الأقباط متحدون - الكلاب بين كوريا الشمالية ومصر
أخر تحديث ٠٩:٤٤ | السبت ٤ يناير ٢٠١٤ | كيهك ١٧٣٠ ش ٢٦ | العدد ٣٠٦١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الكلاب بين كوريا الشمالية ومصر

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ
مينا ملاك عازر
 
"كشفت صحيفة Wen Wei Po  الصينية أمس أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قام بتصفية زوج عمته تشانغ سونغ- ثايك بطريقة من زمن العصور الوسطى حيث جردوه من ملابسه وخمسة آخرين ثم زجوا بهم في قفص كبير به كلاب برية جائعة قامت بنهشهم في مشهد دموي استمر ساعة بواسطة 120 كلباً وكل ذلك تحت متابعة من الزعيم الكوري الشمالي وكانت تهمة الرجال المعدمين هى تهمة الخيانة العظمى وعدم التصفيق بحماسة في الاجتماعات الرسمية"
أراك تندهش عزيزي القارئ وتمتعض من هول هذا الخبر الذي نشرته جريدة الوطن، غير أن هذا الخبر رغم وحشيته إلا أنه يعكس لنا البون الشاسع بين الوضع
 
في كوريا الشمالية والوضع في مصر، إذ وكما تعودنا أن التضاد يبرز المعنى ويوضحه هكذا أيضاً التضاد الذي يظهر من قراءتنا لهذا الخبر مع مقارنتنا لخبر آخر نشرته نفس الجريدة عن الكلاب أيضاً ولكن في مصر يظهر لنا اختلاف أنواع الكلاب في البلدين ففي كوريا الشمالية الكلاب برية جائعة أما في مصر فهي كلاب بوليسية مدربة.
 
 ويقول الخبر المعني بمصر "الكلاب البوليسية على خط المواجهة مع الإرهاب" لا داعي أن أرصد لحضرتك التفاصيل فالدموية في الخبر الثاني منتفية، إذن لا فائدة من تفصيل الخبر، خاصةً وأن الموضوع يتخطى مرحلة الخبر إلى تحقيق رائع قامت به جريدة الوطن، حللت فيه أنواع الكلاب المدربة وأنواع تدريبها وعدد وحدات التدريب الذي وصل لخمسة وعشرين وحدة تدرب فيها الكلاب للكشف عن المفرقعات والمخدرات، تتقدم الكلاب نحو المفرقعات وترشد عنها كما فعلت في محطة مترو حلمية الزيتون، وإحدى محطات الوقود الكبرى، ولا ننسى أن الكلاب دائماً وأبداً لعبتها الكشف عن المخدرات، لكن اليوم وبعد الثلاثين من يونيو وإقصاء الفصيل الإرهابي من الحكم بات على الكلاب المهتمة بالمفرقعات طلباً زائداً، فهي عليها عبء تأميننا وحماية الوطن كتفاً لكتف مع رجال الشرطة بل هي قد تتقدمهم في بعض الأحيان لأنها أكثر قدرة منهم على الكشف.
 
وهنا يتجلى الفارق بين الكلاب في كوريا الشمالية ومصر، فالأولى تمتهن مهنة وحشية والأخرى تمتهن مهنة آدمية ضد من تخلوا عن آدميتهم واتخذوا من الوحشية شعاراً وأسلوباً في الحياة، ولذا فدعني أرفع القبعة لكلاب مصر الذين يواجهوا الإرهاب، وأضع يدي على عيني حتى لا أرى وأتخيل مشهد دموي في كوريا الشمالية، خاصة مع تفاهة وسخافة التهمة وهي عدم التصفيق بحماسة في الاجتماعات الرسمية، ولعلها تهمة كان سيتهم بها الإخوان معارضيهم يوماً ما لو كانوا قد استمروا في الحكم، ما يعني لي أن الحكم الكوري الشمالي يتخذ من الإرهاب درعاً وهم بالحكم، ويتخذون الكلاب وسيلة لتنفيذ أحكامهم أما في مصر فالكلاب المصرية تحمينا من إرهاب حكامنا المعزولين.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter