الثلاثاء ٧ يناير ٢٠١٤ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : الانبا ديمتريوس
يحدثنا إنجيل هذا العيد المبارك عن الهدايا التي قدمها المجوس لرب المجد في ميلاده ويحدثنا أيضًا عن المواقف المختلفة التي قام بها البشر وقامت بها السماء في هذا الميلاد البتولى العجيب … ربنا من محبته للبشر لما وجد أنه لا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا نبي ولا رئيس آباء يأتمنه علي خلاصنا. ولا يستطيع أي مخلوق أن يخلصنا من خطية آدم. أخلي ذاته وأخذ صورة العبد وصار في الهيئة كإنسان وأطاع حتى الموت. موت الصليب وبهذا فدانا وأعادنا إلي رتبتنا الأولي.
الملائكة أنشدت بهذه التسبحة المباركة " المجد لله في الأعالي … ونحن ندخل الكنيسة بالحمل نقول لحن أبؤورو … يا ملك السلام … أتي ليعطينا السلام الذي فقدناه بخطايانا.
في محبته أراد أن يرفع قلوبنا وأفكارنا وأنظارنا إلي السماء.. فأرسل ملائكة.. وأرسل النجم أيضًا ليرشد المجوس. والمجوس قدموا هداياهم ذهبًا ولبانًا ومرًا. واللبان والمر ضمن التقدمات للمحرقة وتتصاعد إلي السماء فيشتمها الله كرائحة بخور.. أعطانا هذه الأمثلة لكي نتعرف علي السماء أعطانا نموذج في الاتضاع بميلاده في مذود.. كيف نضع أنفسنا تحت أقدامه وذواتنا لأجل بعضنا البعض.. في محبته أعلن هذه البشري للرعاة الساهرين ليعطينا تأملًا كيف نسهر علي خلاص أنفسنا.. أمثلة عديدة كلها من السماء.. المجوس قدموا الذهب الذي يمحص بالنار فيتنقى ، الله يطلب منا في هذا اليوم أن ننقى قلوبنا فتكون قلوبنا طاهرة تستقبل ميلاده الطاهر.. اللبان الذي يستخدم في الصلوات ينصحنا ويرشدنا أن تتحول حياتنا إلي صلاة. والمر.. أن نشترك معه في الآلم وحمل الصليب. ربنا يسوع المسيح من أجل محبته لنا يوضح لنا هذه الأمور لكي نتعبه ونستفيد بالعيد ونتمتع ببركات الميلاد.. وهو قادرًا أن يهبكم النشاط الروحي لكي تنقوا قلوبكم وذواتكم وتخلعوا عنكم الإنسان العتيق وتلبسوا الجديد الفاخر. ويعطيكم أن تحولوا قلوبكم إلي مذود مقدس يسكن فيه ومذبح مقدس ترتفع منه الصلوات الطاهرة النقية ويعطيكم نعمة لتحتملوا كل تجربة ، تحتملوا الصليب وتحملوه خلف المسيح وأنتم فرحين.
ربنا يبارك حياتكم كلها بكل بركة من السماء. ويفرح قلوبكم ببهجة هذا العيد المجيد.