الأقباط متحدون - التسريبات..والسياسى
أخر تحديث ٠١:٠٢ | الجمعة ٣ يناير ٢٠١٤ | كيهك ١٧٣٠ ش ٢٥ | العدد ٣٠٦٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

التسريبات..والسياسى

عبد الرحيم على
عبد الرحيم على
بقلم : نعيم يوسف
 
فى فيلم "الراقصة والسياسى" أرادت "نبيلة عبيد" والتى كانت تؤدى دور "الراقصة" فى الفيلم كتابة مذكراتها مع كبار القادة والسياسيين، الأمر الذى أثار ضجة واسعة فى الأوساط السياسية وقام الكثيرون بالإتصال بها ليتأكدوا من عدم ذكر أفعالهم معها ،وفضحها أمام الرأى العام، والبعض "لاطفها" والبعض الأخر "هددها"، خوفا من فضح أفعالهم أمام الرأى العام. 
 
ويبدو أن السياسيين والمشاهير فى مصر الآن لا يخلفون كثيراً عن الذين، جسدهم الفنان "صلاح قابيل" فى الفيلم، فعندما قام الإعلامى "عبد الرحيم على" بنشر مكالمات النشطاء السياسيين فى برنامجه "الصندوق الأسود" على قناة "القاهرة والناس"، قام العديد من النشطاء بالإتصال به وسجلوا إعجابهم به وبالبرنامج ثم طلبوا منه عدم ذكر بعض الشخصيات فى البرنامج، بينما قام آخرون بتهديده بتقديمه للمحاكمة بسبب هذه التسجيلات التى فضحت الكثير من أفعالهم أمام الرأى العام. 
 
بالطبع المقارنة هنا بين الفيلم والواقع ليست مقارنة بين شخصيات فى حد ذاتها ولكن فى مقارنة أحداث، وواقع مرير، نعيش فيه، بسبب بعض الشخصيات التى أمتطت الثورات، وقررت أن تحدد مصيرنا ومصير البلاد التى يعيش فيها أكثر من 90 مليون حسب أرائهم وميولهم وأهوائهم ومجاملاتهم الشخصية بعضهم لبعض.
 
ومن البديهى أن التجسس على أسرار المواطنين وحياتهم الشخصية هو أمر مجرم فى كل العهود والمواثيق والدساتير والقوانين، وهو أمر مرفوض من قبل كل الناس، ولكن.. عندما يتحكم البعض فى مصير أمة يجب علينا أن نعرف من هؤلاء الذين يصيغون مصائرنا فى جمل قد تكون مفيدة، فى بعض الأحيان، وقد تكون غير مفيدة فى أحيان آخري، وقد تكون كارثية في بعض الأوقات، ولذلك.. فمن حقنا أن نعرف الحقائق المرتبطة بالسياسة والإتفاقيات والتربيطات بين القوى السياسية وبعضها البعض ، خاصة إذا كانت مرتبطة بأخذ عمولات أو ما شابه لأن هذا يدخل فى نطاق الأمن القومى، ولعلنا جميعا نتذكر فضيحة التجسس الأمريكي على كل دول العالم منذ عدة شهور!!!
 
وفى النهاية، لايجب أن يطالب بالحرية الشخصية من لا يتمتع بالشفافية "السياسية"، فإما أن يوفروا مناخا يتيح لنا معرفة من هم ومصادر أموالهم، وتمويل مؤسساتهم, وإما فليصمتوا وليتحدث "عبد الرحيم على"!!!
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter