الأقباط متحدون - السيسى وحساباته السياسية
أخر تحديث ٠٢:٥٦ | الاثنين ١٣ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٥ | العدد ٣٠٦٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

السيسى وحساباته السياسية

الفريق اول عبد الفتاح السيسي
الفريق اول عبد الفتاح السيسي

 بقلم منير بشاى

لا يخفى على أحد ان مصر تمر بظروف صعبة وانها  تحتاج  الى  قائد قوى يقودها الى  بر الامان.  من بين الشخصيات الظاهرة على الساحة  والقادرة على القيام بهذا الدور لا  يوجد  من هو اقدر من الفريق  اول عبد الفتاح السيسى الرجل الذى خلص مصر من قبضة  الاخوان. ولكن السيسى  يبدو مترددا، فهو لم يعلن قبوله للمنصب ولكنه فى نفس الوقت لم يرفضه تماما.  

ترى ما هى حسابات الرجل السياسية وما هى الظروف التى اذا  توافرت  سيقبل معها هذا المنصب؟.
بالنسبة لأى شخص آخر فى  مكان  الفريق  اول عبد الفتاح  السيسى  فان  الامور تبدو  واضحة لا تحتاج الى تفكير.  لقد وجد  الرجل  نفسه  فجأة حيث ابواب  الرئاسة مفتوحة  له على مصراعيها.  هو ليس محتاجا ان يدخل فى منافسة مع احد  ليجلس على عرش  مصر.  لأول مرة يسعى الشعب  لانسان  ان يرشح نفسه بل ويتوسل  له  لكى  يخطو هذه  الخطوة 
ومع هذا فإن الرجل ما  يزال  مترددا فى اتخاذ  قرار كان غيره يقفز عليه  دون تفكير.  جانب من الاسباب هو ان السيسى  يبدو عازفا عن المنصب.

 والسبب الآخر هو انه يريد ان يتأكد أولا من تفويض غير مسبوق للشعب له.  والسبب الثالث انه يريد ان  يتأكد من  موائمة الظروف الاقليمية والعالمية  لقراره  بدلا  من ان يجد  نفسه امام  صراع  يحبط  مجهوداته  ويجهض برنامجه.
الفريق أول عبد الفتاح السيسى ضابط  نابه  تفوّق فى جميع  مراحل خدمته  الى ان  وصل  الى منصب رئيس المخابرات العسكرية.  وقد اعطاه المنصب دراية بمعرفة ما يدور خلف  الكواليس  وتقديرا للقوى المحلية والعالمية التى تتآمر على مقدّرات  الوطن.  ويبدو ان هذا المنصب كان يعطيه كل ما يطمح اليه  كشخص يهمه خدمة بلده بعيدا عن الاضواء.

ولكن بعد استحواذ الاخوان على السلطة وتمشيا مع برنامجهم لأخونة مصر كان من اول اهدافهم تغيير القيادات العسكرية بعناصر تدين لهم بالولاء.  ولم يكن امامهم  افضل من اللواء  السيسى رئيس المخابرات العسكرية  فهو  مع كفاءته العسكرية العالية يبدو انه رجل متدين يقوم  باداء فروض دينه وله زوجة محافظة يقال انها ترتدى  النقاب.  ولذلك تم اختياره من قبل حكومة  الاخوان  وزيرا للحربية وقائد ا للقوات المسلحة لاعتقادهم  انه اقرب الجميع للتعاطف مع اجندتهم.
لو كانت حسابات الرجل المهنية  والشخصية  تتضمن اطماعا خاصة لكان افضل الطرق الحصول عليها هو اظهار ولائه غير المشروط  لمن  عينه  فى  هذا المنصب  وهى  جماعة  الاخوان المسلمين.  ولكن كان  واضحا ان  ولاء الرجل الأكبر هو  للبلد الذى اقسم على حمايته  والشعب الذى وجد نفسه  مسئولا عن رعاية  مصالحه. 

ولذلك عندما رأى السيسى  اكثر من 30 مليون مصرى يخرجون اجتجاجا على جماعة الاخوان ومليشياتهم المسلحة الذين كانوا يتصرفون وكأن مصر قد اصبحت اسيرة لهم، فى الحال ظهرت نخوة  الرجل العسكرية  كما عبّر عنها بعد ان  رأى شباب الاخوان يحاصرون مدينة  الانتاج  العالمى ومبنى  المحكمة  الدستورية فقال  "مكانش ممكن إننا  نشوف المصريين معظمهم أو كلهم مفزوع، والشعب حاسس إنه  أسير ومحدش يفك أسره، يبقى احنا  نروح  نموت أحسن"
وقد تأكد للفريق السيسى انها ارادة  الشعب عندما  لبى نداؤه  بالخروج  فى  مظاهرة  كبرى اخرى بعد اقل من شهر فى 24 يوليو 2013.  وهنا كان واضحا ان الشعب  قد اوكل  السيسى ليتخلص من جماعة الاخوان ويضع خارطة  للطريق  تصحيح  مسار مصر.  وكان السيسى بقراره  أن  يقف فى صف الشعب ضد النظام الحاكم قد حسم حساباته باختيار طريق المخاطر الذى لا  تراجع معه للوراء.  كان هذا معناه انه  اصبح معاديا لنظام  ارهابى عنيف ليس لفترة  محدودة  من الزمن ولكن لمدى الحياة.
 
اليوم تتوجه انظار الشعب للرجل الذى خلصهم من حكم الاخوان ليكمل جميله ويستلم حكم مصر.  ومن الواضح انه سينجح  فى الانتخابات  اذا رشح نفسه.  ولكن أهم من الحصول على المنصب هو معرفة ان الظروف ستكون مواتية لعمل البرامج الاصلاحية لتحسين احوال مصر. 
ولذلك فانا اتفق  مع  الرأى القائل  ان حسابات السيسى  حاليا  تملى  عليه ان  يترقب  نتيجة الاستفتاء على الدستور حتى يتثبت  من تأييد الشعب للدستور  بنسبة عالية  فهذا سيكون تفويضا جديدا يمكن ان يستند عليه فى  قبوله  منصب الرئاسة  ويستخدمه لاقناع الدول العربية  الشقيقة بدعمه فى المرحلة  القادمة.  وفى نفس الوقت يمكن ان يرد به على الدول  التى ما تزال تتبنى نظرية  الانقلاب  تحت  تأثير الدعايات  المضادة  لجماعة  الاخوان.

هناك اسبابا كثيرة يمكن ان اسوقها للدلالة على ضرورة التصويت ب نعم للدستور. ولكن هذا السبب  وهو اقناع السيسى  بقبول الترشيح  لمنصب الرئاسة يبدو على رأس هذه الاسباب
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter