الأقباط متحدون - دستور 2013
أخر تحديث ١٣:١٦ | الجمعة ٣ يناير ٢٠١٤ | كيهك ١٧٣٠ ش ٢٥ | العدد ٣٠٦٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

دستور 2013

بقلم :  حنا حنا المحامى
 
مصر يا أمى... يا أغلى وأحلى أم فى الدنيا.  إننى أنظر إليك فأجدك أبهى جمالا من أى وطن آخر على هذه الكره الارضيه.  وإنى لا أتغزل فيك من وحى الحب فقط.  أبدا....  ولكن من وحى الاعجاب يا أغلى الاوطان.  لقد كنت الصدر الحنون والحب الدافق والخير العميم والكرم الذى لا حدود له.  إننى أنظر إلى أمريكا كوطن آخر, وأنظر إلى انجلترا وأنظر إلى استراليا فإجدك أبهى جمالا وعظمه من تلك الاوطان مجتمعه.
 
ولكن يا وطنى الغالى لقد اغتالك الخونه واعتدى عليك الغرباء وفرضوا عليك كل عوامل الفرقه والتفرقه فتهرأ جسدك وضعف كيانك فاستسلمت لقدرك تناشدين أبناءك البرره أن يعملوا على ترميم كيانك وتصحيح أوضاعك بعيدا عن عوامل الفرقه والانقسام.
 
يا أمى إنى لم أقلق كثيرا على وضع الدستور الجديد فلم يكن يشغلنى كثيرا, ذلك أن الايام قد علمتنا أن العبره بالنوايا وليس بالكلام.  العبره بالتنفيذ وليس بالديكور.  
 
يا أمى... إنى أعرف أنك أبهى الاوطان.  لقد منحك الخالق جمال الطبيعه ووافر الخيرات وطيبة شعبك وحبه للآخر ونبوغ أبنائك.  ولكن للاسف اعتدى عليك الغرباء وأقسم الانانيون إلا أن يفتتلوك فبات جسدك البض الذى لا ولن يشيخ إلا أن يعرف الانكسار وتزول عنه نضارتك الخالده.
 
إنى قلق عليك يا أمى فى هذه الايام.  هناك شئ اسمه دستور سوف يكلل هامتك.  ولكن أثبتت الايام ان العبره ليس بالكلام ولكن بالافعال.  كيف سينفذ هذا الدستور؟  هل سيعمل على الانقسام والفرقه والتفرقه؟  لا يمكننى أن أقول نعم, أو لا.  ولكن الايام القادمه هى التى سوف تظهر كيف أن القائمين على أمورك يحبونك ويحبون وحدتك وقوتك.  يا أمى إنى لا أغالى إطلاقا إن قلت إنك من أعظم الاوطان والبلدان, ولكن ضعفك يسببه القائمون على أمرك فهم يعملون على ضعفك ووهنك تارة بالتعصب, وتارة بسبب الانانيه والاستغلال وتارة أخرى بسبب الجشع وسياسة فرق تسد. 
 
يا أمى لم يتول شأنك مند ستين عاما من يعمل على نجاحك وقوتك وتقدمك والعمل على أن تتبوأى مكانتك التى تستحقيها بين الدول.  إن لك من الخير العميم ما يجعل أبناءك من أغنى أغنياء العالم.  إن لك من الخيرات ما يجعلك أغنى دوله فى العالم,  إن لابنائك من المواهب والفدره ما يجعلها أغنى وأعظم دوله فى العالم.  ولكن يا أمى إنها عوامل الفرقه والتفرقه والانقسام, تارة بسبب الدين وتارة بسبب التفتيت والاضعاف حتى يتمكن الحاكم من استغلال خيرات البلاد.
 
إن الدستور لا يشغلنى من بعيد أو قريب أيا كانت نصوصه وأيا كانت أحكامه, ولكن ما يشغلنى يا أمى هو التنفيذ.  هل سينفذ الدستور على أن تكون كل مصر وحده واحده وكيان واحد كما هوالحال فى أمريكا وانجلترا وفرنسا واستراليا حيث يكون الدين لله والوطن للجميع؟  أم ستظل عوامل الفرقه والتفرقه والانقسام والتفتيت هى التى ستكون صاحبة السياده؟
أيا ما كان الامر فإنى أود أن أعلن للعالم أجمع أن مصر دولة عظيمه ملؤها البركه وأبناؤها موهوبون بل وعباقره وإمكاناتها الطبيعيه من أعظم ما وهبه الله لأى بلد فى العالم.  وفى ظل تلك الوقائع والحقائق, فإنه على الحكومه الجديده أن تعمل على استغلال إمكانات مصر البشريه والطبيعيه والحغرافيه بلا أدنى تفرقه أو تمييز وذلك من أجل مصر ولصالح مصر وأبناء مصر فقط.
 
وفى ظل تلك الحقائق ليس لى سوى رأى واحد وهو أن مصر إن لم تتبوأ مكانتها الرفيعه فى كل بلدان العالم لا يكون القصور إلا من جانب حكامها والقائمين على أمرها ولن يكون هناك أى سبب آخر. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter