بقلم مايكل دانيال
تعلمت قديما إننا خلُقنا بالحب لنسعد و لهذا اردد دائما هذا السؤال "لماذا الشقاء أذاً" ! و لكن قبل أجابه هذا السؤال الوجودي الهام و الذي يشغل بال الكثيرين أريد أن أوضح شيئاً و هو أن الحب في بلادنا مختلف تماما عن الحب الذي تعلمته .. فكثيراً ما تكون (كلمات) الحب من الرجل لغويه أنثي يريد لها أن تقع في شباكه , و بعدها لا يهم اذا احترقت هي بمشاعر القسوة و الغياب .. فهل هذا هو الحب !
في بلادنا يظل الرجل يطارد الانثي و إذا ما وصل الأمر إلي الزواج ساعتها نختزل معني شرف الانثي في (نقطين من الدماء) و نختزل معاني الحب في ممارسته بالفراش فهل هذا هو الحب !
للأسف الكثير من المعاني تشوهت حينما ابتعدنا عن معني الحب (الإنساني) و الذي قيل عنه في أحد الامثال الصينيه : (احبني و انا غير مستحق لحبك لأني ساعتها سأكون أكثر حاجة إليه) و لكن هل نعلم نحن ذلك في مجتمعاتنا (الذكورية) التي كثيراَ ما تربط الحب- فقط - بالانثي و الزواج بالجنس و هو ما سبب تشوه للكثير من المفاهيم الراقيه و التي يحملها الحب في معناه !
يقول الكتاب المقدس (اذا احببتم فقط من يحبونكم فأي فضل لكم) و لكن هل نعلم نحن ذلك ايضا !
للأسف الشديد ان الحب في بلادنا مشروط فلابد من (التوافق الاجتماعي .. التوافق المادي .. التوافق الجسدي .. الخ ) و الاختيار متاح فقط للرجل و ليس للأنثى الحق في اختيار من تحب .. فهل هذا عدل ! لا يعني هذا ان نبتعد عن من نتوافق معه و لكن ماذا عن المشاعر ! هل نبحث دائما و ابداً عن من يكمل الصورة بدلا من بحثنا عن من يكمل ما ينقصنا ! الحب بمعناه الوجودي و الذي خلقنا له هو الحب الغير مشروط و لذلك يقيني اننا نحب لنحيا و لسنا نحيا لنحب .. فالحب هو إكسير الحياة و الضمان لاستمرارها و لكن متي كان حبا حقيقيا ، و متي كان بحثنا عن من يكملنا و ليس من يشبهنا ... و لكن للأسف فالرجل الشرقي يتعامل مع الجميع بمبدأ (حب المصالح) و مع الانثي علي أنها (سلعة) يشتريها طالما يقدر ان يدفع الثمن ولا وجود للأسف لمعني الحب الانساني .
و لهذا كتبت يوماً قصيدة نثرية علي لسان أنثي من الشرق اقول فيها :
تمنطقت شرفها الذي لا يعني سوي نقطتين من الدماء في عقلة هو ,,, و الكثير من المعاني بالنسبه لها ... و هذا ما لن يفهمه قط !
تتساءل في حيرة متي سيفهم أنها تحتاج إلي من يداعب أنوثتها لا جسدها فقط !
مشت أمامه في خيلاء تناثر حوله عطرها حينما جاءت تتزين بأنوثة طالما خبأتها من أعين كل المتطفلين ..
لم تدهشها نظرات إعجابه و لا حتى حين .. تغَني لها بما كتبه شاعر ليصف مفاتنها الماثلة أمامه جسداً بلا روح او روح لابد و ان تسجن في جسد و لكن ,,, هل تغني لها هذا الشاعر بما بداخلها !!
حيرة تكتنفها من وقت لاخر تسأله في صمت متي ستفهم .. متي !
يا صديقي .. انا لست رقما في بطاقة تسمي الرقم القومي تنقله الي عقد يسمي "حق امتلاك" او فلنخفف وطأه الألم المصاحب لهذا المعني فنطلق عليه "وثيقة للزواج" !!
أنا لست مجرد أسما في سجل يضم أسماء أحياء هم رجال و أشباه موتي هم من كتب بجانبهم صفة ,,,, مؤنث !!!!!
تمر تلك التساؤلات أمام ناظريها كلما التقت به يحادثها بدون ان تسمع يعدد لها ممتلكاته و التي ستكون هي أغلاها و لكن هل هي بالشيء !
نهضت فجاه مبتسمة مد لها يداً أزاحتها بدلال قائله أني راحلة .... و بلا عوده !
قد يكون ما كتبت هو ما تمنيت أن أراه و اسمعه من كل أنثي في بلادي لتختتم حديثها في النهاية بــهذة الكلمات .. نعم أيها الشرقي احبك و لكن .... ! و لهذا فإجابة سؤالي و الذي بدأت به مقالي هذا تتلخص في الأتي : إننا نشقي لأننا ابتعدنا عن معني الحب حينما حولناه إلي (شيء) .. فلنستعيد إحساسنا بمعني الحب أولا و ليكن هذا هو البداية الجديدة إلي حياه أفضل خُلقنا لها لنسعد .
أنثي, البداية الجديدة, إكسير الحياة, معني الحب,