بقلم مهندس عزمي إبراهيم
قصة ميلاد السيد المسيح، له المجد الدائم، كما جاءت بالكتاب المقدس.
"وكان في تلك الكورة رعاة متَبَدّين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفا عظيماً. فقال لهم الملاك «لا تخافوا.فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمَّطا مضجعا في مذود.» وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين:
«المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة." (لوقا 2: 1-14)
*********
*** وبهذه المناسبة المقدسة...
أقدم قصيدة رائعة لأمير الشعراء أحمد شوقي يذكر فيها ميلاد السيد المسيح وحياته ودعوته، وأيضاً إيمان وأعمال تلاميذه وتابعيه. وكذا دخول المسيحية إلى مصر وقبولها بين المصريين. (ملحوظة: "ثيــبة" و"ممفيس" هما "طيبة" و"منف" من عواصم مصر الفرعونية)، قال شوقي:
ولـــد الرفــــق يـــوم مولــــد عيــسى *** والمــروءات والهــــــدى والحـيــــاء
وازدهى الكـــون بالوليــــد وضــاءت *** بســنــاه مـن الـثـــــــرى الأرجـــــــاء
وسـرت آيــــة المسيــح كمــا يســري *** من الفجــــر في الوجـــــود الضـــياء
مـــــلأ الأرض والعـوالـــــــم نــــــورا *** فالـثـــــرى مائــــــج بــها وضَّـــــــاء
لا وعـيـــــدٌ، لا صــــولة، لا انتـقــــامٌ *** لا حـســـامٌ، لا غــــــزوة، لا دمــــــاءُ
ملـــِـــكٌ جــــــاور التـــــراب، فـلمــــا *** مـَـــلَّ، نابـــت عن التـــراب الســـماءُ
وأطـاعـتــــه في الإلــــــــه شـيـــــوخٌ *** خـُشــَّـــعٌ، خـُضـَّـــعٌ لــه، ضعـفـــــاء
أذعَــــنَ النـــاس والملـــــوك إلى مــا *** رسـمــوا، والعـقــــــول والعـقــــــلاء
فـلـــــهم وقـفـــــــة عـــلى كــل أرض *** وعـــلى كــــل شـــــــاطئ إرســـــــاء
دخلــــوا ثـيـــــــبة فأحســـن لقـيـــــــا *** هـــم رجـــــــال بثـيـــــــبةٍ حـُكــَــماء
فهمـوا الســرَّ حيـن ذاقـــوا، وسـهــلٌ *** أن ينــــــال الحـقـائــــــق الفـُهــَـــماء
فــإذا الهيــــــكل المقــــــدس دَيـْــــــرٌ *** وإذا الـدَيـْـــــــر رونـــــــقٌ وبهــــــاء
وإذا ثـيبـــــــــة لعيــــــسى ومنفـيــــــ *** ــــس ونيــــــل الـثــــراء والبطحـــاء
إنمــــا الأرض والـفضــــــاء لـــــربي *** وملــــــوك الحقـيـــــــقة الأنبـيـــــــاء
لهــم الحـــــب خالصـــا من رعــــــايا *** هــم، وكــل الهــــوى لهـم والــــولاء
إنمــــا يُنــْـــكـِرُ الـديانــــــات قـــــــومُ *** هــم بمـــا ينكـــــــرونـه أشـقـيــــــاء
*********
*** ثم، وبهذه المناسبة أيضاً...
ومن كلماتي المتواضعة عن مولد وحياة القدوس الإلهي والرجاء من قدسه، أقَـدِّم:
في ليـلة قدسِيَّة اللحن والأنفاس من عظيمات الليـالي
نـزل مـلاك الــرب بشَّـرَ الرعـــاة بأمـرٍ مُقـدَّسٍ عـالي
بشَّـر بميــــــلاد المسيح
ملكاً على الكون الفسيح
وإذ الجنـد السماوي مع الملاك مُسبحين ومُنشدين:
" المجـــد للــــه في الأعـــالي "
" وعلى الارض السـلام وبالنـاس المسرة."
***
هلليلوياه.. هلليلوياه
نـزل الإلــَـه.. مـن سَـمــاه
مولـود.. وفي مـذوِد بقــَر
وقــت الميــلاد.. يا بهـــاه
كانت النجـوم سهرانة ما مَلـِّـت سَهـَر
ماليـة السـما كأنها.. عيــون ملايكـة تمجـِّـدُه
بتغَـنِّي للعهـد الجـديـد لحـن السـلام، وتـردِّدُه
وتهني أركان الوجـود بنـور نزولـه ومولـِـدُه
***
مَلـِـك الملـُوك... مَلـِـك السـلام
جَمـَع البشـر على المَـوَدة والوئـام
والتعامـل باحتـرام
بَشَّـر بفَضْـل الحـُـب.. حـتى للأعـادي
والصِّفح.. حتى للي بـادي
والمغفـرة للخاطئين
ورحمتــه للتـائبيــن
راعَـى الفقيــر وأكـــرَمُه
ورعَى البسيـط وقَيــِّــمُه
سـاوَى الرجال مع النساء
سـاوَى الخطـاة والأبريـاء
وسـاوَى وزن العَبـْـد يبـقى زي وَزن سـَيـِّـدُه
***
مَلـِـك الملـُوك... مَلـِـك السـلام
أتــــانا واكتسح الظــلام
فرش على الدنيــا المحبـة والسـلام
ما كان لـه مـال... ولا شـال سـلاح
ولا كـان لـه جيـــش يحتـاج إليـه ليسْـنِدُه
***
أرسى معـــالم " الطريــق "
للي يآمِـــــن بـ "الطريــق "
و" الصدق " مفتــاح النجـــاه
و" الحــق " منشـور الحيـــاه
و" العَــدل " دستــور الإلـــَــه
أرسي قَواعـدُه وأيـِّــدُه
وقال: لقيصَـر ما لقيصَـر، وللإلــَـه ما أوجَــدُه
صـار الجميـع
حتى الملـُـوك
تسجــد أمــامه وتعبـــدُه
***
يا ملـك السـلام أعطنـا سلامَـك
وبشفاعة أمنا الطاهرة العذراء، دائمة البكورية، القديسة مريم
نرفــع رجاءنــا في عيــد ميــلادك
اعـطِ مصــر والمصرييـن سلامَـك
اعـطِ شعــوب العــالم أجمعيـن سلامـك
******