل السياسي وفق المعطيات الجديدة وأولها العودة إلى فكرة الأحزاب  واختيار الأحزاب التي تعبر عن مصالحهم خاصة الحزب المصري الليبرالي(تحت التأسيس) الذي أتشرف بالانتماء إليه وهو ذات جاذبية خاصة للأقباط وهو حزب علماني يعبر عن الاتجاه الليبرالي الثوري لمزجه الهوية المصرية بالعلمانية والليبرالية والاقتصاد الحر.

إن الجريمة التي اقترفها جمال عبد الناصر في حق الأمة المصرية حين قام بتجريم العمل السياسي إلا من خلال صبيانه ومريديه وتحويل الطبقة المتوسطة إلى مجموعة من الموظفين المعادين لكل الحريات وللغرب الحضاري؛ إن هذه الجريمة لن تنتهي أثارها سوى باستعادة الطبقة المتوسطة عافيتها واهتمامها بالعمل السياسي والحزبي وانتشال العمل الحزبي من براثن المتطفلين عليه من بقايا الاتحاد الاشتراكي.
إن الدور المطلوب من الأقباط لا يقتصر على انتشالهم مما هم فيه من اضطهاد وتمييز يمارس ضدهم ولكنه يتعالى على ذلك كثيراً ويمتد لانتشال الأمة المصرية مما هي فيه من خلال عودة الطبقة المتوسطة إلى العمل الحزبي حتى تعود مصر إلى وجهها الحقيقي لتكون واحة للديمقراطية وتقود منطقة الشرق الأوسط للحريات ومن ثم القضاء على الإرهاب في العالم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :