CET 10:23:58 - 29/01/2010

مقالات مختارة

بقلم: د‮. ‬أحمد تيمور

هي ‮ ‬مصر أمّ‮.‬
ولها من الأبناء قبطي ومسلم‮.‬
خرجا إلي الدنيا مع التاريخ من نفس الرحم
رضعا من النيل الاخوة عذبة‮.. ‬ورعتهما عين الهرم
لهما من الأرض المكان العبقري‮.. ‬عليه تحتفل الخصوبة بالنعم‮.‬
ومن السماء عناية الله الذي اختص الكنانة بالكرامة والكرم‮.. ‬هذا هو واقعنا المصري الفريد بين الأمم فنحن شعب واحد السمات وأتحدي ان يفرق اجنبي بين المسلم والمسيحي‮.. ‬فنحن كما قال احدهم ممن حاول رصد الفروق‮ - ‬وقد أعياه ذلك الأمر‮ - ‬انهم واحد وان كان بعضهم يذهب الي المسجد يوم الجمعة والآخر يذهب للكنيسة يوم الاحد‮.‬

اننا نحن‮ - ‬بحق‮ - ‬ذلك النسيج الواحد‮.. ‬ومن الخطأ الشائع تداول تلك العبارة السقيمة والقائلة بعنصري الأمة‮.. ‬فالعناصر قابلة للتنافر قبولها للالتئام‮.. ‬ونحن لحمة واحدة ابدا‮. ‬اقول هذا الكلام الذي هو تحصيل حاصل‮.. ‬والتوقيع تحت واقع‮.. ‬والامضاء بحروف الشعر الصادق علي ما هو ماضي وحاضر ومستقبل امة‮.. ‬أقول هذا الكلام البديهي لاننا احيانا مضطرون للتذكير بالبديهيات عند وجود ما يستدعي ذلك مثل اشباه تلك الحوادث الاستثنائية الجنائية كحادث نجع حمادي الذي آلمنا جميعا‮ - ‬المسلمين قبل المسيحيين‮ - ‬فالدم واحد والعرق واحد والجين واحد والمصير واحد‮.. ‬واسمحوا لي ان استطرد في قصيدتي التي بدأتها‮:‬
مصر التي في دفتر الايام من بدء الخليقة وهي متحدة‮.‬
غني لها من قبطها للمسلمين بها‮ - ‬علي مر السنين‮ - ‬الشعب سيمفونية الوحدة وأتي عليها المعتدون جحافلا في كل عصر‮.. ‬غير ان دماءنا ممزوجة كانت تدافع عن ابي ترابنا في ساعة الشدة‮.‬
هي مصر اجمل وردة في الكون‮.. ‬روتها دماء المسلمين القبط‮.. ‬والقبط المسيحيين‮.. ‬ما أغلي شذاها هذه الوردة‮.‬
هي مصر كف‮.. ‬في اصابعها اجتمعنا راحة في وقت راحتها ونصبح حين تطلب بأسنا في قوة القبضة‮.‬
في قلبها نحن اختبأنا كلنا متشابكي الاعطاف والاكتاف والاطراف‮.. ‬من ذاك الذي يسعي إلي فصل الدماء عن الدماء‮.. ‬ومن يحاول ان يقسم بيننا النبضة‮.‬
لو مر سيف بيننا لتحطم السيف الغبي‮.. ‬فإن شريانا يضم كراتنا الحمراء والبيضاء شريان من الفولاذ مصقول كما الفضة‮.‬
لو ان ثعبانا تسلل في اسرتنا يعض بنابه ساقا لنا‮..‬لهوت علي فكيه توا ساقنا الاخري‮.. ‬ومات بسمه المبثوث في العضة‮.‬
اقباط مصر ومسلموها ساعدان لها يردان العدو‮.. ‬ويرفعان لواءها الوطني فوق كتائب النهضة‮.‬

وهكذا سنظل دائما نسيجا من خيوط الصلب قادرا علي رد رماح الفتنة الي نحور رماتها الذين يوسوس لهم شيطان الفرقة وابليس التعصب الذميم باستدراج شعب من الطيبين الودعاء المتسامحين الي مستنقع لن نخوض في وحله الوخيم أبدا‮.. ‬ولنا في تلك العلاقة المتينة بين فضيلة الامام الاكبر وقداسة البابا الاسوة الحسنة التي تتبدي في مظاهر الود العميق والاحترام الوافر بينهما‮.. ‬فإن هذا الود وذلك الاحترام لهو عنوان الحقيقة الكامنة في امشج شعبنا‮.. ‬حقيقة لن تفت في عضدها ولن تنال منها بعض الحوادث العارضة التي تترجم عن قلة من الارواح المعطوبة في دوحة‮ ‬غناء عامرة الاغصان بالازهار اليانعة والاثمار التي هي بالهناء لاكليها والشفاء لهم من كل سوء يحيق بهم‮.. ‬أو شر يتربص بواديهم المبارك ان شاء الله دائما‮. ‬
ومرة اخري وليست اخيرة استأنف انشودتي للوحدة الوطنية كما بدأتها‮: ‬هي مصر أم‮. ‬ولها من الابناء قبطي ومسلم‮.‬
روح موحدة هما وصلات دم عصب تمدد مثل جذر في صميم ضميرها‮.. ‬وجه حوي سمت الجدود المنصرم‮.‬
عينان ابصرتا طريقا واحدا‮.. ‬قدم مشت فيه بجانبها قدم‮.‬
ويدان تحتضنان بعضهما بحالتي السعادة والالم‮.‬
كم عاشا معا الاحاسيس الكبيرة والصغيرة‮.. ‬كم‮.. ‬وكم
كم لمتا الجرح الذي في صدرنا حتي التأم‮.‬
كم ضمنا الوطن الحبيب الي الضلوع‮.. ‬ولفتا النيل المبارك بالعلم‮.‬
وكفرعي الدلتا تمددتا لتحمد ربنا‮.. ‬ان خص مصر برحمة من عنده ومحبة منذ القدم‮.‬
ومرة أخري وليست اخيرة ابدا نغني هي مصر أم‮ ‬المصريين جميعا‮.‬‮ ‬
نقلا عن اخبار اليوم
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع