كريمة كمال | الأحد ١٢ يناير ٢٠١٤ -
٢٠:
٠٣ م +02:00 EET
كرينة كمال
بقلم كريمة كمال
أكد الدكتور حازم الببلاوى، رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة حريصة على حرمة الحياة الخاصة، وترفض التنصت على الأفراد، وتحمى الحرية الشخصية للأفراد.. جاءت تصريحات رئيس الوزراء فى مؤتمر صحفى، حيث أكد أنه لا توجد تسريبات خرجت من وزارة الداخلية بشأن التنصت على المكالمات، كما أكد وزير الداخلية هذا بقوله «ليس لنا علاقة بالتسجيلات الصوتية المذاعة»، والسؤال الذى من الطبيعى أن يطرح نفسه هو من إذن الذى له علاقة بهذه التسريبات، ومن المسؤول عنها؟
من تابع هذه التسريبات للتسجيلات الصوتية لعدد من شباب ثورة يناير ورموزها، ومن تابع التعليقات على هذه التسريبات من الأمنجية، الذين تحولوا بقدرة قادر إلى مقدمى برامج، إلى جانب عدد من مقدمى البرامج، الذين استعانوا بهؤلاء الأمنجية حتى لا يفوتهم السيرك المنصوب على طريقة «على عينك يا تاجر» و«بص بص شوف النشط بإزازة والناشطة بإزازة»، وبتنا نجد السيرك المنصوب ينتقل بوثائقه وتسريباته الصوتية من قناة إلى أخرى لاستكمال ما تصور أنه فضح لثورة يناير، بينما هو فى الحقيقة فضح ليس لهؤلاء الأمنجية، ومَنْ وراءهم من أجهزة سيادية بل فضح لمن يدير الدولة الآن من هذه الأجهزة، التى لم تجد وسيلة تدير بها سوى سيرك الفجاجة المنصوب حاليا، الذى يجعل كل من له عقل يفكر به يرفضه، ويرفض فجاجته المتناهية، ويدرك أن هناك من يسعى لاستعادة سيطرته على المشهد بمثل هذا الأسلوب، الذى للأسف إذا ما خال على العديد من الناس بإثارة مشاعر وطنية زائفة وحبك قصص ملفقة لضرب ليس رموز يناير، بل ضرب ثورة يناير نفسها، مستندا إلى بساطة البعض وعدم إدراكهم حقيقة المشهد، وخضوعهم لنوعين من الإرهاب إرهاب الإسلاميين والمدافعين عن شرعية مرسى، وإرهاب هذه الأجهزة، التى بات الفضح هو سلاحها الماضى فى المعركة الدائرة الآن.
من هنا أنا أصدق السيد رئيس الوزراء فيما قاله من أن الوزارة ليست لها علاقة بسيرك الفضح، الذى تلعب فيه راقصة التسجيلات الصوتية دور البطولة، لكن من ناحية أخرى التنصل من هذه الفضيحة المزدوجة ليس كافيا، فالمطلوب ليس فقط وضع حد لهذا السيرك بإيقاف عروضه، بل فضح من هم وراء هذا السيرك، ومن يديرونه، لأن أسوأ ما يحدث الآن أن عروض الاستربتيز هذه تطال فى الواقع ليس من يقومون بها على مختلف القنوات، بل تطال أيضا المرحلة بأكملها، وهذا هو الأسوأ فهى تسبب حالة ليس فقط من التوجس مما هو قادم، بل من النفور والإحباط والرفض له فى وقت نحن أحوج فيه إلى التكتل فى مواجهة تهديدات الإرهابيين، لكن بدلا من الدفع نحو هذا التكتل بوقائع حقيقية تحدث يوميا فى الشارع نجد أن ما يجرى يهدف إلى استغلال خشية المصريين من العمليات الإرهابية لمصلحة خطط الأمنجية، الذين من المؤكد أن هدفهم ليس مواجهة الإرهاب بقدر ما هو استغلال هذا الإرهاب، لاستعادة السيطرة على المشهد، وتخوين ليس فقط من يقومون بهذه العمليات الإرهابية، بل كل من تسول له نفسه رفض مثل هذا الأداء أو معارضته فى الوقت نفسه، الذى يستخدم فيه الإرهاب لضرب ثورة يناير وتشويهها.
يبقى السؤال دون إجابة واضحة ممن يتحدثون باسم الدولة وباستنتاجات عديدة من جهتنا دون الوصول إلى حقيقة واضحة مؤكدة حول من ينصب هذا السيرك؟
نقلأ عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع