الأقباط متحدون - الإعلام الغربي يخلع ملابسه
أخر تحديث ٠٨:٤٦ | الاربعاء ٨ يناير ٢٠١٤ | كيهك ١٧٣٠ ش ٣٠ | العدد ٣٠٦٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الإعلام الغربي يخلع ملابسه

إبراهيم عيسى
إبراهيم عيسى

بقلم إبراهيم عيسى

وكالة «رويترز» شأنها شأن غيرها من وسائل الإعلام الغربية والأمريكية، تشن حربًا عدائية ضد «ثلاثين يونيو» والجيش المصرى، فكل ادعاءات الحيادية والمهنية يمكن إلقاؤها فى سلة القمامة أمام مئات الأخبار والتقارير المسمومة بالكراهية، تبثها منذ «ثلاثين يونيو» هذه المؤسسات المعبرة عن مصالح دولها وأصحابها.

 الإعلام الغربى الذى يحب أن يعطى دروسًا يكررها بالببغاوات، بعضنا فى مصر هو نفسه الذى يجد أسماء أمينةً وشريفةً فى الإعلام الغربى نفسه تفضح لعبته فى تزوير الحقائق لصالح سياسة دولية استعمارية ومهيمنة، لمن يريد أن يراجع ضميره فلْيراجعْ كتب نعوم تشومسكى ومقالات روبرت فيسك وسيمور هيرش، الذين هم مهما اختلفنا معهم أحيانًا فإنهم شخصيات خارج قطيع الإعلام الغربى الذى تربيه مؤسسات وشبكات ليخدم مصالحها، لا لكى يخدم الحقيقة أبدًا. ولعل الحرب فى أفغانستان وفى العراق كاشفة لهذا المنهج التعبوى الشمولى الذى تلتزم به وسائل الإعلام الغربية التى هللت لضرب «طالبان» وصدّام، وروّجت وسوّقت -عدا العدد المحدود جدًّا منها- الأكاذيب المذهلة فى حقارتها التى زعمتها الحكومات.

 ولعل بعضًا من هذه الوسائط الإعلامية قد اعتذر عن اشتراكه فى خداع الجماهير، ولكنه حتى الآن لم يعتذر لمصر عما يرتكبه ضدها!

تقرير عادى وتافه أذاعته «رويترز» أمس، يكشف بوضوح عن هذه المهزلة اليومية فى معالجة أخبار مصر التى لا تفرق فى شىء عن معالجة القناة الصهيونية الناطقة بالعربية فى قطر. يقول تقرير «رويترز»: لم يعد السؤال فى مصر «هل سيرشح القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسى نفسه لمنصب رئيس الدولة؟ بل متى سيعلن إقدامه على هذه الخطوة؟»، ولثانى مرة فى ثلاثة أيام، قالت وسائل إعلام محلية يوم الإثنين إن السيسى حسم أمر ترشحه نهائيا. وفى وقت لا يوجد فيه مرشحون واضحون للمنصب ظل المصريون يتكهنون بشأن نية القائد العسكرى الذى عزل الرئيس الإسلامى محمد مرسى فى يوليو مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التى قد تجرى فى أبريل، (انتبه هنا فى الصياغة إلى أن مرسى إسلامى وأن السيسى عزله وليس هناك ولا كلمة فى مقدمة خبره، الذى يريد تلخيص قصته فيها، عن ملايين الشعب التى ثارت ضد مرسى ولا عن استجابة الجيش للشعب

 بل يصفها فى نهاية تقريره بأنها احتجاجات شعبية وليس هناك أكثر من ذلك! إنه الانحياز الوضيع مهنيًّا الذى يقفز فى سطور وكالة مدّعية كغيرها الحيادَ، لا تتمتع بظُفْره، ومع ذلك كمِّل معى التقرير)، وسيكون من شأن ترشح السيسى زيادة الانقسام بين المصريين الكثيرين الذين يعتقدون أن يدًا قوية مطلوبة لتسيير البلاد فى جو أزمة، والإسلاميين الذين يقع عليهم الجانب الأكبر من حملةٍ على المعارضة (هكذا محرر الوكالة المدعية يزعم بمنتهى الخفة ودون الاستناد حتى إلى مصادر عن أن انقساما موجودًا بين المصريين، وأنه سيتسع -هكذا!- لو فاز السيسى بالرئاسة، مساويًا بين شعب وجماعة، ثم هو يسمح لنفسه، الأخ المحايد، بأن يحلل من تلقاء نفسه دون معلومات يقدمها ولا وثائق يستند إليها، وهو حر فى هرائه، لكن السؤال: ما معايير الوكالة المزعومة هنا التى ينابذ بها الإعلام المحلى؟!).

وقال مسؤول فى الأجهزة الأمنية تحدث إلى «رويترز» طالبًا أن لا ينشر اسمه: على الأرجح سيعلن السيسى أنه سيخوض انتخابات الرئاسة. وأضاف: قيادة الجيش عبّرت فى اجتماع عُقد فى الآونة الأخيرة عن تأييدها لترشحه. (لا أحد فى هذا التقرير إلا مجهولُ الاسم وإلا برنامجٌ تليفزيونىٌّ تجعل منه الوكالة المحترفة مصدرها الرئيسى مع مجاهيلها.. ما كل هذا الاحتراف؟!).

ثم يختم التقرير سطوره ببهلوانية أخرى كاشفة، حيث يدلى الأخ، محرر الوكالة المحترفة، برأيه القاطع اللوذعى، حيث يقول -لا فُضَّ فوه: «وما من شك فى أن السيسى سيكسب الانتخابات، وهو ما سيعيد عقارب الساعة إلى الوراء، عندما كان رجال من الجيش يكسبون الاستفتاءات والانتخابات الرئاسية، وهو الوضع الذى أنهاه مرسى بفوزه فى انتخابات عام 2012».

 وهكذا يا سادة فإن الوكالة المحايدة المحترفة ترى أن نجاح السيسى، الذى لا شك فيه، كما تقول، سيعيد الساعة إلى الوراء! كدهه، وإن السيسى إذا نجح فى انتخابات حرة سيتساوى مع سابقين من الجيش نجحوا فى استفتاءات غير حرة! وإن مرسى سَبْع البُرُمْبة وحيلة «رويترز» هو الذى أنهى هذا الوضع فى انتخابات مشبوهة وبفارق واحد فى المئة.. فهى حلوة وجميلة وكلها حنية لو مرسى نجح، إنما لو السيسى ابن الجيش جاء بانتخابات حرة وبشعبية حقيقية ساحقة تبقى عودة إلى الوراء!

هل يكفيك هذا التقرير الـ«رويترزى» دليلًا على أن الإعلام الغربى يخلع ملابسه؟

نقلأ عن الدستور


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع