بقلم: ماجد سمير
لم يكتفِ المذيع اللامع "علي محمد علي" أثناء تعليقه لقناة الجزيرة الرياضية على مباراة مصر والكاميرون في الدور ربع نهائي لبطولة الأمم الإفريقية بتصريح الكابتن حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر حول أن اختياره للاعبي المنتخب بناء على علاقتهم بالله، بل ظل طوال المباراة يتحدث عن بركة السجود وقوة إيمان اللاعبين وأن علاقتهم بالخالق هي سر التألق، حتى بعد وضوح أن الفريق المصري واكبه حظًا وافرًا بالمباراة وتدني مستوى أداء فريق الساجدين (الفراعنة سابقًا) بالمقارنة بأداء أسود الكاميرون الذين قدموا مستوى عالي في كرة القدم.
وظل المذيع يردد طوال المباراة نفس الجمل حتى بعد احتساب الحكم الهدف مصر الثالث بأن بركة السجود لها وضعها، رغم تأكيده على أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى وأن الهدف غير صحيح، تناقض رهيب وانفصام عقلي أصاب الذهنية المصرية نتيجة خلط الدين بكل شيء حتى الرياضة أصبحنا نفوز لأن الله راض عنا، وأن إيماننا بالله تعالى سبب فوزنا الخارق في كل المباريات.
ولم يفسر لنا أي من المذيع اللامع أو المدير الفني لماذا خسرنا من الجزائر منذ شهرين وخرجنا من تصفيات كأس العالم، رغم أن لاعبو فريق الجزائر لا يسجدون عقب إحرازهم للأهداف مثل لاعبونا المؤمنين، وأيضًا لم يفصحا عن سبب خسارة مصر أمام الولايات المتحدة الأمريكية في بطولة كأس القارات بثلاثة أهداف مع الرأفة بالرغم من الصورة الذهنية لدى المتلقي العربي تؤكد أن الأمريكان مشركين ولا يعرفون الله فضلاً عن احتلالهم لدول عربية وإسلامية وتعضيدهم لإسرائيل العدو الأول للعالم العربي والإسلامي.
ونسى سواء شحاتة أو علي أن يوضحا لنا لماذا تخلى الله عن المصريين فخسرت مصر منذ نحو أربع سنوات لقائها الودي أمام اليابان 4/صفر بالرغم من أن اليابانيون لا يؤمنون بوجود الله من الأساس.
وبات خلق صورة ذهنية عن لاعبين بأعينهم بأنهم مقربين جدًا من الله وأنهم يحرزون الأهداف بناء عن إيمانهم واضحة تمامًا، فظهر فضيلة الكابتن وسماحة الحريف وغيرها من الألقاب الدينية، وأود هنا أن أذكر القراء بلاعب كبير اقترن اسمه ببعض العلاقات النسائية وكانت جماهير الفرق المنافسة تصم آذانه بأسماء النساء، وطبقًا لمنظور الرياضة المتعارف عليه حاليًا لا يصلح للعبة، ولكنه كان لاعبًا فذّا فشل كل مدافعو الفرق المنافسة في إيقافه، وبعد اعتزاله امتهن التدريب وأطلق لحيته وأصبح متسق تمامًا مع فكرة الساجدين، ومع الأسف لم يكن على نفس المستوى المميز وخسر الفرق التي دربها من معظم المنافسين.
وإذا ظلت الأمور على هذا المنوال –وهو أمر متوقع- سيتم في القريب العاجل تغيير اسم المجلس القومي للرياضة إلى مؤسسة الملاعب الدينية.