الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
صوره تعبيريه
وقف الفريق أول السيسي في مسرح الجلاء أثناء الندوة الثقافية الثامنة التي أقامتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة بمناسبة المولد النبوي الشريف –كل سنة والكل طيب وبخير- وخطب في الحضور، وقال لهم خطاباً من القلب، ولما طالبوه بالترشح لسباق الرئاسة قال، إنه لن يفعل هذا إلا إذا الشعب فوضه والجيش أيده، هذا نص الخبر الذي طيرته وكالات الأنباء والصحف يوم السبت الماضي، وأظن أنه جرى النهر ماء كثير من يوم السبت وحتى لحظة النشر لهذا المقال الذي تقرأه عزيزي القارئ، ولكن رغم كل هذه المياه التي جرت في النهر إلا أنها لم تستطع محو تفويض الشعب للسيسي في السادس والعشرون من يوليو الماضي لمكافحة الإرهاب، وإجماع ملايين الشعب المصري عليه كمنقذ للأمة والبلاد، كما أن مسامع السيسي لا تخطئ أبداً كل الدعوات له بالترشح لسباق الرئاسة، وأظنه لا يصم أذنه ابداً عن صوت الجماهير الذي يهدر به- منذ مرسي- كمخلص للبلاد،س ولعله لا ينس موجة التوكيلات التي بدأت في عهد مرسي لتفويضه بحكم البلاد في عز وجود مرسي، وهذا أمر لا ينساه السيسي ولا ننساه نحن المشتغلون بالعمل الصحفي والسياسي، فيما يعني أن الشعب اختارك من قبل عزل المعزول.
إذن، فقد اخترناك وفوضناك من قبل عزل مرسي، وأيدناك، وإن عدنا لنص الخبر فنجد أنك حين قلت هذا وقف قادة الجيش محيين إياك، ويصفقون لك، فيما يعني أن الجيش هو الآخر يؤيدك، ما يعني أنك قد نلت التفويضين اللذان طالبت بهما، فلا حجة أمامك إلا أن تستقيل فور الانتهاء من الاستفتاء لتستعد لخوض غمار السباق، مثلك مثل أي مرشح، لكن تزيد عنهم بأنك في جيبك تفويض شعبي وعسكري واختيار سابق، وكلنا ثقة في أن رجالك وأصدقاءك وزملاءك الحاليين اللذين هم أبناء المؤسسة العسكرية في الأصل، وهي المؤسسة الشريفة والأعرق في البلاد قادرين على أن يستكملوا مشوارك في رفع معدلات القدرة القتالية للجنود، كما تطمح، وقادرين على أن يكونوا رمانة الميزان لأي خطر قد يداهمنا حتى لو حدث خلاف بيننا وبينك كرئيس للجمهورية متى فزت بإذن الله، فجيش مصر انحيازه دائماً وابداً لشعب مصر.
ويا أيها الشعب العظيم يا من أزلت رئيسين صنعا من أنفسهما آلهة، وبينهما مجلس عسكرياً أساء في قيادته للبلاد، لا تقلق من أي رئيس مهما كان، فكلهم أمامنا سواء، فقط يخلتفوا في الكفاءة، وسابقة التجربة وتحملهم الأمانة والثقة، هذا ما يفرق مرشح عن آخر.