الأقباط متحدون - البايونير عدلى منصور
أخر تحديث ٠٣:٢٦ | الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٦ | العدد ٣٠٦٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

البايونير عدلى منصور

عدلى منصور
عدلى منصور

 الرائد، أو البايونير Pioneer، معجميًّا، هو الإنسانُ الذى يستكشف مناطقَ مجهولةً، لتغدو من بعده مأهولةً عامرة، أو هو الذى يغزو مجالاتٍ جديدةً فى الفكر أو البحث العلمى أو يُدشّن فلسفةً جديدة ينهجها من بعده سواه. وهو أيضًا الجندى الباسل الذى يُمهّد الميدان لكى ييسّر مرور القوات العسكرية من بعده.

 
وبهذا المعنى، فإن الرئيس المؤقت لجمهورية مصر، المستشار «عدلى منصور»، يُعدُّ «بايونير» أو رائدًا تنويريًّا، سيذكر له التاريخُ تدشينه طقسًا طيبًا سينثر الخيرَ بين ربوع بلادنا الطيبة. مهّد أرضًا جديدة لمن يَخلفُه من رؤساء، سيكون من شأنها تقويض الشقاق الوطنى الذى تعيشه مصرُ منذ السبعينيات، وعمّقته جماعةُ الإخوان الإرهابية حين وثبت على عرش بلادنا ذات غفلة من الزمن.
 
زيارةُ الرئيس للكاتدرائية لتهنئة أبناء مصر المسيحيين، متمثلين فى قداسة البابا تواضروس الثانى، بعيد الميلاد المجيد، هى بمثابة صفعة مدوّية على وجه العنصرية والتطرف و«السخافة» التى صدعّنا بها مقاولو الوهابية فى الآونة الأخيرة. «ميرى كريسماس» كفر. تمنّى الرحمة للمتوفى المسيحى حرام، وهلم جرّا من قنابل موقوتة شديدة الانفجار، زرعتها فى أرضنا كائناتٌ تكره الحياة وتحارب المحبة التى تسرى فى شرايين مصر منذ الأزل وحتى الأبد، بإذن الله.
 
تلك الزيارة، فى سابقة لم يفعلها رئيسٌ مصريٌّ منذ تشييد الكاتدرائية فى ستينيات القرن الماضى، هى خطوة شديدة الإيجابية والذكاء. لأنه بهذا يصنع لمصر نهجًا جديدًا يختصم الفُرقة والطائفية، ويقدم لمن يجىء بعده نموذجًا يُحتذى فى كيف يكون الرئيسُ رئيسًا للشعب كله وليس للأهل الخونة والعشيرة الإرهابية.
 
السادة: «ياسر برهامى» و«نادر بكار» و«سليم العوا» و«أبوإسلام» و«وجدى غنيم»، وسواهم ممن بذروا الشقاق بين المسلم والمسيحى، و«المرشد بديع» و«مرسى» و«محمود عزت» و«الظواهرى»، إضافة لكل فصائل الإرهابيين من إخوان وجهاديين وتكفيريين ونُصرة وقسّام وقاعدة وسواها من نباتات الهالوك التى تسلّقت على شجرة مصر الوارفة تنهش فى نُسغها وتفتت أوصالها–آن لهم أن يصمتوا لكى يتكلم لسان المحبة التى لا نعرف سواها.
 
كان قداسة البابا شنودة، رحمه الله، يمتصُّ غضبَ أبنائه كلما مسّهم ضُرٌّ من تطرفٍ وكادوا يصرخون حزنًا حين تُحرق لهم كنيسة أو تُقام لهم مذبحة طائفية، قائلًا: «نحن لا نعرفُ سوى الحب». اليومَ، أستعيرُ مقولته، وأقول للسادة العنصريين الفاشلين ولأضرابهم من زارعى الفتنة: «نحن، شعبَ مصرَ العظيم، لا نعرفُ سوى الحب. فإما تتعلمونه منّا وتنهجون نهجنا، أو تصمتون للأبد، أو إن شئتم ارحلوا إلى بلاد تشبهكم وتشبهونها. أما نحن فقد أشرق النورُ فى دروبنا وفى قلوبنا، ولن نسمح للظلام بأن يعبر سماءنا من جديد».
 
المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع