بقلم: ناهد صبري
حذر خطاب الرئيس مبارك في الاحتفال بالعيد الثامن والخمسين ليوم الشرطة من الخطاب الديني ووصفه بالخطاب الدينى غير المستنير، حيث قال في خطابه "إننا نواجه أحداثًا وظواهر غريبة عن مجتمعنا يدفعها الجهل والتعصب ويغذيها غياب الخطاب الديني المستنير من رجال الأزهر والكنيسة".
وهنا لي كلمة.. فإن الخطاب الديني الصادر عن الكنيسة مهما علا صوته فإن الكنيسة ليس من تراثها القتل والحرق وإصدار الفتاوى الدينية التي تبيح دم الآخر المختلف في الدين.
الخطاب الديني في الكنيسة علّمنا أن نحب بعضنا بعضًا.
ونصلي لأجل كل الذين هم في منصب.
الخطاب الديني في الكنيسة علّمنا أن نحب الآخر.. نصلي لأجله وإذا رأيناه يفعل منكرًا ندعوه للتوبة والصلاح.
أذكر أنني تعلمت في الكنيسة المحبة والتجاوز عن إساءة الغير وأن مسامحه الآخر هو أحد شروط الحصول على المغفرة.
أيضًا تعلمت أن كل الغير مؤمنين بالديانات السماوية لا يعرفون أننا تلاميذ الرب إلا إذا كان لنا حب بعضنا نحو بعض.
القرآن أيضًا به عدد لا بأس به من الآيات التي تحض على التسامح والبر والإخاء، لكن به آيات أخرى تدعم ثقافة العنف، وقد انتقت الإتجاهات السياسية ما يدعم هذه الثقافة لأغراض خاصة بها.
فبعض الجماعات السياسية قد تبنت العنف منهج للتعبير واتخذت من العقيدة أداة لها لتحويل مجريات الأمور لصالحها، وانتقت من قلب الشريعة الإسلامية التي اتخذتها الدولة مصدرًا من مصادر التشريع بها، انتقت من قلب هذه الشريعة بعض الآيات والأحاديث التي تحض على استخدام القوة.
والمشكلة أن الدولة نفسها كثيرًا ما شجعت هذه المناهج كيما تؤيد تيارات بعينها وترهب تيارات أخرى ترجيحًا لمصالح خاصة، دون أن تضع في حسابها ما قد ينتج عن ذلك، فيظن العامة أن عليهم واجب ديني هو إباده الآخر وأن الآخر خطر على هويته ووجوده، وحين يصل الأمر إلى البحث عن الهوية تتوقف الوحدة الوطنية وتبدأ الوحدة الدينية، وفي هذا بداية العنف الطائفي والفتن.