محرر المتحدون الرياضي

يقتصر الاهتمام بكرة القدم بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة  في مصر ،على المدن الكبرى في الوجه البحري، وتنال القاهرة نصيب الأسد في عدد الأندية  ذات الجماهيرية العالية ممثلة في أندية  مصر الكبار الاهلى والزمالك، وتأتى الإسماعيلية والسويس وبورسعيد في مقدمة المدن الساحلية التي تشارك نواديهم في مسابقة الدوري الممتاز، فينالوا الحظ من اهتمام الصحف بلاعبيهم ونشاطاتهم.

ويبقى الوجه القبلي غائبًا تمامًا وبعيدًا عن اهتمام الأعلام بأنديته ولاعبيه ، ويمهل الصعيد كرويا ورياضيا تماما، وتهتم جماهيره العاشقة للكره بالأندية الكبرى في القاهرة ويتحول اهتمامهم الأكبر لمناصرة احد فريقي القاهرة، ويغيب عن اهتمامهم تشجيع فريق مدينتهم لعدم قدرة أندية مدنهم على المنافسة.

إن اقتصار الاهتمام الكروي بشكل خاص والرياضي بشكل عام على الوجه البحري، لهو تقصير كبير من وزارة الرياضة و اتحاد الكرة،وبلاشك يوجد بين الملايين في صعيد مصر مواهب رياضية، فلا تقتصر "الفلتات" على المكان الجغرافي لشمال مصر وتنضب في جنوبها.

 أن إهمال الرياضة في صعيد مصر متوافق تمامًا مع إهمال الصعيد في برامج التنمية بكل أنوعها، حيث تختزل مصر في شمالها ومواطنيها في "الأقليم الشمالي" ويتذكرون صعيدها فقط خلال الحمالات الانتخابية وعند اللقاء الخطب الرنانة،  عندما يحتاج المرشحين لمناصب سياسية إلى أصوات لدعمهم للحصول على مراكز المرموقة، وبعد انقضاء الحمالات الانتخابية، يغض الفائزين البصر مرة أخرى عن أبناء قراهم ومدنهم واحتياجاتهم،وكأن المواهب الرياضية ليست مقتصرة على العرق المصري الشمالي فقط، لكنها أيضا متوافرة وقد تكون بشكل اكبر في بين أبناء الوجه القبلي. 

 النهوض بالرياضة في جمهورية مصر يجب أن لا  يتحيز لمناطق معينة فى جمهورية مصر، وان لا يقتصر التركيز الأعلامي والدعم المادي صوب أندية بعينها فى القاهرة وبعض مدن الدلتا. 

أن كل قرية مصرية يجب أن يكون لها نشاطها الرياضي، وبهذا يمكن الاهتمام البدني والصحي لأبنائها، وضمان أن لا توجه أوقات الفراغ  لخدمة جماعات إرهابية مدمرة للمجتمع المصري.