الأقباط متحدون - إرهابيو تونس وإرهابيو مصر
أخر تحديث ٠٥:٢٦ | الاثنين ١٣ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٥ | العدد ٣٠٦٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إرهابيو تونس وإرهابيو مصر

 بقلم : مينا ملاك عازر

قرأت الخبر الذي طيرته لي السي إن إن على بريدي الإلكتروني بأن الولايات المتحدة ستصنف أبو عياض التونسي إرهابياً دولياً، أقول قرأت الخبر بمزيج من الدهشة والغضب، فأمريكا التي رفضت موافقة مصر واعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية تتجه إلى أن تصنف أبو عياض التونسي إرهابياً دولياً، أمريكا التي ترفض محاكمة العياط في مصر وبعثت له مراسيل ومراسيل لتطمئن عليه وعلى حالته في السجن وكادت تدفع عمرها كله لإنقاذه، تنتوي تصنيف أبو عياض التونسي إرهابي دولي.

والفرق بين عياط مصر وعياض تونس أن الأول ينفذ مصالح الأمريكيين والثاني ليس على هوى حلفاء الأمريكان في تونس، ولعلك عزيزي القارئ تتذكر جيداً أن مسألة الإرهاب مسألة تؤرق أمريكا منذ تدمير برجي التجارة بنيويورك وحينها غزت أفغانستان ثم العراق،  وكانت مصر حينها تعاني من نير الإرهاب، وكان مبارك يدعو العالم كله للوقوف ضد الإرهاب، ولكن أمريكا لم تعبء ومعها الغرب لمساندة مصر، إلى أن نالهم من الشعر بيتاً وكان بيتاً قاسماً –اللهم لا شماتة- وكأنهم لم يكونوا يظنون ولا يتوقعوا يوماً أن صنيعتهم سينقلب عليهم!
 
وهو أيضاً ما تعاني منه مصر اليوم من جراء إرهاب إخواني ومحاولات تخريب مستمرة ومتعاقبة تقف حيالها امريكا متفرجة، وفي بعض الأحيان مدعمة وذلك من خلال أذنابها في الشرق مثل قطر وتركيا اللذان يدعمان بالمال والسلاح من خلال الحقائب الدبلوماسية والمساعدات بإيواء رؤوس الإرهاب كعاصم عبد الماجد وغيره من اشباه البشر، وفي كل هذا لا تعترف أمريكا بأن ذلك إرهاباً وتعترف بأبو عياض التونسي فقط إرهابياً دولياً، يا بختك يا أبو عياض فلقد صنفتك أمريكا إرهابياً دولياً يعني محترف "مش لوكال" زي بتوعنا مش بتلعب في الدوري المحلي إنت راجل على مستوى دولى.
 
أمريكا التي تعيش بقواتها بين منبع الإرهاب في أفغانستان في تواؤم عجيب اللهم إلا بعض المحاولات التي تتم على استحياء، ويعيش مواطنيها في بلادهم بعيداً بآلاف الأميال تحت وطأة هجمات ارهابية كهجمات بوسطن وغيرها، لا تهتز لتفجيرات متتالية ومتعاقبة تنفذها جماعة الإخوان بنفسها أو من ينوبون عنها لكن فقط تنتوي تصنيف أبو عياض التونسي إرهابياً دوليا. ولا تظن صديقي القارئ، أن الفرق في حرفي الطه والضاد في الاسمين بين عتاة الإجرام، وليس الفرق في جنسيتهما أن أبو ضاد تونسي وأبو طه مصري أو أن الفرق يتجلى فيم أن أحدهم ينفذ مصالح أمريكا والآخر يعادي حلفاء أمريكا في تونس وفقط، ولكن الفارق الأهم أن أبو طه المصري رجل أمريكا ومنذ متى تتخلى مخابرات أمركيا عن رجالها ولو فعلتها ستفقد هيبتها وسيقلق رجالها وسيشعروا بأنهم بلا ظهر وأول خطوات الطمأنة للجواسيس أن أجهزة المخابرات التي تجندهم تؤكد لهم أنهم في مأمن وسينقذوا إن سقطوا، وأن لم تصدقني ارجع لمقالي المعنون بعنوان "محمد سنودن" للتتأكد أنني على حق، وأن أمريكا فقط محتاجة أن تلدغ من عياط مصر وجماعته لتقول آي وتصنفهم جماعة إرهابية مثلهم مثل أبو عياض التونسي، ولكن هيهات. فكيف ينقلب الإخوان على أمريكا؟ وهى لن تسمح بذلك بعد أن تعلمت درساً من ما فعله صنيعتها تنظيم القاعدة حين انقلب عليها في 11 سبتمبر 2001.
المختصر المفيد يا ليت أمريكا تعادي الإرهاب حتى قبل أن يؤذيها

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter