الأقباط متحدون - رأس قضائى عسكرى شرطى كاسح وجسم إجرامى كسيح
أخر تحديث ١٠:١٠ | السبت ٤ يناير ٢٠١٤ | كيهك ١٧٣٠ ش ٢٦ | العدد ٣٠٦١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رأس قضائى عسكرى شرطى كاسح وجسم إجرامى كسيح

د. وسيم السيسي
د. وسيم السيسي

 كيف تنظر إلى نفسك إذا جاءك شخص ما، وطلب منك أن تخبئ له مليوناً أو ملياراً من الجنيهات، وأنت تعلم أنه لص سرق هذه الأموال وجاء يخفيها عندك؟! بل كيف تنظر إلى ذاتك إذا مات هذا اللص، وأنت تحتفظ بهذه الأموال لأنك شاركت فى إخفاء جريمته؟! أنت لص مثله، مشارك فى جريمته، تتشدق أنت وأهل بيتك بالذمة والدقة والأمانة والأخلاق النبيلة! وأنتم لصوص!

 
هذا ما تفعله البنوك العالمية مع الحكام الفاسدين الذين ينهبون ثروات شعوبهم، ويودعونها هذه البنوك اللا أخلاقية.
 
هؤلاء الحكام الذين يحتفلون بعيد ميلاد السيد المسيح.. هؤلاء الذين يحملون اسمه.. هل تعلموا منه قوله: قيل لكم لا تقتل ومن قتل يستوجب الحكم.. أما أنا فأقول لكم من قال لإنسان آخر: يا أحمق.. يستوجب نار جهنم! لو أن هؤلاء الحكام آمنوا بهذه الكلمات لما قتلوا سبعة عشر مليوناً من الهنود الحمر «دراسة للشيخ نبيل نعيم عن إبادة الهنود الحمر»، ولما فعلوا ما فعلوا بالأفارقة «جذور»، ولما دمروا اليابان ثم العراق وسوريا وليبيا، وكانت آخر مؤامراتهم الجهنمية تدمير مصر.. ولكن ربنا رب الجنود.. قال: المحروسة أدّهم وأُدود!
 
هل تعلّم هؤلاء المنافقون فى عيد ميلاد المسيح قوله: ليكن كلامكم نعم.. نعم أو لا.. لا.. وما زاد على ذلك فهو من الشرير، من طلب منك فأعطه.. ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده.. من طلب منك ثوبك فأعطه الرداء أيضاً، ومن طلب منك أن تمشى معه ميلاً.. فامش معه ميلين!
 
هؤلاء الذين يحملون اسمه.. نهبوا الشعوب، احتلوا الدول، أثاروا الفتن، أفقروا الناس، أفسدوا الحكام، فحق عليهم كلمات المسيح: أيها الكذابون المراؤون، يا أولاد الأفاعى.. أنتم كالقبور بيضاء من الخارج، ومن الداخل عظام ينخر فيها السوس، أنتم أيها الأشرار تنظفون الكأس من الخارج، ومن الداخل اختطاف ودعارة، كيف ستهربون من نار جهنم؟!
 
فى مداخلة تليفزيونية مع المذيعة الشجاعة لميس الحديدى عن بطل عام ٢٠١٣، قالت: لقد اخترنا الشعب المصرى بطل هذا العام.. ما رأيك؟
 
قلت: كنت أعجب من نابليون بونابرت حين قال: لو أن جيوشى من المصريين لحكمت العالم... قل لى من يحكم مصر أقل لك من يحكم العالم!
 
ولكنى اكتشفت أن الذى يحكم مصر.. شعب مصر بجيناته الضاربة بجذورها فى فجر الضمير! إنه الشعب العبقرى الذى طرد الهكسوس بعد معارك ضارية، وعلّم اليونان، وثقّف الرومان، وصدّر الإسلام للبلد الذى نشأ فيه «الشيخ متولى الشعراوى»، وتحول من ولاية إلى دولة «محمد على باشا»، وهدد الخلافة التى كان تابعاً لها «الأستانة»، وثار على الإنجليز فى عز انتصارهم «ثورة ١٩١٩»، وتحدى الشيطان الأكبر وبنى السد العالى، وتجلت عبقرية هذا الشعب فى هدم خط بارليف بالماء! «تعريف العبقرية هى الاستجابة المختلفة للأحداث».
 
قلت لمدام لميس: ليتهم يقرأون ما كتبه فلاندرز بترى:
 
يصعب على أى خارج على القانون فى مصر، أن يبتعد كثيراً عن قبضة الحاكم لأسباب كثيرة.. منها عدم وجود أماكن للالتجاء أو الاختفاء، ولكن أهمها: رأس عسكرى.. شرطى.. قضائى كاسح، وجسم إجرامى كسيح!

نقلا عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع