الأقباط متحدون - الإخوان وغباء اختيار الحليف
أخر تحديث ٠٠:٠٢ | الأحد ٥ يناير ٢٠١٤ | كيهك ١٧٣٠ ش ٢٧ | العدد ٣٠٦٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الإخوان وغباء اختيار الحليف

ارشيفيه
ارشيفيه

بقلم ساره فتح الله

 "الغباء" حاولت كثيرا أن أجد مرادفا آخر أقل حدة وأكثر نعومة لأصف تصرفات جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في الفترة الأخيرة، ولكنني لم أجد أدق وأفضل وأوقع من لفظ "غباء" ، وللعلم، لا أتحدث عن غباء التصرف أو غباء الرؤية أو غباء رد الفعل أو غباء الادارة ، وأنما ساتناول نوعا آخر جديدا يضاف إلي موسوعة "الغباء الإخوانية" ، نوع ليس بجديد في عالم السياسية ، ولكن الجماعة كعادتها لا تتعلم من دروس الماضي وأخطاء الاصدقاء وأختارت أن تعيد ذكرياته الأليمة بتمكن وابتكار (إنه غباء اختيار الحليف) . 

 
اختيار الحليف " فن" لا يجيده سوي محترفي السياسة ، أصحاب الرؤية ، صانعي المستقبل ، ولاننا نتحدث عن صفات إنسانية قيادية وسامية سنجدها بالطبع أبعد ما يكون عن فكر الجماعة ، فقد استطاعوا وبجدارة ـ لا يحسدون عليها ـ خسارة الحليف الاول ، أول من اختار التعاون معهم ومناصرتهم في بداية المشوار السياسي بعد ثورة 25 يناير ، بداية بمحاصرة منازل قادة الحليف ووصفهم بالخيانة والعمالة ، وختاما بمحاولة الاعتداء عليهم و احتجازهم في المساجد " أتحدث عن " حزب النور السلفي " . نعم باع الاخوان الحليف الأول، وهو أمر من الممكن أن يوصف بالطبيعي في عالم السياسة ، علي اعتبار أن انضمام "النور" لخارطة الطريق هو "خيانة" أيضا من وجهة نظر الإخوان، ولكن ما هو ليس طبيعيا هو قدرة الاخوان المميزة والعجيبة في أن تحرك الرأي العام ضدها، وتجعله ببساطة يتعاطف مع الخصم ، "فالنور"الآن" ضحية " تم الاعتداء عليه ومحاصرة منازل قادته وإرهاب أسر من ينتمون إليه ، والنتيجة تعاطف جماهيرى غير مسبوق مع الحليف السابق وعدو اليوم ،أبغير ذلك يعرف "الغباء"؟.
 
"غباء اختيار الحليف" لم يقتصر فقط على الجانب المحلي بل امتد ليصل للجانبين العربي والدولي ، ولعل خير مثال عدم استفادة الجماعة من "درس" سوريا القاسي وها هى تكرر نفس الأخطاء وبنفس الطريقة ، فقد اختارت المعارضة السورية الاستعانة بتنظيم القاعدة في حربها ضد نظام بشار، نظرا لباع التنظيم الطويل وخبرته في عمليات التفجير و"حروب الشوارع" ، وبالفعل رجح التنظيم كفة المعارضة المتمثلة فى الجيش الحر فى كل معركة دخلها مع النظام.
 
 ولكنه مع الوقت ومع بدء تحقيق المكاسب بدأ الخلاف يخترق تلك الوحدة الهشة ،وانتهي بصراع مسلح بين المعارضة والقاعدة، وانقسم الجيش الحر ليقاتل فى جبهتين مختلفتين (جيش النظام وتنظيم القاعدة)، وبالمقارنة ترتكب جماعة الإخوان نفس الخطأ هذه الأيام ، سواء بوقوفها وراء التفجيرات الاخيرة أو برعايتها لها ، وحتي إن اعترفت جهات أجنبية بمسئوليتها عن تلك الحوادث ، إلا أنه لا يوجد من يشك أنها تتم بمباركة إخوانية.
 
 وبالتالي أخطأت الجماعة أيضا في اختيار الحليف مرة أخري ، فالاستعانة بإرهابيين من الخارج لن ينفي مسئوليتها عن أي تفجير يحدث علي الاراضي المصرية ، كما أنه من المؤكد أن عملية التخلص من الحليف بعد انتهاء مهمته ستكون مستحيلة، خاصة أنه بلا قلب، شرس ، قوي ، لا ينتمي إلا لأفكاره الارهابية ولا يؤمن بفكرة الوطن ويبحث بشكل دائم عن ملاذ للاختباء وفرته الجماعة له بالفعل، ولن يتركه حتي في حالة وصول الاخوان للحكم "لا قدر الله".
 
الحليف الأخير ـ الذي لم يستفد الاخوان من أخطائه أيضا ـ هو الحليف التركي الذي يعاني هذه الايام من أزمة تجعل مصير النظام ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان علي المحك، والمتابع للشأن التركي يعلم جيد أن تلك الازمة يقف وراءها حليف أردوغان وصديقه ومن له الفضل الاول في وصوله للحكم ( فتح الله جولن ).
 
 ذلك الإسلامى ذو الباع والسيط الهائل داخل الاراضي التركية ، والذي تم نفيه اختياريا خارج تركيا قبل وصول أردوغان للحكم بثلاث سنوات، وفي الفترة الاخيرة ظهر خلاف بين أصدقاء الامس عندما قرر أردوغان إغلاق المدارس الاسلامية التي يمتلكها جولن في خطوة لم يتم التعرف علي أسبابها حتي الان ، بعدها قرر الصديق "جولن" الانتقام وفتح ملفات الحكومة الشائكة وظهرت قضية الفساد التي في طريقها للإطاحة بحكومة أردوغان.
 
ورغم كل تلك التجارب ، وتقارب النماذج ، وسهولة استيعاب التجربة ، إلا أن الجماعة الإرهابية لاتزال حتي الان ترفض النظر، تأبي الاستماع ، تكتفي بنفي المسئولية ، في الوقت الذي يمارس قادتها هوايتهم المفضلة في صناعة "الكره" بين طوائف الشعب المصري، وابتكار أنواع جديدة من " الغباء " تزيد تأكد الأغلبية انه بالفعل حليفهم الوحيد. 
نقلا عن صدي البلد

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع